شُّكْرُ النِّعْمَ يعد من أطيب، وأعظم الصفات التي لابد أن يتصف بها الفرد المسلم، فهي تعد من مكارم الأخلاق… ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف على قصص واقعية عن شكر النعم.
ما هو شكر النعم ؟
- الشكر يمثل الثناء الطيب على من يقوم بتقديم الإحسان والخير، فهو من الجزاء الحسن عن عمل الخير.
- كما أنه يمثل الْعِرْفَانُ بفضل ونعم الله عليك، وكذلك الإمتنان له على ماقدمه لك ووهبك إياه.
- النعمة هي الرزق سواء من مال، أو صحة، أو ولد، كما تعرف بأنها ما أنْعِمَ الله به على العبد من نعم، كما تعرف بطيب العيش، والرفاهة.
- وبما أن المسلم دائما ما يشكر أي شخص يقدم له خير أو معروف، فمن باب أولى أن يشكر الله تعالى على نعمه من خلال أولا الإعتراف بها، والثناء على الله على نعمه، ثم شكره عليها من خلال استخدامها في الخير، وطاعة الله، وكذلك بقول الحمد لله.
- هذا وكان الشكر من الخلقً الملازم لأنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، فكما يقول الله تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام:
- (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
- وكما وصف الله سبحانه وتعالى سيدنا نوحً عليه السلام بأنه عبد شكور، حيث قال تعالى: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
قصص واقعية عن شكر النعم
- يحكى أنه كان هناك رجلا ابتلاه الله بقطع الرجلين، واليدين، وابتلاه كذلك بالعمى، فدخل عليه في مرة أحد الناس فوجد هذا العبد يشكر الله عزوجل على نعمه، حيث يقول: (الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا)، فتعجب الرجل الزائر من قوله فسأله: على أي شيء تقوم بحمد الله وشكره؟، فقال له الرجل الأعمي والأبتر: يا هذا، أَشْكُرُ الله عزوجل على أنه قد وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا، وكذلك على أنه وهبني بدنًا على البلاء صابرًا.
2. يحكى كذلك أن رجلا قد ذهب لأحد العلماء، وظل يشكو له فقره، فقال له العالم: أَيسُرُّكَ أن تكون أعمى ويكون لك عشرة آلاف درهم؟ فرد عليه الرجل بقوله: لا، فقال له العالم مرة أخرى: أيسرك أن تكون اخرس، ويكون لك عشره آلاف درهم؟ فرد عليه الرجل بقوله: لا، فقال له العالم: أيسرك أن تكون مجنون، ويكون لك عشرة آلاف درهم؟ فقال له الرجل: لا، فقال له العالم: أيسرك أن تكون مقطوع الرجلين، واليدين، ويكون لك عشرون ألفًا؟ فقال له الرجل: لا، فقال له العالم، أما تستحي أيه الرجل أن تشكو خالقك، وله عندك كثير من النعم تقدر بخمسين ألفًا.
3. في يوم مر أبو معاوية، فوجد 15 حبة فول؛ قال: فلقطها، ثم قام بتولية وجهه للقبلة، وحمد الله، وقام بالثناء عليه؛ ثم قال: (أي رب، ارزقني شكر ما رزقتني، فإني لو حمدتك من يوم خلقت الدنيا، إلى أن تقوم الساعة؛ ما أديت شكر هذا اليوم).
4. عن ابن جابر: أن عبيدة بن مهاجر كان واحد من أكثر سكان دمشق مالاً، وفي مرة من المرات خرج في تجارة لأذربيجان، فأمسى يومها لجانب نهر ومرعى، فنزل به، وقال أبو عبيدة أنه سمع صوتاً في ناحية المخرج يكثر من حمد الله ، فقمت بتتبع الصوت، حتي وافيت رجلا بحفير من الأرض ملفوفا بحصير، فقمت بالسلام عليه، وقلت: من أنت يا عبد الله؟، قال: رجلا من المسلمين، قلت: ما حالتك هذه؟ قال: نعمة يجب علي حمد الله فيها، قلت: وكيف، وإنما أنت في حصير؟ قال: (ومالي لا أحمد الله أن خلقني فأحسن خلقي، وجعل مولدي ومنشئي في الإسلام، وألبسني العافية في أركاني، وستر علي ما أكره ذكره أو نشره، فمن أعظم نعمة ممن أمسى في مثل ما أنا فيه)
- قلت: رحمك الله، إن رأيت أن تقوم معي إلى المنزل، فأنا نزول على النهر ههنا، قال: ولمه؟ قال: قلت: لتصيب من الطعام، ولنعطيك ما يغنيك من لبس الحصير، قال: ما بي حاجة، قال فحسبت أنه قال: إن لي في أكل العشب كفاية عما قال أبو عبد رب؛ فانصرفت، وقد تقاصرت إلي نفسي ومقتها، إذ أني لم أخلف بدمشق رجلاً في الغنى يكاثرني، وأنا ألتمس الزيادة فيه، اللهم إني أتوب إليك من سوء ما أنا فيه.
- قال: فبت ولم يعلم إخواني بما قد أجمعت به، فلما كان من السحر، رحلوا كنحو من رحلتهم فيما مضى، وقدموا إلي دابتي، فركبتها وصرفتها إلى دمشق، رجاء ما أنا بصادق التوبة إن أنا مضيت في متجري، فسألني القوم، فأخبرتهم، وعاتبوني على المضي، فأبيت.
- قال ابن جابر: فلما قدم تصدق بصامت ماله، وتجهز به في سبيل الله، قال ابن جابر: فحدثني بعض إخواني، قال: ما كست صاحب عباء يدانق في عباءة أعطيته ستة، وهو يقول سبعة، فلما أكثرت، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل دمشق، قال: ما تشبه شيخاً وفد علي أمس يقال له أبو عبد رب، اشترى مني سبعمائة كساء، بسبعة سبعة، ما سألني أن أضع له درهما، وسألني أن أحملها له، فبعثت أعواني، فما زال يفرقها بين فقراء الجيش، فما دخل إلى منزله منها بكساء.
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني