سيرة حياة سفيان الثوري

سيرة حياة سفيان الثوري

اسمه ومولده

سفيان بن سعيد الثوري، كان عالمًا، وحافظًا، وفقيهًا، ومحدِّثًا، ومؤسّس المذهب الثوريّ. ولد سفيان في الكوفة في العراق، وفي شبابه دعمَ الشّيعة ضدّ الخلافة الأمويّة، وحينها كانت الخلافة الأمويّة في آخرها.

ورد في كتاب الطّبقات الكبرى لابن سعد، أنّ محمد بن عمر يقول: ولد سفيان سنة سبع وتسعين للهجرة، في خلافة سليمان بن عبد الملك، وكان ثقة مأمونًا ثبتًا، كثير الحديث، وكان حُجّة فيما يقول. وتوفّي سنة إحدى وستّين ومئة، في خلافة المهديّ، وكان مُستخفيًا، بسبب خلاف وقع بينهما.

ملخّص لأحداث حياته

في عام 748 للهجرة، انتقل سفيان إلى البصرة، والتقى عبد الله بن عون، وأيّوب السّختيانيّ، وتخلّى عن رأيه الشّيعيّ. ويقال إنّ الأمويين عرضوا عليه وظائف عالية في الدّولة، ولكنّه كان يرفضها باستمرار.

ينسجم الفقه الثوريّ، مع فقه المذهب الأوزاعيّ. كان سفيان الثوري في البصرة من بين قائمة الزّهّاد الثّمانيّة، وهم بالإضافة إليه: عامر بن عبد قيس التّميمي، أبو مسلم الخولانيّ الشّاميّ الدّارانيّ،أويس القرنيّ، الربيع بن خثيم الكوفيّ، الأسود بن يزيد بن قيس النّخعيّ، مسروق بن الأجدع الهمدانيّ الوادعيّ الكوفيّ، الحسن البصريّ.

أمضى سفيان الثوري عامه الأخير مختبئًا؛ بعد خلاف مع الخليفة المهديّ، وبعد وفاته تحمّل طلّابه مهمّة نشر مذهبه، ولكنّ مدرسته لم تستطع الاستمرار، إلّا أنّ تعاليمه القضائيّة، والأحاديث التي رواها، بقي لها احترام كبير وانتشار وتأثير على جميع المذاهب الرّئيسيّة.

أقوال العلماء عنه

  • يقول يونس بن عُبيد: لم أرَ أحدًا أفضل من سفيان الثوري.
  • يقول ابن أبي ذياب: لم أرَ أحدًا يُشبه التّابعين أكثر من سفيان الثوري.
  • يقول ابن المهدي: لم أشاهد أحدًا أقوى في حفظ الحديث من الثوري، ولا زاهدًا أكثر من شعبان، ولا أكثر ذكاء من مالك، ولا أفضل مشورة للأمّة من ابن المبارك، وسفيان هو الأكثر دراية بها. ويقول أيضًا: لم أستطع النّظر إلى سفيان مباشرة، كان مهيبًا جدًا، ومليئًا بالعظمة. وقال أيضًا: بالكاد أستطيع سماع تلاوة سفيان بسبب بكائه.
  • يقول سفيان بن عيينة: لم أرَ أحدًا مطّلعًا على الحلال والحرام أكثر من سفيان الثوري.
  • يقول ابن وهب: لم أرَ أحدًا مثل سفيان الثوري؛ كان يسجد بعد المغرب، ولا يرفع رأسه حتّى يُأذّن العشاء.
  • يقول فضيل بن عياض: والله، لقد كان سفيان أكثر دراية من أبي حنيفة.
  • يقول يحيى بن سعيد القطّان: كان سفيان فوق مالك في كلّ شيء.
  • يقول عبد الله بن المبارك: إذا اتّفق الثوري وأبو حنيفة، كان الموقف قويًّا جدًا. ويقول أيضًا: رويت عن أكثر من ألف شيخ، وكان أفضلهم سفيان الثوري.
  • قال بشر الحافي: كان الثوري بالنسبة لنا إمام كلّ النّاس، وكان في زمنه مثل أبي بكر وعمر في زمنهما.
  • قال الأوزاعيّ: لو طُلب منّي اختيار شخص لقيادة هذه الأمّة، لاخترت سفيان الثوري.
  • يقول الإمام الشّافعيّ: لم أرَ قط رجلًا يتّبع السُّنة بهذه الصّرامة أكثر من سفيان الثوري.

شيوخه ومن روى عنهم

سعيد بن مسروق الثوري، أبو إسحاق الطّبيعيّ، عبد الملك بن عمير، عبد الرّحمن بن أنس النّخعي، إسماعيل بن أبي خالد الأحمسيّ، سلمة بن كهيل الحضرميّ، أشعث بن أبي الشّعثاء، بيان بن بشر الأحمسيّ، جامع بن أبي راشد، جامع بن شداد المحاربيّ، حبيب بن أبي ثابت، حسين بن عبد الرحمن السّالميّ، سليمان الأعمش، منصور بن المعتصم السّالميّ، المغيرة بن مقسم، حمد بن أبي سليمان، زبيد بن الحارث، عطاء بن الصعب الثّقيفيّ.

روى عن أهل الكوفة مثل: أيوب السّختيانيّ، يونس بن عبيد بن دينار، عاصم الأحول، حبيب بن الشّهيد الأزديّ، خالد بن مهران، عبد الله بن عون بن أرطبان، بهز بن حكيم بن معاوية القشيريّ.

روى عن أهل البصرة مثل: زيد بن أسلم، عبد الله بن دينار، عمرو بن دينار، إسماعيل بن أميّة بن عمرو، أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد، جبلة بن سحيم، سعد بن إبراهيم، سهيل بن أبي صلاح، عبد الله بن محمد بن عقيل، محمد بن مسلم بن تدرس، موسى بن عقبة، هشام بن عروة، يحيى بن سعيد الأنصاريّ.

تلاميذه

لدى سفيان الثوري الكثير من التّلاميذ، منهم: ابن إسحاق، أبان بن تغلب، عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعيّ، الإمام مالك بن أنس، عبد الرحمن بن مهديّ، يحيى بن سعيد بن فروخ القطّان، إسحاق بن يوسف بن مرداس، عبد الله بن المبارك، جرير بن عبد الحميد الرّازي، محمد بن عبد الله بن الزّبير، محمد بن يوسف الفارابيّ، مصعب بن مقام الخثعميّ، حفص بن غياث، الفضل بن موسى السّينانيّ، حمّاد بن أسامة، إبراهيم بن محمد بن الحارث، يزيد بن هارون، الضحاك بن مخلد، عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، عبثر بن القاسم الزّبيديّ، الوليد بن مسلم القرشيّ، وغيرهم.

كُتُبُه

له في الحديث كتابان: الجامع الكبير، والجامع الصّغير، وله في الفرائض كتاب.

المراجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *