الاسلام في بنين… معلومات عامّة عن الاسلام والمسلمين في بنين
انتشار الاسلام في بنين
بدأ انتشار الاسلام في بنين في فترة مبكّرة للغاية عن طريق المستعمرات التّجاريّة التي أقيمت في منطقة سونغاي في إمبراطوريّة مالي، في أثناء القرن الثّامن، ومهّدت العلاقات التّجاريّة لإنشاء مجتمع مسلم عندما تحوّل الزّعماء المحلّيّون إلى الإسلام، وتزوّج التّجّار المسلمون الذين جاءوا إلى المنطقة من نساء محلّيّات. كانت الدّيانة الأساسيّة في بنين وثنيّة، وكانت قائمة على تقديس الحيوانات، بالإضافة إلى انتشار أديان أصليّة إفريقيّة أخرى.
سهّل عامل آخر انتشار الاسلام في بنين وهو غزو دولة السّونغهاي الشّماليّة، وبالتّحديد عندما استقرّ المسلمون الذين يعيشون في مالي، بعد الفتح في شمال بنين، تمّ تحفيز انتشار الإسلام في المنطقة. تنتمي مجموعة دندي العرقيّة التي تعيش اليوم في بنين إلى أحفاد هؤلاء المسلمين الذين وصلوا من سونغاي، حافظت دندي التي تعيش وتمارس التّجارة في باراكو، ودجوغو، ونيكي، حتّى يومنا هذا على علاقاتها مع الهوسا التي تحتلّ منطقة تغطيّ النّيجر ومالي، ولديها تفاعل لغويّ وثقافيّ كبير معها، ومن بين المجتمعات الإسلاميّة التي قبلت الاسلام في بنين بسرعة هي قبائل غورما، وموكولي، وجاندو، وانتشر الاسلام فيها بعد مستعمرات سونغاي التّجاريّة.
دخول القبائل إلى الاسلام في بنين
يعيش مسلموا قبيلة بولار أو بول في بنين في المناطقة المركزيّة، ويحتلّون جزءًا من الشمال، وهم في الأصل قبيلة رعويّة، جاءت من الشّمال والشّمال الشّرقيّ إلى داخل البلاد، وبمرور الوقت أصبحت قبائل البولار مسلمة، ويعيشون في مناطق متفرّقة وعلى مساحات واسعة، تمتدّ بين السّنغال وإفريقيا الوسطى.
اعتنقت قبائل باريبا الإسلام بفضل الهجرات الشّماليّة، في القرن التّاسع عشر، وفي نفس الفترة، اختارت أكبر القبائل الجنوبيّة اعتناق الاسلام، وهي قبائل اليوروبا. ساهمت الصّوفيّة على يد الزّعماء الدّينيّين كثيرًا في نشر الاسلام في بنين حيث جاء هؤلاء الزّعماء، مع انتماءاتهم الصّوفيّة إلى بنين من نيجيريا، وتوغو، وساهمت على نشر الاسلام في بنين خصّيصًا في المناطق الجنوبيّة. ارتفعت نسبة المسلمين بين عاميّ 1961 و1992 إلى نسبة كبيرة، حيث زادت نسبة المسلمين من 13% إلى 20.6%، وبرغم أنّ الإحصاءات غير دقيقة، فقد بلغت نسبة الاسلام في بنين في عام 2000 حوالي 30%، وفي ثمانينات القرن العشرين، انضمّت بنين إلى منظّمة التّعاون الإسلاميّ.
المسلمون والآثار الإسلاميّة في بنين
لا توجد معلومات دقيقة عن الحالة الرّاهنة لمواقع التّراث التّاريخيّ الإسلاميّ والتُّحف الإسلاميّة الموجودة في بنين، وتمّ نقل أخبار بعض منها إلى فرنسا، ليتمّ الاحتفاظ بها في المتاحف، خلال الحقبة الاستعماريّة، ونُشرت في وسائل الإعلام الوطنيّة والدّوليّة، ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لتقارير تقدِّم بيانات ملموسة حول هذا الموضوع.
ينتمي المسلمون الذين يعيشون في بنين، كما هو الحال في أجزاء أخرى من غرب إفريقيا، إلى المذهب المالكي، أمّا الطّائفة الصّوفيّة فتتّبع الطّريقة القادريّة، وهي الأكثر رسوخًا في البلاد. خلال الفترة الاستعماريّة، كانت فرنسا تتدخّل في المطبوعات الدّينيّة، وبسبب هذه التّدخّلات بالإضافة إلى التّفاعل بين الثّقافات المتعدّدة فيها، ساد الجهل والارتباك في المجتمع، وأصبح هناك اختلاط بين تقاليد الاسلام في بنين وديانة الفودو، ولهذا لا يتمّ تقبُّل الأخلاق الإسلاميّة كما يجب، ونشأت ثقافة جديدة تجمع تقاليد الاسلام في بنين وتقاليد المسيحيّة بالإضافة إلى تقاليد الفودو. تمّ مناقشة هذا الارتباك الدّينيّ والثّقافيّ في مؤتمر الحوار بين الأديان، من قِبل الدُّول الغربيّة، واستنتجوا أنّ هذا الاختلاط بسبب أنّ التّعليم الدّينيّ لم يتمّ إجراؤه بشكل صحيح.
طوائف الاسلام في بنين
تنتشر في بنين طوائف غير السّنّة والشّيعة، مثل الطّائفة الأحمديّة أو القاديانيّة في المناطق الجنوبيّة في بنين، وهي طائفة يعتبرها جميع علماء المسلمين خارج الإسلام، ولكنّهم ينسبون أنفسهم إلى المسلمين، ومقرُّها الرّئيسيّ في بريطانيا والهند، وقامت هذه الطّائفة بتوظيف أتباعها لنشر دعوتهم منذ عام 1960، وبفضل التّمويل الأجنبيّ، قام أعضاء هذه الطّائفة ببناء أكبر مسجد في بنين.
برزت طريقتين صوفيّتين جديدتين في بنين هُما طائفة نعمة الله، والطّائفة العلويّة، وكان انتشارهما واسعًا مؤخّرًا، خاصّة في بورتو ونوفو، ومن المثير للاهتمام أنّ يعقوبو فاساسي، ممثّل طريقة نعمة الله في بنين، يعمل أيضًا مسؤولًا تنفيذيًّا رفيع المستوى في البنك الدّوليّ. من ناحية أخرى، لا تنتشر الوهّابيّة أو السّلفيّة على نطاق واسع في بنين، ولم تتمكّن جماعة بوكو حرام وغيرها من الجماعات العنيفة المعروفة باسم تنظيم القاعدة في المغرب العربيّ من إثبات وجود لها في بنين، ولكنّ الجماعات المسلّحة التّابعة لها كانت تحاول التّسلل إلى بنين من الشّمال، وهذه التّصرّفات تضع المسلمين في بنين في بعض الأحيان في وضع صعب، ولكنّ اتّحاد الجاليات المسلمة في بنين طالبَ بشكل متكرّر الحكومة بعدم التّسامح مع هذه الجماعات العنيفة، والعمل على إغلاقها.