الطبل من الآلات الموسيقيه القديمة جداً ، تصنف من ضمن الآلات الإيقاعية التي عرفت قبل الميلاد ، فكانت تستخدم قديماً في أماكن الهياكل الدينية ، صنعت هذه الاله من الفخار وتأخذ شكل إناء ضيق الوسط عند أحد طرفيه وتتسع عند الطرف الآخر ، فسوف نعرض عليكم في هذا المقال من اخترع الطبلة .
من اخترع الطبلة
يحكي ان “هوانغ دي” الملك الأول لدولة الصين هو مخترع الطبل الذي تعد من أقدم آلات النقر الموسيقية الصينية ، وذكر في كتاب الجبال والبحار الصيني أنه قبل 4600 سنه كان هوانج يحارب زعيم العشائر الشرقية (تشي يو) عند سهول الصين الوسطي ، فكان من أجل رفع معنويات جنوده صنع طبلة كبيرة تصدر صوتا مدويا يحث به جنوده علي المقاومه .
اصبح الطبل مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشعب الصيني ، فكان لا يستخدم فقط في الحروب لحث الجيش علي المقاومه بل استخدم في المناسبات و الحفالات والمراسيم والأعياد وعروض الرقص والموسيقي .
تمتلك الصين حالياً حوالي ألف نوع من الطبول مختلف الاشكال والألوان ما بين كبير وصغير ، وتعتبر من أشهر مقاطع الموسيقيه متعلقه بالطبل هي مقاطعتي (شنشي وشانشي) المعروفان في سهول الصين الوسطي التي تعتبر هي موطن هوانج الأصلي ، ومن أشهر الفنون الفولكورية المتعلقه أيضاً بالطبل هي ( آنساي ياوقو ، ويفنغ لوقو ) .
من أشهر الرقصات المتعلقه بالطبل هي “آنساي ياو قو” التي تندرج تحت عنوان رقص طبل الخصر شمال مقاطعة شنشي وهو يجمع بين الرقص والأغاني الشعبية علي إيقاع نقر الطبل ،وجاء هذا الاسم للدلاله علي الطبل المشدود عليه جلد من الناحيتين الموضوع علي الخصر باستخدام حزام من القماش .
في عام 1996 أطلق وزارة الثقافة الصينية علي حي آنساي بمدينة يانآن مسمي (موطن طبل الخصر الصيني) ، لشهرتهم بالطبل والرقصات التقليدية وغيرها من الفنون .
تاريخ الطبله
تعد الطبل من الالات القديمة المعروفه من عام 6000 قبل الميلاد فكانت لها منزله كبيره عند القدماء البابليين و السومريين في الهياكل الدينية وبيوت الحكمة ، ويعرف صوت الطبل بانه الاق اي دعوة الآلهة بفرض هيبته علي سكان الارض لكي يخافو منه عند سماع صوته ويخشعوا لسماعه .
كان يخصصوا للطبل الكبير المقدس حارس يحرسه برتبة كاهن عظيم ثم بعد ذلك لقب بالحارس الطبل المقدس ، اما الطبل العادي اي الطبل الصغير اطلق عليه في اللغه السومرية ” أوب تور” ويعني الدربكة وكان يدخل عليه كلمة سو السومرية وهي تعني الجلد الذي يصنع منه الطبل فكانت الطبل تصنع من جلد مشدود علي الجهتين ضيق الخصر ويحمل علي الكتف بواسطه حزام من الجلد .
كان للطبل أهمية كبري في موسيقي الهيكل وفي الموسيقي العسكرية والمدينة ، وفي بعض الاحيان كان يصنع ايضاً من خشب الأرز الثمين تقديراً لمكانته وهناك أيضاً طبل مصنوع من النحاس ويصنف ضمن الأنواع الآلات الإيقاعية يطلق عليه اللغه السومرية اسم “دوب” وانتشر هذا الاسم بكثره في الكثير من الدول مثلل الهند التي اطلقت عليه مسمي ” دودي” ، فكانت كلمتين الاق ودوب التي اطلقت علي الطبل تستعملان بمعني رمزي اي الصوت الحزين او الندب مما يدل علي الصلة الوثيقة بين الموسيقي والفن والشعور الإنساني ، أما الطبول القديمة كان يسمية السومريون منذ القدم “آلا” فكان يصل قطره إلي مترين وكان يضع علي منصه او يعلق بعامود ويقرع باليدين او بالعصا ويحمله رجل متخصص في الطبل .
أفضل أنواع الطبول
أفضل انواع الطبول هي طبل يسمي “ليليس” الذي يصنع من جلد الثور فيكون عباره عن طبل يشد عليه جلد ثور من جهة واحده فقط بحيث يشترط ان يكون الثور الذي يقلع جلده لا عيب فيه ولم يعلق نير علي رقبته ، ويقام الصلوات ويرش بالماء المقدس عند ذبحه ،بالإضافه إلي يشترط الكهنه ان يضع صور الآله مع الطبل ثم يحرق قلب الثور ويجفف جلده جيداً ثم ينشر علي الهيكل البرونزي للطبل كما جاء في وصف اللوحات التي وجدت في ” وركاء آريك ” بالعراق .
وأخذ الطبل انتشار كبيراً في العديد من الدول ففي أفريقا يعد من أهم الادوات الموسيقية ويستخدم في جميع الطقوس وإرسال الإشارات لأماكن بعيده وحاليا يلعب الطبل دوراً اساسياً يستخدم في فرق الآلات النحاسية ويلعب دور اساسي فيها .