سيرة ذاتية عن أبو القاسم الشابي شاعر الخضراء كيف نشأ ؟ وما هى أكبر المآسي فى حياته

أبو القاسم الشابي الملقب بشاعر الخضراء ، هو شاعر تونسي من العصر الحديث ، ومن المحتمل أنه إشتهر بكتابة آخر بيتان من النشيد الوطني التونسي الحالي . إليك سيرة ذاتية عن أبو القاسم الشابي

سيرة ذاتية عن أبو القاسم الشابي

نشأته وحياته :

ولد أبو القاسم في مدينة توزر بتونس في 24 فبراير 1909 ، كان والده محمد القاضى موظفا فى القضاء حيث إنتقل بين مدن تونس المختلفة تبعا لطبيعة عمله ، وإنتقلت معه أسرته بين مدن تونس وكان لذلك أثره الجميل على أبو القاسم لكن بسبب مرض محمد القاضى عاد إلى مدينة توزر ولم يبقى كثيرا حتى توفى عام 1929

كان والد أبو القاسم رجلاً تقياً فكان كثير التردد على المسجد لذلك نشأ أبو القاسم وتربى تربية سليمة مع إخوته ” محمد الأمين ، عبدالله ، عبد الحميد ”

تعلم أبو القاسم وحصل على دبلومه في عام 1928 ، وفي عام 1930 حصل على دبلومة القانون من جامعة عز ​​الدين الزيتونة حيث علم أبو القاسم بمرضه الصعب أثناء فترة تخرجه فكان مريض بالقلب ولكن لم تظهر عليه أعراض المرض إلا فى سنة 1929

فكان والده يأمل أن يزوجه ولكن وجد أبو القاسم أن فكرة الزواج ستكون صعبة مع مرضه وحالته الصحية حيث حذره الطبيب أن الإجهاد البدنى والفكرى سيؤثر على تدهور حالته ، ولكن أراد أبو القاسم أن يلبى رغبة والده فتزوج من إبنه محمد صدوق الذي كان كولونيل في الجيش التونسي

تأثر أبو القاسم كثيرا بموت والده كما أنه أهمل كثيرا نصيحة الأطباء له في الإعتدال وعدم التعرض للضغط البدنى والفكرى بجانب زواجه ، بالإضافة إلى ضعف بنيته فهو فى الأصل ضعيف فى البنية ، كان لذلك المرض تأثير نفسى كبير على أبو القاسم فكان يقول “ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك مجموعة من الشباب يمارسون الرياضة في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم؟ لكن الطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية

فى عام 1932 قضى أبو القاسم فترة فى المستشفى وكان بجانبه أخوه محمد الأمين ، ثم خرج بعد فترة وزار مدينة طبرقة فى تونس بالرغم من مرضه ثم عاد إلى مدينة توزر لكن ساءت حالته فى عام 1933 فإضطر إلى البقاء فى الفراش فترة وبعدها نصحه الأطباء للذهاب إلى مدينة أريانة شمال شرق تونس ، لكن ظلت حالته تسوء وظل الناس يتساءلون عن طبيعة مرضه أهو مرض السل أم مريض بالقلب .

سيرة ذاتية عن أبو القاسم الشابي
سيرة ذاتية عن أبو القاسم الشابي

سيرته الأدبية :

كان أبو القاسم مهتماً جداً بالأدب الحديث على وجه الخصوص ، وترجم الأدب الرومانسي وكذلك الأدب العربي القديم حيث تميز بموهبته الشعرية في سن مبكرة ، وكان شعره يغطي العديد من الموضوعات من وصف الطبيعة إلى الوطنية . ظهرت قصائده في أكثر المراجعات التونسية والشرق أوسطية وكان أكثر شهرة بين البلاد العربية

أصبحت قصيدته إلى طغاة العالم تتردد فى الشعارات الشعبية خلال المظاهرات التونسية والمظاهرات المصرية منذ زمن بعيد حيث تقول قصيدته :

ألا أيــهـا الظـــالـم المســـــتبـد
حبـيـب الـظـلام عــدو الحـيـاة

سخـرت بأنّـات شعـب ضعـيـف
وكـفّـك مخضـوبـة مــن دمـــاه

وسـرت تشـوّه سـحـر الـوجـود
وتبذر شـوك الأسـى فـي ربـاه

رويـــدك ! لا يخـدعـنـك الـربـيــع
وصحو الفضـاء ، وضـوء الصبـاح

ففي الأفق الرحب هول الظلام
وقصف الرعود ، وعصف الريـاح

حـذار! فتـحـت الـرمـاد اللهيــب
ومن يبذر الشـوك يجـنِ الجـراح

سيرة ذاتية عن أبو القاسم الشابي

وفاته :

توفى أبو القاسم في 9 أكتوبر 1934 عن عمر يناهز ال 25 سنة في مستشفى حبيب ثامير بتونس بعد تاريخ طويل من الإضطرابات القلبية وتم نقل جثمانه إلى مدينة توزر ودفن فيها ، واعتبره ناقد الأدبي المصري “شوقي ضيف” أنه واحد من بين أرقى شعراء العرب في العصر الحديث

وفي أواخر عام 2010 وعام 2011 ، أصبحت قصائد الشابي مصدر إلهام للمتظاهرين العرب خلال ثورات الربيع العربي ، والتي بدأت بالثورة التونسية .

سيرة ذاتية عن أبو القاسم الشابي

المراجع

المصدر1

Exit mobile version