الاسلام في كشمير… خمس معلومات عامّة عن الاسلام في كشمير
بداية الاسلام في كشمير
أصبح الاسلام في كشمير الدّيانة الرّسميّة في البلاد، بعد البوذيّة والهندوسيّة، انتشر الاسلام في كشمير والمنطقة مع وصول العدد الكبير من الدُّعاة الصّوفيين المسلمين من آسيا الوسطى في القرن الرّابع عشر. كانت طائفة البراهما قويّة وغنيّة عندما بدأ الاسلام في كشمير بالانتشار، وكانوا يديرون كشمير في ذلك الوقت، ووصل الدّعاة المسلمون في البداية إلى منطقة مُخصّصة للطّوائف الدُّنيا، وكان يُطلق عليهم المليتشات، وهي كلمة سنسكريتيّة ينطوي معناها على القذارة، وقد لُقّب الغالبيّة العظمى من المسلمين في العصور الوسطى في الكتابات السّنسكريتيّة بهذه الكلمة.
انتشار الاسلام في كشمير زمن المغول
لم يكن الاسلام في كشمير روحيًّا أو باختيار النّاس، بل وصل مع الغزو المغوليّ التّركيّ، المُسمّى دالوتشا أو زولو، وكان دافع انتشاره هو زيادة السّيادة السّياسيّة والاقتصاديّة على كشمير، ثمَّ سُلّمت المقاطعة إلى حاكم بوذيّ تبتيّ يدعى رينشانا، بعد أن حُسمت بعض القرارات.
تمّ غزو كلّ الدّول المجاورة من قبل المغول المسلمين، وتحوّل رينشانا إلى الإسلام بعد معرفته بسيد شرف الدّين، وهو واعظ صوفيّ لقبه العامُّ بلبل شاه، الذي جاء إلى كشمير أثناء حكم سوديهافا، وبعد اعتناقه للإسلام غيّر رينشانا اسمه للسّلطان سردار الدّين شاه، وأصبح أوّل حاكم مسلم لكشمير، وبعد إسلامه، أسلم قائده العامُّ، والعديد من الهندوس الآخرين في كشمير.
تاريخ الاسلام في كشمير زمن شاه مير
في عام 1339، أسّس شاه مير مؤسّساته الخاصّة، وأسّس سلالة شاه مير التي استمرّت حتّى عام 1561، وكان يُدير شخصيًّا زيارات الدّعاة الصّوفيين الذين ساهموا في نشر الاسلام في كشمير وكان أكثر الأشخاص المعروفين من الدّعاة الصّوفيين، الذين كرّسوا الاسلام في كشمير هو سعيد علي حمداني، المعروف شعبيًّا باسم شاه حمدان، كان شاه حمدان هو الذي ألزم نفسه بمهمّة ضمان أنّ كشمير كانت في الأساس دولة إسلاميّة، وشَرع علي شاه في استراتيجيّة الأسلمة القسريّة. خلّف شاه مير ورائه تراثًا مع طُلّابه، وبدأت موجة جديدة لانتشار الاسلام في كشمير وبدأ تأصير الثّقافة الإسلاميّة، يظهر في الثّقافة الكشميريّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّه خلال هذا الوقت حلّت اللّغة الفارسيّة محلّ اللّغة السّنسكريتيّة باعتبارها اللّغة الرّسميّة في كشمير. وبعد سلالة شاه مير، تمّ غزو كشمير أوّلًا من قِبَل الإمبراطوريّة المغوليّة، ثمَّ إمبراطوريّة دوراني، واستمرّ الحكم الإسلاميّ إجمالًا على كشمير لمدّة خمسة قرون (1323-1819).
العوامل التي ساعدت على انتشار الاسلام في كشمير
كانت هناك العديد من العوامل المواتية التي ساعدت على تطور الاسلام في كشمير مثل نقائص المجتمع الهندوسيّ، والتّفاوتات النّقديّة، والقمع العامّ الذي كان في يد الطّبقات العليا، وهذه العوامل جذبت النّاس نحو الاسلام في كشمير الذي بشّر بالتّوحيد والمساواة، وتمّ دخول النّاس من الطّبقات الدّنيا المسحوقة في البداية إلى التّوحيد، وكانوا يعاملون باحترام من قِبل الصّوفية، ونتيجة لذلك دخلوا إلى الإسلام. عندما وصل الإسلام إلى الطّبقات الحاكمة، كان هُناك بعض المحسوبيّة في تطبيقه، أو إجبار النّاس على الدّخول إلى الإسلام، وفي بعض الأحيان كانت السّياسات الدّينيّة مُتسامحة.
كشمير زمن الأمويين والعبّاسيين
على الرّغم من وصول القوّات الأمويّة إلى أفغانستان والسّند المجاورتين لكشمير، في أوائل القرن الثّامن، إلّا أنّ الاضطراب السّياسيّ في الأراضي الإسلاميّة المركزيّة الذي بلغ ذروته بالثّورة العبّاسيّة في عام 750 للميلاد، أدّى إلى عدم وصول المسلمين أو نشاط الوعظ إلى كشمير لفترة طويلة.
لكن كان هناك بعض التّفاعل مع المسلمين، مثلًا في عام 711 ميلاديّ، جاء قائد عسكري مسلم سوريّ يدعى حميم بن سما إلى كشمير بصحبة جيسيا، ابن حاكم السّند الهندوسيّ رجا ضاهر، وبعد أن هزمت القوّات الأمويّة محمد بن قاسم الثّقفيّ، في وقت سابق من ذلك العام، هرب جيسيا إلى كشمير، بحثًا عن ملجأ، ومن غير الواضح لماذا ذهب حميم معه، ولكنّ التّفسير الأكثر احتمالًا هو أنّ حميم اتُّخذ كأسير حرب.
يبدو أنّ حاكم كشمير في ذلك الوقت كان له موقف من حميم وعامله، بشكل جيّد في محاولة لإقامة علاقات جيّدة مع الأمويين، ورحّب بحميم بحرارة في بلاطه، وأعطاه قطعة أرض كبيرة، وبنى فيها أوّل مسجد في كشمير.
هناك إشارات أخرى تدلُّ على التّفاعل بين الشّعب الكشميريّ ومعظم جيرانهم من الهندوس، والمسلمين في آسيا الوسطى، فبعد قرن من قصّة حميم، أرسل ملك هندوسيّ آخر من سلالة كاركوتا، رسالة إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، طلب فيها إرسال مسلم على دراية بكشمير؛ لشرح الشّريعة الإسلاميّة باللّغة المحلّيّة، وفي القرن التّاسع، قام رحّالة مسلم فارسيّ وهو بوزور بن شهريار، بتوثيق رحلته إلى عجائب الهند، وكيف أنّ الملك الهندوسيّ في كشمير أمر بترجمة القرآن الكريم إلى اللّغة الكشميريّة، وبحلول القرن الثّاني عشر، صبح من السّهل إيجاد ذِكرٍ للمسلمين الذين يخدمون في البلاط الملكيّ، وجيش الملك الهنديّ الكشميريّ هرشاديفا.
- المراجع
- https://www.youthkiawaaz.com/2018/07/islam-in-kashmir-a-brief-history-of-conversion/
- http://www.egypttoday.com/Article/4/8750/The-Early-History-of-Islam-in-Kashmir