الاسلام في تايوان… خمسة معلومات مهمّة عن الاسلام في تايوان

تاريخ الاسلام في تايوان

الاسلام في تايوان ليس قديمًا جدًّا، حوالي العام 1949 هاجر آلاف المسلمين من جميع أنحاء البرّ الرّئيسيّ للصّين إلى تايوان، بالتّعاون مع الحكومة القوميّة، ومرّة أخرى في عام 1980، هاجر عدد كبير من المسلمين من تايلاند، وميانمار إلى هذا الجزء من العالم. يبلغ تعداد سكّان تايوان الحاليّين حوالي 60 ألف نسمة، وتعداد المسلمين بينهم يساوي 0.2 في المائة من مجموع السّكّان الإجماليّ، ومعظم المسلمين يعملون في الجيش وفي الوظائف الحكوميّة، وهناك حوالي 40-50 ألف مسلم مغترب جاءوا للعيش في تايوان من دول جنوب شرق آسيا الأخرى، ويعمل معظمهم في الصّناعة التّحويليّة أو البناء، أو في رعاية كبار السّنِّ.

 

تاريخ الاسلام في تايوان
تاريخ الاسلام في تايوان

الاسلام في تايوان زمن سلالة مينغ

تاريخيًّا، يعود تاريخ الإسلام في تايوان إلى الفترة المتأخّرة من سلالة مينغ، وسنوات حكمه الأولى، خلال رحلاته السبع إلى الغرب في أوائل القرن الخامس عشر، جاء الملّاح المسلم العظيم زينجي (عبد الصبور ما) إلى تايوان، ونشر الإسلام للسُّكّان الأصليّين.

جاء تشانغ هو إلى تايوان مع جيشه عام 1661، وهو جنرال مينغ، وكان هناك العديد من الجنود المسلمين في صفوف قوّاته، الذين أحضروا عائلاتهم معهم إلى تايوان واستقروا هناك، وقرّروا بناء مسجد لتعزيز الإسلام في تايوان، وكان تصميمه وأسلوبه على الطّراز الصّينيّ، مثل المساجد على طريق البرِّ الرّئيسيّ مع الصّين، وكان بين تايوان وبرِّ الصّين علاقة قويّة، وبسبب هذا ذهب لمسلمون من برِّ الصّين إلى تايوان ليعيشوا هناك، وانتشروا في مناطق السّاحل الغربيّ في تايوان.

مع مرور الوقت، بدأ الإسلام في تايوان بالتّراجع بين سلالة تشين، وبدأ المسلمون يفقدون ديانتهم الأصليّة، ومع ذلك بقي التّواصل قويًّا مع الصّين، وقالوا إنّ آخر شيخ وصل من الصّين كان في عام 1922 تقريبًا، ومرّة أخرى بدأ المسلمون يعودون إلى تايوان بين العامين 1948-1950، وحتّى هذا الوقت لم يكن هناك إلّا مسجد واحد هو مسجد تايبيه، ولكنّه لم يعد يتّسع للعدد المتزايد من المسلمين.

مراكز تعليم الاسلام في تايوان

في نيسان 1960، تمّ الانتهاء من تشييد مسجد تايبيه الكبير، الذي كان مموّلًا من مساعدات ماليّة من بعض الدّول الإسلاميّة، وقدّم هذا المسجد والمركز الإسلاميّ  مكانًا لتجمّعات للمسلمين الاجتماعيّة والدّينيّة واللّقاءات الأسبوعيّة وما إلى ذلك.

بعد إنشاء مسجد تايبيه الكبير، شهدت الأنشطة الدّبلوماسيّة مع الدّول الإسلاميّة تطورًا ملحوظًا، وزادت التّجارة بشكل ملحوظ، ولعبت العلاقات التّجاريّة مع دول الشّرق الأوسط دورًا هامًّا في التّنمية الاقتصاديّة لتايوان، وبدأ المسلمون من جميع أنحاء العالم بزيارة تايوان، لاستكشاف تايوان والاطّلاع على الاسلام في تايوان بالإضافة إلى الاطّلاع على المساجد الأخرى في جميع المدن الرّئيسيّة في تايوان مثل مسجد تايبيه الثّقافيّ، والجامع الكبير، ومسجد تايشونغ، ومسجد تاينان، ومسجد كاوشيونغ، تحتلُّ هذه المساجد مكانة خاصّة عند المسلمين والمغتربين في تايوان، للتّعبير عن الاسلام في تايون وتقام فيها بالإضافة إلى الصّلاة والنّدوات الدّينيّة، حفلات الزّفاف، وأنشطة اجتماعيّة وثقافيّة أخرى.

مراكز تعليم الاسلام في تايوان
مراكز تعليم الاسلام في تايوان

صورة الاسلام في تايوان في الإعلام

تعرّض الاسلام في تايوان والمسلمون في السّنوات العشر الماضية إلى مشاكل بسبب الإعلام غير المنصف، الذي قدّم أنواعًا كثيرة من سوء الفهم ضدَّ الإسلام، ومن ناحية أخرى لم يكن بإمكان مسلمي تايوان الحفاظ على تواصل صحيح مع الأغلبيّة، ولم يتمكّنوا من تقديم صورة الإسلام الحقيقيّ لهم.

وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، هرع النّاس إلى المساجد والمراكز الإسلاميّة، وأبدوا اهتمامهم بمعرفة الإسلام الحقيقيّ، وأرادوا التّحقق ممّا إذا كان الإسلام يعلُّم العنف أم أنّه مجرّد دعاية من الإعلام، وإدراكاً لأهميّة إظهار أنّ الإسلام دين مسالم، أعاد الدّعاة المسلمون إحياء عمل الدّعوة، وقدّموا الإسلام الحقيقيّ إلى السّكان المحليّين، وفي ذلك الوقت كانت الكتب الدّينيّة والأدبيّة في طلب متزايد من غير المسلمين، وعندما عرفوا عن التّعاليم الإسلاميّة، التي تنشر السّلام والتّسامح، أظهر عدد لا بأس به من غير المسلمين اهتمامًا بتبنّي الاسلام في تايوان، والكثير منهم أسلَمَ بالفعل.

أدرك العاملون بالدّعوة الإسلاميّة أنّ المكان الحاسم للتّبشير بالإسلام هو عبر القنوات الفضائيّة، التي تعدُّ مصدرًا قويًّا للإعلام في الوقت الحاضر، على سبيل المثال، يمكن للمسلمين المشاركة في المناظرات بين الأديان في البرامج التّلفزيونيّة وبرامج أخرى، للتّعبير عن وجهات نظر الإسلام حول السّلام والاستقرار.

مستوى المسلمين التّعليميّ في تايوان

مستوى تعليم المسلمين في تايوان مرتفع جدًّا، بالإضافة إلى ذلك أرسلت منظّمات الاسلام في تايوان ما يقرب من تسعين طالبًا إلى مختلف دول الشّرق الأوسط لدراسة التّعليم الإسلاميّ، وبعد الانتهاء من دراستهم، عاد هؤلاء الطّلاب إلى تايوان، وتقريبًا عشر طلّاب منهم كانوا يعملون في المجال الدّبلوماسيّ، وبفضل قوّتهم باللّغة العربيّة، فقد تمّ اعتمادهم من قبل الحكومة للاتّصال بالدّول العربيّة والإسلاميّة، وبالتّالي فإنّ المسلمين لديهم مساهمة كبيرة في الشّؤون الدّبلوماسيّة في تايوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *