اضرار وفوائد اكل لحم الخنزير
لحم الخنزير شائع جدًا في الطبخ حول العالم، وهو محرّمٌ على المسلمين، وقد ورد تحريمه صراحة في القرآن الكريم مثل قوله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله ﴾، وهو حرامٌ في ذاته وليس بسبب طريقة الذّبح، أو مكان تربيته.
لم يرد تعليل لسبب هذا المنع إلّا قوله تعالى ﴿ أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ﴾، والرّجس في اللّغة يُطلق على ما يستقبح في الشّرع، وهذا التّعليل كافٍ، وعلى المسلم إطاعة أوامر الله، سواء أثبت العلم عِلَّتها، أم لم يصل لحقيقة سبب هذا المنع بعد.
لماذا تكثر الأمراض في لحوم الخنازير؟
يقول الدّكتور روب تاوكس مدير قسم المواد الغذائية المنقولة عن طريق المياه، والأمراض البيئيّة في منظمة الصحة العالمية، إنّ تلوث الحيوانات أو النباتات يكون في مرحلة تربيتها، ومعظم الأمراض تأتي من البكتيريا والجراثيم التي تقضي حياتها في المزارع الملوّثة، ودون أن تظهر أعراض المرض على الحيوانات، ولكن عند ذبحها وطبخها تنتقل إلى الإنسان.
مخاطر اكل لحم الخنزير
يمكن أن يؤدّي إلى الإصابة بالتهاب الكبد إي
التهاب الكبد إي، هو فيروس له أعراض خطيرة، مثل: الحمّى، التّعب، اليرقان، التّقيؤ، آلام في المفاصل، آلم في المعدة، قد تتطوّر بعض الحالات وتؤّدي إلى تضخُّم الكبد، وأحيانًا إلى فشل الكبد والوفاة. يصيب هذا الفيروس نحو 20 مليون شخص كلّ عام.
عند تعرّض النّساء الحوامل إلى فيروس الكبد إي، تكون أضراره عنيفة ومن دون أعراض خفيّة، يسبّب هذا الفيروس فشل الكبد السّريع، وخطر كبير لوفاة الأم والجنين، ومن يُصبنَ به في الثلث الثالث من الحمل يواجهن خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 25٪.
في الحالات النّادرة من مضاعفات التهاب الكبد إي، يؤدّي إلى التهاب عضلة القلب، والتهاب البنكرياس الحاد، ومشاكل عصبيّة مثل الضّمور العضلي، واضطرابات في الدّم، ومشاكل في العضلات والعظام، مثل تلف العضلات، وآلام المفاصل المُتعدّدة على شكل تشوّهات.
أكثر من يعانون من أعراض التهاب الكبد إي، هم الذين الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشريّة، والأشخاص الذين زرعوا أعضاءً، أو من يعانون من أنظمة المناعة الضعيفة.
ليس السّبب في هذا الفيروس تلوّث الطّعام والشّراب، بل لحم الخنزير هو نفسه ناقل لهذا المرض، حتّى بعد طبخه جيّدًا قد تمنع الدّهون المتراكمة حول لحم الخنزير من وصول الحرارة إلى هذا الفيروس.
قد يؤدّي إلى الإصابة بمرض التصلب المتعدد
التصلب المتعدد هو أحد مخاطر اكل لحم الخنزير، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية المُدمّرة الذي يهاجم الجهاز العصبيّ المركزيّ. أكّدت الدّراسات الارتباط القويّ بين لحم الخنزير والتصلب المتعدد، منذ الثّمانينات في عشرات الدّول.
بين عاميّ 2007-2009، أصيب 24 عاملًا بمصنع للحم الخنزير بشكل غامض بأعراض مرض التصلب العصبي المُتعدّد، مثل التّعب، وتنميل ووخز الأطراف، والألم، وتبيّن أن جزيئات صغيرة من أنسجة مخ الخنزير انتشرت في الهواء أثناء الذّبح والتّنظيف، وعندما استنشقها العُمّال أصيبوا فورًا بالأعراض.
تحتوي لحوم الخنزير على البكتيريا الرّاكدة، وتقوم مع المايلين وهي مادة دهنيّة بالتّغلغل في الأعصاب وتؤدّي إلى تلفها، ويعتبر الخنزير ناقلًا لهذا المرض؛ لأنّه وجد في عيّنات لهذا البكتيريا في براز الخنزير، وفي لحم الخنزير المٌقدّد، ولحم الخنزير العادي.
يحمل لحم الخنزير بروتينات البريونات، وهي بروتينات تقود إلى اضطرابات تنكسيّة عصبيّة مثل مرض كروتزفيلد جاكوب، وهو النّسخة البشريّة لجنون البقر.
يؤدّي إلى الإصابة بسرطان الكبد أو تليّف الكبد
طوال عقود من الزّمان، ارتبط لحم الخنزير بمعدّلات إصابة مرتفعة بسرطان الكبد، وتليّف الكبد، على عكس اللّحوم الأخرى التي لا تُسبّب أي أضرار للكبد.
إن التّفسيرات الأكثر ترجيحًا لهذا السّبب هي أنّ اكل لحم الخنزير يؤدّي إلى الإصابة بفيروس التهاب الكبد إي، الذي يؤدّي إلى تشمّع الكبد، ولكن هذا مُنحصرٌ في حالات صحيّة صغيرة. أمّا السّبب الثّاني هو أنّ لحم الخنزير يحتوي نسبة مُرتفعة في الأحماض الدّهنيّة “أوميغا 6″، بما في ذلك حمض اللينوليك، وحمض الأراكيدونيك، التي تلعب دورًا مُهمًّا في أمراض الكبد،
تؤدّي الأمينات الحلقيّة غير المتجانسة،إلى سرطان الكبد، وهي الأمينات التي تُشكّلها اللّحوم عندما تُطبخ في درجات حرارة عالية، وخاصة لحم الخنزير. تتكوّن هذه المُركّبات بسهولة في لحوم البقر المطهوّة، ولكنّ الأبحاث تُشير إلى ارتباط لحم الخنزير أكثر بسرطان الكبد.
السبب الثالث هو احتواء لحم الخنزير المُعالج، وكلّ مُشتقاته مثل النّقانق أو اللّحم المُقدّد، على النيتروزامين، وهي مُركّبات سرطانيَّة تنشأ عندما تتفاعل النتريت والنترات مع بعض أمينات البروتين، وخاصَّة على درجات حرارة مُرتفعة، أي أنّ الطبخ لا يّزيل هذه المواد بل يُعزّزها.
فوائد لحم الخنزير
مثل غيره من اللّحوم يحتوي الخنزير على نسبة عالية من البروتينات، التي تساهم في بناء الكتلة العضليّة في الجسم، يحتوي لحم الخنزير على الكيراتين، وهو مهمٌّ لإنتاج الطّاقة في العضلات.
يحتوي لحم الخنزير أيضًا على التورين والجلوتاثيون، وهي أحد مضادات الأكسدة.
المراجع
- سورة البقرة الآية 173.
- سورة الأنعام الآية 145.
- https://www.alukah.net/sharia/0/73838/
- https://islamqa.info/ar/answers/49688/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D8%AD%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%86%D8%B2%D9%8A%D8%B1
- https://www.healthline.com/health-news/why-are-disease-outbreaks-from-pork-products-on-the-rise#4
- https://www.healthline.com/nutrition/is-pork-bad#section3
- https://www.healthline.com/nutrition/foods/pork#section5