من القائل الا ليت الشباب يعود يوما

سمعنا الكثير من المقولات التي تتحدث عن عودة الشباب ومرور الزمن والندم على عدم عودته، ولهذا يتساءل الكثيرين من القائل الا ليت الشباب يعود يوما ، وهو من أهم تلك الأبيات التي تحمل نفس المعنى، لذلك سنتعرف على هذا الشاعر العباسي الذي قال تلك المقولة التي خلدت ذكراه بعد عشرات القرون من وفاته.

من القائل الا ليت الشباب يعود يوما

سمعنا كثيرا مقولة ليت الشباب يعود يوما، والتي لا يعرف الكثيرين أنها من أهم المقولات التي أطلقها واحدا من كبار شعراء العرب في العصر الإسلامي المبكر وهو من سنتعرف عليه اليوم.

هو أبو العتاهية شاعر عربي قديم من كبار الشعراء وأهمهم، اسمه بالكامل أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن قيسان، يعتبر من الشعراء الزاهدين، حتى أنه تخلى عن الشعر فترة من الزمن بسبب الدين.

مولده كان في العراق وتحديدا في عين التمر في الصحراء، وعمل في مهنة بيع الخفار لفترة بسبب نشأته في الكوفة، وبينما هو كذلك شاهد مجلسا للشعراء يقيم مسابقة فشارك بها.

قدم أيضا التأبين الخاص بحاكم طبرستان، الأمير عمر بن العلاء، واستطاع أن يزيد من شهرته في بغداد مقر البلاط العباسي، وقدم حبه دون مقابل، ولكنه سجن في عهد الخليفة الراشد بعد أن أساء للخليفة، وكانت لفترة قصيرة.

من القائل الا ليت الشباب يعود يوما وقصص عنه

حصل أبي العطية على شهرة واسعة لأنه أول من أسقط الشكل القديم للقصيدة، حيث كان بعيدا كل البعد عن التصنع، كما أنه ابتعد عن تقليد شعر الصحاري واعتمد على اللغة القروية التي تعلمها وابتعد عن التعقيد، ويمكن أن يطلق على شعره شعرا فلسفيا، وكان أيضا من أوائل الشعراء الفلاسفة في عصره.

انطلق أيضا جنبا إلى جنب مع أفضل الشعراء ومنهم أبونواس وبشر وعدد آخر من الشعراء.

لم يكن الوحيد الشاعرا في عائلته بل أن أولاده وأحفاده من الشعراء أيضا وتركوا إرثا من الشعر لا مثيل له فكتب كل منهم  ورقة من الشعر، وحصل على لقب أبو العطية لأنه كان عابدا اشتهر بالعطايا.

أما عن بيت الشعر ألا ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل المشيب، فعمره يقرب من الألف سنة.

عرف أبو العتاهية بتواصله مع الخليفة المهدي الذي كاد أيضا أن يسجنه لكنه رق لحاله بعد أن استعطفه بعدد من أبيات الشعر، حتى أنه من توسط له عندما أساء للخليفة التالي له، ليحصل على فترة سجن مخففة.

توفي أبو العتاهية عام 213ه في بغداد لكن هناك من اختلف على هذا التاريخ، وأشاروا إلى كونه خاطئ.

أشعار أبو العتاهية

عرف أسلوبه بالسهولة والوضوح والبعد عن التصنع المرتبط بالشعر العربي القديم، ومن أهم قصائده:-

نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا          أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى

لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ               مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى

وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ            لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيــني               فلـم يُغـنِ البُكــاءُ ولا النّحـيبُ

فَيا أسَفاً أسِــفْتُ علــى شَبــابٍ         نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ

عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً               كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيب

فيَا لَــيتَ الشّبــابَ يَعُودُ يَوْماً          فـأُخــبرَهُ بمـا فَعَـلَ المَـشيــبُ

يذكر أن أبو العتاهية من عائلة من الموالس وكانو تابعين لقبيلة عنزة العربية، لكنهم كانوا يعانون من الفقر، وهو ما جعله لا يتلقى أي تعليم  رسمي، وهو ما قد يعد مبررا لأسلوبه الشعري الغريب والخارج عن التقاليد.

وعرف عنه أنه كتب شعر الغزل في البداية بالكوفة، لكن في عصر هارون الرشيد عاد إلى الزهد، وحصل على شهرة واسعة في سنوات عمره الأخيرة بسبب قصائده عن الزهد.

ختاما، تعرفنا معا على من القائل الا ليت الشباب يعود يوما ، والأعمال التي قام بها وبما تميز أسلوبه الذي كان عكس ذلك الأسلوب المتعارف عليه في عصره.

المصادر

مصدر1
مصدر2
مصدر3

Exit mobile version