سيرة حياة ابن دقيق العيد . ملامح حياة أكبر علماء الأصول الملقب ب ( شيخ دار الحديث )

ابن دقيق العيد أحد علماء الإسلام العظماء في أصول الشريعة والعقيدة الإسلامية ، ويعد من أبرز رواد المدرسة الشرعية القانونية. وعلى الرغم من دراسته  الفقه الشافعي في عهد ابن عبد السلام ، إلا أنه كان بارعا في الفقه المالكي ولمزيد من المعلومات حول سيرة حياة ابن دقيق العيد تابع معنا المقال التالي .

سيرة حياة ابن دقيق العيد

 ميلاده ونشأته

اسمه بالكامل محمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح تقي الدين القشيري، المنفلوطي الأصل، ولد عام 625 ه في ساحل ينبع الذي يقع على ساحل بحر القلزم ويسمى حاليا البحر الاحمر وكان والده ووالدته متوجهين في ذلك الوقت لتأدية فريضة الحج وفور ولادته حمله أبوه وطاف به البيت العتيق داعيا الله أن يكون ابنه عالما وكانت دعوته مستجابة فقد أصبح من أشهر العلماء.

سيرة حياة ابن دقيق العيد
سيرة حياة ابن دقيق العيد

لقبه

اكتسب لقبه “ابن دقيق العيد” من جده الذي وصف بأنه مولعا بإرتداء عمامة بيضاء مشرقة مثل الدقيق المستخدم في صنع المعجنات خلال احتفالات العيد. ومنذ ذلك الوقت ، تم نقل الاسم إلى ابنه وبعد ذلك إلى الإمام تقي الدين محمد بن علي بن وهب .

رحلة بحثه عن العلم

أتم ابن دقيق حفظ القرآن الكريم في سن مبكر مما جعله مؤهلا لحضور العديد من حلقات العلم في مدينة قوص وبدأ في مدرسة الفقه المالكى كما تعلم تخصصات اللغة العربية للشيخ محمد أبو الفضل المرسي. وقد اهتم خلال تلك الفترة بتعميق بحثه عن المعرفة  حيث سافر بعد ذلك إلى القاهرة للدراسة تحت وصاية وتوجيه الإمام العز بن عبد السلام الذي كان يعتبر (سلطان  العلماء ) .

-درس قوانين وأسس الفقه الشافعي في وقت لاحق تحت إشراف الإمام ابن عبد السلام إلى يوم توفي في عام 660 (1262 م) ثم انتقل بعد ذلك إلى دمشق لتعلم أصول الحديث من علماء دمشق قبل أن يعود في النهاية إلى مصر ويستقر في مدينة قوص التى ترعرع فيها

المناصب التي تقلدها

عند عودته إلى قوص فى سن 37 عامًا ، تم تعيينه كقاض وفقًا للمذهب المالكي. لكن تعيينه كان قصير الاجل حيث وجد نفسه غير مألوف بالشهرة المرتبطة بالتعيين المكتسب حديثا. سرعان ما وجد نفسه عائداً إلى القاهرة لتدريس الحديث النبوي الشريف في دار الحديث الكاملية ، وهي مدرسة بناها سلطان الكامل في أ. 621 (1224 م).

سرعان ما تم الاعتراف بكفاءته في الحديث ، مما أكسبه لقب “شيخ دار الحديث” ، وهو أعلى منصب في هذه المؤسسة المتخصصة. كان معروفا بصراحته ودقته ، والبحث باستمرار على سلاسل بين الأحاديث.

وفي وقت لاحق قام بتدريس القانون في مدرسة الناصرية صلاح الدين الأيوبي ، وهي مدرسة تخدم في المقام الأول مذهب الإمام الشافعي وبنيت على مقربة من قبر الإمام الشافعي. ونظراً لنبوغه بمدرستين قانونيتين ، هما الشافعي والمالكي ، طُلب منه أن يدرس في المدرسة الفاضلية ، وهي مؤسسة مرموقة تستضيف أيضاً الأندلسى الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي.

كتاباته

كتب ابن الدقيق العديد من الكتب ، لكن تعليقاته على أحاديث النواوي الأربعين أصبحت الأكثر شعبية. وفيه يعلق على الأحاديث الأربعين التي جمعها يحيى النواوي والمعروفة باسم حديث الأربعون النووي ومن الجدير بالذكر أن تعليقه أصبح  شائعاً لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل على أي عالم أن يكتب كتابًا جادًا عن الأحاديث الأربعين دون أن يقتبس عن ابن الدقيق.

كتاباته – سيرة حياة ابن دقيق العيد

من أبرز مؤلفاته

– الإلمام لأحاديث الأحكام؛ وهو مصنّف يقع في عشرين مجلداً،

– كتاب الاقتراح في معرفة الإصلاح؛ وهو كتاب في علوم الحديث

كما أنه قدم العديد من الشروح لبعض الكتب ومن أهمّها كتاب التبريزي في الفقه، ومختصر ابن حاجب، ومقدمة المطرزي في أصول الفقه

براعته العلمية

كان ابن دقيق نابغا في كافة العلوم الشرعية  وبالتحديد في علل الحديث، حيث تميز  عن غيره  من الشيوخ والعلماء  بقدرته على التحليل والتفسير للأحكام والمعانى القرآنية

براعته العلمية- سيرة حياة ابن دقيق العيد

شيوخ ابن دقيق العيد

– خلال  طفولته حفظ القرآن وسمع الأحاديث من والده الشيخ مجد الدين القشيري  والحافظ المنذري

-الحافظ أبي الحسين العطار

وفاة ابن دقيق العيد

توفى ابن دقيق العيد عن عمر يناهز 77 عاما بعد حياة حافلة بالتأليف والتدريس لأصول الشريعة الاسلامية حيث دفن بسفح المقطم شرق القاهرة وذلك عام 702ه , 1302 م

المراجع

المصدر

المصدر

Exit mobile version