أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري، استطاع النبوغ في عدة مجالات فهو الفيلسوف والشاعر والكاتب العربي الأعمى ,وعبر عن وجهة نظر عالمية غير متدينة لاقت الكثير من الجدل ولكن على الرغم من ذلك، ويعتبر من أعظم الشعراء العرب الكلاسيكيين ولمزيد من المعلومات عن سيرة حياة أبو العلاء المعري تابع معنا المقال التالي.
سيرة حياة أبو العلاء المعري
نشأته وحياته
- ولد أبو العلاء في معرة،حديثة معرة النعمان بسوريا بالقرب من مدينة حلب وذلك في ديسمبر عام 973 وخلال عهده، كانت المدينة جزءًا من الخلافة العباسية.
- كان عضواً في بنو سليمان وهي عائلة بارزة من معرة تنتمي إلى قبيلة تنوخ الأكبر وربما كان أحد أسلافه هو أول قاضي في معرة.
- شكلت قبيلة تنوخ جزءا من القبائل الأرستقراطية في سوريا لمئات السنين، كما عرف بعض أعضاء بنو سليمان بأشعارهم الجيدة.
- فقد بصره في سن الرابعة بسبب مرض الجدري مما يفسر سبب تشاؤمه.
- أنتج عدة قصائد شعرية في بغداد ، ومع ذلك رفض بيع نصوصه.
- في عام 1010 عاد إلى سوريا بعد أن بدأت صحة والدته في التدهور.
- وصف المعري بشدة تشاؤمه وعصبيته حيث كان متشائما بشأن الحياة واصفا نفسه بأنه “سجين مزدوج” في سجن العمى والعزلة.
- هاجم العقائد والممارسات الدينية حيث سخر من الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام والزرادشتية.
- انتهج المعري فكرًا عن ما قبل الولادة تماشياً مع تشاؤمه العام، مما يوحي بأنه يجب ألا يولد الأطفال لتجنيبهم الآلام ومعاناة الحياة.
أشهر مؤلفاته
كتب المعري ثلاثة أعمال رئيسية أكتسبت شهرة كبيرة ومن بين أعماله “شرارة الصنابير”و”الضرورة غير الضرورية”و”رسالة الغفران”التي يمكن اعتبارها مقدمة لكوميديا دانتي الإلهية.
حياته المهنية
بدأ حياته المهنية كشاعر في سن مبكرة 11 أو 12 سنة، في البداية تلقى تعليمه في معرة وحلب ثم انتقل إلى أنطاكية وغيرها من المدن السورية وكان من بين معلميه في حلب رفاق من دائرة ابن خلوة.
ويذكر أن العالم النحوي والإسلامي توفي في عام 980 م، عندما كان المعري لا يزال طفلاً. ومع ذلك فإن المعري يأسف لفقد ابن خلوة بعبارات قوية في قصيدة رسالته الغفران.
في عام 1004 علم المعري أن والده قد مات، وكتب في رد فعل رثاء يشيد به وبعد سنوات سافر إلى بغداد حيث تلقى استقبالا جيدا في صالونات الأدب في ذلك الوقت.
كان شخصية مثيرة للجدل. بعد ثمانية عشر شهراً في بغداد، عاد إلى دياره لأسباب غير معروفة وربما يكون قد عاد لأن أمه مريضة، أو ربما نفد ماله في بغداد، لأنه رفض بيع أعماله وعاد إلى بلدة معرة مسقط رأسه عام 1010 وعلم أن والدته توفيت قبل وصوله.
بقى أبو العلاء في معرة لبقية حياته، واختار أسلوب حياة التقشف، ورفض أن يبيع قصائده واتبع نظام غذائي نباتي صارم.
فلسفته
معارضة الدين
كان المعري شكاكاً في معتقداته حيث كان من بين الذين استنكروا الممارسات الدينية والدوغماتية في الدين جنبا إلى جنب مع نظرته السلبية العامة عن الحياة جعله يوصف بأنه متحيز متشائم.
انتقد المعري العديد من عقائد الإسلام، مثل الحج، الذي سماه “رحلة وثنية” كما رفض ادعاءات أي وحي إلهي وكانت عقيدته من فيلسوف ونسك، لمن يقدم الدليل الأخلاقي، والفضيلة هي ثوابه الخاص.
كان المعري زاهداً، متخلياً عن الرغبات الدنيوية حيث عاش حياة منعزلة عن الآخرين أثناء إنتاج أعماله وعارض جميع أشكال العنف في بغداد و قرر عدم بيع نصوصه، مما جعل من الصعب عليه العيش. وقد قورن نمط الحياة الزاهد هذا بالفكر المتشابه في الهند خلال فترة وجوده.
أشهر أعماله
عمله الثالث الشهير هو عمل نثري يعرف باسم (رسالة الغفران). وقد كتب العمل كرد مباشر على الشاعر العربي ابن القارح، الذي يسخره المعري لوجهات نظره الدينية.
في هذا العمل، يزور الشاعر الجنة ويلتقي بالشعراء العرب في الفترة الوثنية، على عكس العقيدة الإسلامية التي تنص على أن الذين يؤمنون بالله فقط هم الذين يمكنهم العثور على الخلاص. كما ركزت على جانب التحدث مع المتوفى في الجنة، وقد تمت مقارنة رسالة الغفران بالكوميديا الإلهية لدانتي.
وفاته
لم يتزوج المعري أبداً وتوفي عن عمر يناهز 83 عامًا في المدينة التي ولد فيها وذلك في مايو عام 1057.