الاسلام في كوبا… معلومات عامّة عن الاسلام والمسلمين في كوبا
نسبة الاسلام في كوبا
إنّ نسبة الاسلام في كوبا قليلة جدًّا، حيث يبلغ عدد المجتمع الإسلاميّ الكوبيّ وفقًا لمسح حديث غير رسميّ، حوالي 4000 شخص، مُعظمهم أسلم في السّنوات الأخيرة، وهذا نتيجة سياسة حكومة راؤول كاسترو التي تتّسم بالمرونة من حيث العلاقات الدّبلوماسيّة والتّجارية، بالإضافة إلى حرّيّة المعتقد، وأدّى ذلك إلى اتّباع نهج أكثر سلاسة تجاه الأديان، لقد كانت نسبة المسلمين الجُدد أكثرها من النّساء، لأنّه لا يُمكن الزّواج من غير الكتابيّة، لذلك الدّخول إلى الاسلام في كوبا لا يعني بالضّرورة الالتزام به.
تاريخ الاسلام في كوبا
في تمّوز 2015، تمّ بناء أوّل مسجد في كوبا، وكان من قبل متحفًا للسّيارات، ويُقال إنّ الاسلام في كوبا موجود قبل اكتشافات كريستوفر كولومبوس، مثلما يقول الرّئيس التّركي أردوغان، ولكن يكاد يكون من المستحيل إثبات هذا القول؛ لأنّ الاسلام في كوبا بدأ خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، بينما حدث الانتشار الحقيقيّ بين أواخر التّسعينات وبداية الألفيّة الجديدة، وذلك مع وصول طلبة باكستانيين ويمنيين إلى كوبا للدّراسة، عن طريق بعض الاتّفاقيّات المبرمة مع الحكومة الكوبيّة والعديد من الدّول الإسلاميّة.
حال الاسلام في كوبا
يشعر الكثير من الكوبيين بإحساس الأخوّة في مجتمعات الطّلّاب المسلمين، حيث يحاول السّكّان المحلّيّون دائمًا الهروب من المصير المحبط، أو الحياة الحدّيّة. حال الاسلام في كوبا مثله مثل الدّيانات الأخرى، حيث نشأ الإسلام وانتشر بين أفقر النّاس، أولئك الذين يرون الممارسات الدّينيّة كخلاص اجتماعيّ، ويجدون الدّين فرصة ليكونوا جزءًا من مجتمع مختلف جدًّا عن المجتمع الاشتراكيّ، الذي لا تتقاسم قيمه أغلبيّة الشّعب الكوبيّ حاليًّا.
هناك كراهية كامنة تجاه الاسلام في كوبا وأحيانًا ينتج عنها تمييز ضدّ المسلمين، على سبيل المثال فقد بعض الكوبيين وظائفهم بعد اعتناقهم للإسلام، ومن الواضح أنّ الأسباب الممنوحة لتلك التّساريح تُخفي الدّوافع الحقيقيّة ورائها، لكنّ عالم الاسلام في كوبا يواصل النّمو حتّى تحت أشجار النّخيل الكاريبيّة.
حال الاسلام في كوبا حاليًّا
استخلص عدد صغير من الكوبيين استنتاجهم الخاصّة من التّسامح المتنامي للنّظام الكوبيّ حول الدين، بأنّه ربّما قريبًا سيُقبل الاسلام في كوبا بشكل متزايد. حاليًّا ينمو الاسلام في كوبا بهدوء، حيث وصل عددهم حتّى 2016 إلى 9000 مسلم، ولكنّهم ما زالوا يُمثّلون شريحة صغيرة من سُكّان كوبا البالغ عددهم 11.3 مليون نسمة، إلّا أنّ هذه الزّيادة تُمثِّل ارتفاعًا كبيرًا، حيث كان عدد المسلمين في بداية التّسعينات نحو اثني عشر مسلمًا فقط، ويقول أستاذ العلوم السّياسيّة في جامعة إيموري في أتلانتا مايكل ليو أوينز: لقد اتّخذ الحزب الشّيوعيّ قرارات لفتح التّعدديّة الدّينيّة، وهكذا سوف ينمو الاسلام في كوبا بشكل طبيعيّ.
المسلمون في كوبا
يقول الأمين العامّ المساعد لرابطة العالم الإسلاميّ، التي تتّخذ من مكّة المكرّمة مقرًّا لها، الشّيخ محمد بن ناصر العبودي: إنّه على أمل أن تستجيب حكومة كوبا بشكل إيجابيّ لطلب إنشاء منظّمة إسلاميّة، تهتمّ برعاية الاسلام في كوبا وشؤون المجتمع الإسلاميّ هناك، ومن بين الأهداف الأخرى للتّنظيم المقترح، هو إقامة أماكن للصّلاة ومساجد حيث يُمكن للمسلمين أن يتجمّعوا من أجل صلواتهم الخمس اليوميّة، وكذلك لنشر الثّقافة الإسلاميّة بين المسلمين.
عندما زار وفد من رابطة العالم الإسلاميّ كوبا مؤخّرًا، ناقش هذه الاقتراحات مع بعض كبار المسؤولين، وأضاف أنّ هذه الخطوات ستُعزّز العلاقات بين كوبا والشّعوب الإسلاميّة في العالم، وستدعم أيضًا العلاقات الثّقافيّة بين كوبا والعالم الإسلاميّ. ويقول عبودي إنّ المسلمين في كوبا يُصلّون في المنزل، لأنّه حتّى في هافانا لا يوجد مسجد يُمكن أن يتجمّعوا فيه للصّلاة، والصّلاة الوحيدة التي تؤدّى في العلن هي صلاة الجمعة، في مكان يُعرف باسم البيت العربيّ، ولا يُسمح للكوبيين بدخوله.
مراكز الاسلام في كوبا
أحدُ المراكز الإسلاميّة التي تُعبّر عن الاسلام في كوبا هي البيت العربيّ، الذي ينتمي إلى ثروة عربيّة مهاجرة عاشت في كوبا في أربعينيّات القرن العشرين، وقد بُني باستخدم تصاميم معماريّة أندلسيّة، يضمُّ البيت العربيُّ متحفًا عربيًّا، ومطعمًا عربيًّا، ويستخدم المكان الدّبلوماسييون المسلمون لصلاة الجمعة، ولكنّه بعيد عن المسلمين الكوبيين، حتّى لأداء الصّلاة. حصل البيت العربي على مبلغ 40.000 دولار أمريكيّ من قطر لإعادة تأهيله، ولكنّه ما زال يفتح أيّام الجمعة فقط، ولمدّة ثلاث ساعات.
لماذا لا يوجد مراكز دينيّة في كوبا؟
عندما ذهب عبودي والتقى مدير مكتب الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، وناقشه في إمكانيّة فتح منظّمة تهتمُّ بشؤون المسلمين في كوبا، قال: إنّ هذا مُستحيل؛ لأنّه بمجرّد موافقة الحكومة الكوبيّة على تأسيس منظّمة إسلاميّة، عليها أيضًا الموافقة على إقامة منظّمات مماثلة للطّوائف الدّينيّة الأخرى، مثل المسيحيين الذين تشكِّل طائفتهم الكاثوليكيّة 90٪ من مجموع السّكّان، وكوبا ليست بلدًا مُتديّنًا، بل اشتراكيًّا، ولا يسمح لأيِّ مجتمع دينيّ أن يُقيم منظّمات له.
- المراجع
- https://www.tokyofotoawards.jp/winners/tokyo/2016/3270/
- https://www.newsweek.com/2017/01/06/why-cubas-muslim-population-growing-535773.html
- https://www.islamawareness.net/LatinAmerica/cuba.html