يحتل الاسلام في ناميبيا 10٪ من مجموع السّكّان البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وناميبيا دولة ذات أغلبيّة. لا توجد شخصيّات أو دراسات موثوقة حول الاسلام في ناميبيا، لكنّ الشيوخ والأئمّة الذين تمّت مقابلتهم، قدّروا أعداد المسلمين الذين يعيشون في ناميبيا اليوم تتراوح بين 3000 و5000، من مختلف المجموعات العرقيّة، وأكبر مجموعة مسلمين في ناميبيا توجد في دامارا وناما.
يوجد حاليًّا اثني عشر مسجدًا في ناميبيا، يقع ستّة منها في العاصمة، وواحد في خليج والفيس، واثنان في كاتيما موليلو في كابريفي، وثلاثة في الشّمال المكتظّ بالسّكّان، بما في ذلك أوشيكانغو، البلدة الرئيسية على الحدود مع أنغولا. يذهب إلى الحجِّ حوالي خمسين ناميبيًّا، وأحد عشر درسوا في المملكة العربيّة السّعوديّة، وفقا للشّيخ أبو بكر، الذي قضى هو نفسه سبع سنوات في دراسة اللّغة العربيّة والشّريعة هناك.
أحد شخصيات الاسلام في ناميبيا
عمل الشّيخ أبو بكر تجيبانجا في مركز سويتو الإسلاميّ لمدّة عامين، ويمتلك الشّيخ أبو بكر صِلاتٍ قويّة مع جميع أنحاء العالم الإسلاميّ، وخاصّة مع صندوق الزّكاة الوطنيّ الجنوب إفريقيّ، الذي يدفع راتبه.
يقول الشّيخ أبو بكر: إنّ أعمامه عادوا إلى ناميبيا في ستينات القرن الماضي، وأعطوه كتبًا عن الإسلام، وعمله اليوم يدور حول تقديم المشورة للمراهقين، والتّحدث عن فيروس نقص المناعة البشريّة (الإيدز) وعن المخدّرات، وتقديم المشورة قبل الزّواج، وغيرها من القضايا التي تؤثّر على هذا المجتمع مثل العثور على العمل والغذاء، بالإضافة إلى أنّ الشّيخ أبو بكر يُلقي محاضرات في جامعة ناميبيا، وقد تمّت دعوته مؤخّرًا لمناقشة القضايا الاجتماعيّة في راديو ناما في دامارا.
تزايد أعداد المسلمين باستمرار
إنّ تأثير الاسلام في ناميبيا كبير على الأفراد الذين يدخلونه، لا سيما التأثير في المواقف الاجتماعيّة والاقتصاديّة الصّعبة، ولكن من النّاحية السّياسيّة فإنّ المجتمع الإسلاميّ أصغر من أن يجعل صوته مسموعًا حتّى الآن، إنّ معدّلات الإصابة بفيروس الإيدز مرتفعة في ناميبيا، بالإضافة إلى انتشار تعاطي الكحول والمخدّرات على نطاق واسع، والعودة إلى الاسلام في ناميبيا تعني أن يُصبح هذا المجتمع الصّغير أكثر تماسكًا وصلاحًا.
يقول سعيد أحد معتنقي الاسلام في ناميبيا الجُدد أنّه كان مُدمنًا على الكحول، وكان يُشاهد الآخرين وهم ذاهبون إلى المسجد، والتقى بالشّيخ أبي بكر، وقدّم له النّصائح، ودخل بعدها إلى الإسلام، ويقول إنّ الدّخول في الإسلام لم يكن اختيارًا سهلًا، ولكنّه يشعر أنّ الإسلام هو الطّريق الصّحيح وسيبقى يتّبعه إلى النّهاية، يُضيف إكرام غوريراب وهو أيضًا اعتنق الإسلام في أوائل التّسعينات، وهو أحد كبار أعضاء مركز سويتو: لقد كان دخوله إلى الإسلام تحرُّرًا روحيًّا، وكان من قبل يُدخّن الماريجوانا، وكان مُدمنًا على الكحول.
حال الاسلام في ناميبيا بعد 11 سبتمبر
لقد تغيّرت حال الاسلام في ناميبيا منذ 11 سبتمبر، يقول الشّيخ شافي عبد العزيز، عن الاسلام في ناميبيا والمناخ السّياسيّ العالميّ، وهو كينيُّ الأصل، وكان يعمل في مركز التّجارة العالميّ لمدّة تسع سنوات: لقد أضرّ الإرهاب بالإسلام، ودوري هو نشر الإسلام، وتقوية جسد الاسلام في ناميبيا ولقد شارك الشّيخ شافي في العديد من الحوارات مع السّفارات، ووجّه الدّعوة الى حُكّام ومستشارين لاكتشاف ما يمكن أن تكون عليه مساهمات المسلمين في المناظرات بين الأديان على الرّاديو أو التّلفزيون.
ويقول أيضًا إنّه قبل عشر سنوات كان هناك 1500 مسلم في ناميبيا فقط، وإنّ هؤلاء المسلمون اهتموا بتبنّي الأخلاق الإسلاميّة والابتعاد عن الكحول والمخدّرات والزّنا، ويقول الشّيخ عبد العزيز إنّه غالبًا ما يتمّ جلب النّساء إلى الإسلام عن طريق أزواجهن، ويوجد حوالي مئتي مسلمة أسلمن بسبب أزواجهنّ.
مراكز الاسلام في ناميبيا
مسجد سويتو الإسلاميّ
تمّ إنشاء هذا المركز في عام 1986، وينتمي إلى هذا المسجد الصّغير حوالي ستين مسلمًا، من بينهم عشرة نساء، إلى جانب المسجد، يضمّ المركز أيضًا مكتبة، ومكتبًا للرّعاية الاجتماعيّة، ومركزًا تعليميًّا يدعم الطّلّاب من مستوى التّعليم الابتدائيّ حتّى التّعليم الجامعيّ، ويحاول المركز الحصول على المنح الحكوميّة المحلّيّة أو المنح الدّراسيّة الأجنبيّة للطّلّاب المستحقّين، وكذلك إرسال الطّلّاب إلى الخارج للدّراسة، وليس فقط لدراسة الإسلام، فهم بحاجة للأطبّاء والمهندسين للتّطوير كما يقول الشّيخ شافي.
مسجد قباء
مسجد قباء هو المسجد الشّيعيّ الوحيد في ناميبيا وانتى العمل به في العام 1995، وبُني هذا المسجد بدعم من جمهوريّة إيران، ويضمُّ مصلًّى للنّساء، ومكتبة، ومكانًا للدّراسة. يجذب مسجد قباء حوالي 40 إلى 50 شخصًا للصّلاة، بينما يأتي إليه آخرون لزيارة مكتب الإمام للاستشارة. يقول الإمام الثّالث لمسجد قباء داود جعفري، إنّ أهل السُّنّة يأتون إلى هنا أيضًا، والشّيعة أقلّيّة في ناميبيا، ولا فروق طائفيّة بين طوائف الاسلام في ناميبيا وهي السُّنّة والشّيعة، ولا يتدخّلون في السّياسة، ويحترمون باقي المجتمع.