الإسلام في رواندا

يبلغ عدد سكان رواندا 12.374.397 نسمة، وبالنسبة للديانة- فحسب التقديرات- فإن %58 من السكان هم مسيحيون كاثوليك، و%10 مسلمون، والبقية من طوائف مسيحية بروتستانتية، ومن ديانات أصلية، ويهتم الكثير من المسلمين بالتعرف على أحوال الإسلام في رواندا.

الإسلام في رواندا

الإسلام في رواندا

الإسلام هو أكبر أقلية دينية في رواندا، ويعتبر جميع المسلمين في رواندا من السنة، وتشير التقديرات إلى وجود أعداد متساوية من المسلمين بين الهوتو كما هو الحال بين التوتسي، ولا يمكن التحقق من التقديرات في أعقاب الإبادة الجماعية، حيث حظرت الحكومة منذ ذلك الحين أي نقاش حول العرق في رواندا.

وصل الإسلام إلى رواندا عن طريق التجار العرب من جنوب الجزيرة العربية (اليمن وعمان)، والمسلمين المهاجرين للقارة الذين توغلوا من الساحل الشرقي للقارة الأفريقية بحثًا عن العاج والجلود والمعادن، في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

ازداد عدد المسلمين في رواندا بعد موجات من الهجرة في بداية القرن العشرين هربًا من المحتل الأوروبي في بلاد تنزانيا وأوغندا والسودان وكينيا، حسب ما يشير إليه عدد قليل من المصادر المكتوبة المتاحة بشأن أصولهم.

وهناك كتب تتكلم عن دخول أعداد كبيرة في الإسلام، وأنهم دخلوا بسبب رحمته، وبسبب روعته، واحترام الشرف، وتواضع التجار العرب الذين دخلوا البلاد لأول مرة في مطلع القرن العشرين.

وقد تعزز الوجود الإسلامي أيضا عن طريق التجار المسلمين القادمين من الهند الذين تزوجوا من الروانديات. وبنى الروانديون مسجدا لأول مرة في 1913م وهو المعروف باسم مسجد المدينة.

اقرأ أيضا: الإسلام في مدغشقر

الإسلام في رواندا قبل الإبادة الجماعية

منذ وصول الإسلام إلى رواندا، والمسلمون كانوا دوما أقلية في بلدهم، ومرت الجالية المسلمة بمراحل صعبة في رواندا؛ فأيام المستعمر البلجيكي نالت أبشع أساليب التعذيب، حتى محاربتها في أقواتها، وحاول المستعمر التفرقة بينها بزرع الفتن والأحقاد.

كان المسلمون يؤدون شعائرهم في وضع مضايقة، وبذلت الجماعات التبشيرية خلال تاريخها جهود كثيرة لعرقلة انتشار الإسلام في رواندا، واستغلت المشاعر المعادية للعرب وقدمت المسلمين كأجانب ومتخلفين وهمجيين!

واستمرت الإدارة البلجيكية في تهميش المسلمين وحرمانهم من التعليم والوظائف المهمة في الحكومة كباقي أبناء البلد. ونتيجة لذلك اقتصرت فرص العمل للمسلمين إلى حد كبير في الانخراط في التجارة الصغيرة والعمل الحر البسيط كعمل السياقة ونحوها.

وقد مر المسلمون عبر السنين بظروف قاسية في رواندا وعاشوا تحت الاضطهاد والتهميش، وذلك منذ فترة حكومة المستعمر الألماني ثم البلجيكي، وذلك قبل الاستقلال حيث أصدرت حكومة المستعمرين أوامر التضييق على المسلمين وعزلهم عن بقية المواطنين، وعاش المسلمون هذه الظروف خلال فترة 37 سنة من 1925م حتى الاستقلال عام 1962م، ومما نصت عليه هذه الأوامر ما يلي:

  • فرض على المسلمين الإقامة في المستوطنات الخاصة بهم والمعزولة عن بقية المواطنين،
  • منع المسلمين من الخروج من هذه المستوطنات وكذلك منع غير المسلمين من الدخول إلى هذه المستوطنات إلا بتصريح مكتوب من حكومة المستعمرين.
  • منع المسلمين من الالتحاق بالمدارس إلا بتغيير أسمائهم الإسلامية.

وبعد استقلال البلد عام 1962م استمرت هذه المعاناة مع بعض التخفيف، واستمرت هذه الصعوبات إلى سقوط الحكومة التي ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية ضد شعب قبيلة توتسي سنة 1994م والتي راح ضحيتها أكثر من مليون شخص، قتلوا في مائة يوم فقط، وسقطت هذه الحكومة على أيدي جبهة رواندا الوطنية التي كانت تعارض هذه الحكومة، وهذه الجبهة هي التي أوقفت الإبادة الجماعية ومسكت زمام الحكم منذ عام 1994 حتى الآن وهي الحزب الحاكم للدولة، وقد وفقت لتأمين جميع مناطق البلد وقامت بالمصالحة بين المواطنين، فأصبح الروانديون متعايشين سلمياً.

اقرأ أيضا: بماذا تشتهر دولة رواندا

الإسلام في رواندا 1

الإسلام في رواندا بعد الإبادة الجماعية

كان للمسلمين دور فعال وإيجابي خلال الإبادة الجماعية الدموية ضد قبيلة «التوتسي» عام 1994م؛ وذلك لعدم مشاركتهم فيها من جهة، وتوفير الأمن لكل من التجأ إليهم من قبيلة التوتسي المستهدفة من جهة أخرى.

وبذلك أصبح المسلمون أكثر قدرةً على تفعيل الجهود السلميَّة ونشر التسامح بين الشعب الرواندي، وقد فتح المسلم بيته لكل من لجأ إليه، وكانت المساجد هي الأماكن الآمنة لكل مَن نزل بها.

وتكثر شهادات العيان عن دور المسلمين، فتقول إحدى السيدات التي اعتنقت الإسلام مؤخراً: «لقد أنقذ المسلمون أسرتنا بكاملها.. كان المسلمون رحمة لرواندا أثناء المذابح، وهذا ما جعلني أعتنق الإسلام عن قناعة». كما تقول سيدة اعتنقت الإسلام عام 1995م بعد أن قُتل أخواها في الإبادة: «نحن نرى المسلمين بوصفهم شديدي الرقة، والرحمة تملأ قلوبهم».

ومما ساعد على رفع مصداقية المسلمين عند الشعب الرواندي جهود الحكومة في المصالحة الوطنية. الأمر الذي عزز مكانة المسلمين وأكسبهم الاحترام من النصارى وحتى الحكومة الحالية لهذا السبب، والآن تجدهم في كافة دوائر الحكومة، وفي الجامعات في الوقت الذي كان يمنع المسلم من دخول المدارس والجامعات ناهيك عن الدخول في أجهزة الحكومة. ويعيش المواطنون في ظل من التعايش السلمي، والاحترام المتبادل دون أية مشاحنة ولا تعصب تجاه الآخر.

وقد ساعد ذلك على نشر تعاليم الإسلام بين الشعب الرواندي. وتزايد عدد المسلمين في السنوات الأخيرة، وصار من الشائع أن نرى القرويين يرتدون الحجاب، ويحملون نسخًا من القرآن، وهم يدخلون المساجد؛ حيث ينتظرهم الإمام ليدرس معتنقي الإسلام الجدد والمسلمات أصول دينهم الحنيف. وتمتلئ المساجد والمدارس والجامعات بالطلاب المسلمين اليوم وأصبح الإسلام اليوم في كل مكان في رواندا.

اقرأ أيضا: العمل في رواندا

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة