سيرة ذاتية عن حاتم الطائي .. تعرف علي ملامح نشأته وسبب اقتران اسمه بالكرم
يعد حاتم الطائي من أبرز شعراء الجاهلية المشهورين بالكرم ,والفروسية لذلك خصصنا لكم موضوع مقالنا التالي حول سيرة ذاتية عن حاتم الطائي .
سيرة ذاتية عن حاتم الطائي
ملامح نشأته وحياته
-هو حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي وكنيته أبي عدي , وأبي سفانة وقد توفي والده في مرحلة مبكره من حياته وتولي جده سعد بن الحشرج رعايته بعد ذلك , وكان حريصا علي الإهتمام به حتي أصبح شابا يافعا عندئذ أسند إليه مسئولية رعاية الإبل الخاصة به .
-وقد تعددت الروايات في هذا الصدد حيث قيل في دلائل كرمه أن مجموعة من الرجال ذهبوا لزيارة حاتم في بيته فوزع عليهم إبل جده بعد أن عرف أنهم شعراء , وعندما علم جده بذلك غضب غضبا شديدا كما قال آخرون أن تلك الإبل كانت مملوكه لأبيه وليس لجده .
– ولد حاتم الطائي في فترة ماقبل الإسلام وكان مسيحيا .
نسبه
– يعد حاتم الطائي من أبناء قبيلة طىء وهي من ضمن القبائل التي استوطنت منطقة يطلق عليها اسم أجا وسلمي والموجودة في منطقة حائل في السعودية.
-وقد تميزت تلك المنطقة بطبيعتها الخصبة مما كان له أثرا إيجابيا في اكتساب قبيلة طىء للعديد من المميزات المادية والمعنوية وكان حاتم الطائي واحدا من العلامات المميزة للقبيلة .
– أمه هي عتبه بنت عفيف بن عمرو بن أخزم وكان معروف عنها اليسر والسخاء وقد قام أخوتها بالحجز عليها والإستيلاء علي أموالها خوفا من تبذيرها وقد اكتسب حاتم صفة الكرم شأنه شأن والدته في ذلك حتي أصبح يضرب به المثل في الجود .
كرمه
-اقترنت صفة الجود والكرم بحاتم الطائي حيث قيل أن زوجته ماوية كانت دائمة الإشادة بحسن أخلاقه. فقد عاني الناس من القحط لمدة عام كامل ومكثا هو وزوجته في دارهما يعللان أبنائهما سفانة وعديا إلي أن أدركهما النوم حتي لايشعران بالجوع
-فتظاهرت زوجته بالنوم ونظرت في الخباء فإذا به يحدث امرأة قد أقبلت نحوه تطلب مايسد جوع أولادها فقال لها والله لأشبعن أولادك وأولادي وقام بذبح فرسه ثم أشعل نارا ,وقام بتقطيع وشواء الفرس وأكلت المرأة وأولادها حتي الشبع وأكلت زوجته وأولاده ثم أيقظ جميع أهل الحي واجتمعوا حول الفرس حتي لم يتبقي منه سوي العظم والحافر, وارتكن حاتم في ناحية ولم يذق من الفرس شيئا رغم كونه أشدهم جوعا .
زوجات وأولاد حاتم الطائي
– تزوج حاتم الطائي من امرأتين واحدة تدعي ماوية بنت عفزر احدي ملكات الحيرة التي وقع اختيارها علي حاتم لتتزوجه بإعتباره أوسم رجل في الحيرة أما زوجته الأخري فهي النوار البخترية التي تنتمي إلي قبيلة بني سلامان وهي من النساء الشريفات التي ترجع أصولها إلي بلاد اليمن , واستقرت في بلاد الحيرة ,ويذكر التاريخ أن لحاتم الطائي زوجات غيرهم .
– أنجبت النوار لحاتم 3 أولاد هما عبد الله وعدي وسفانة والجدير بالذكر أن ابنه عدي أشهر أبنائه حيث ولد قبل 50 عاما من الهجرة النبوية وقد توفته المنية في عام 67 للهجرة عن عمر 120 عاما كما عرف بين الناس بلقب أبي وهب وأبي طريف
إسلام عدي وسفانة أبناء حاتم
كان قائدا علي رأس قومه خلال عصر الجاهلية وعند دخول الإسلام وانتشار دعوة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لم يسلم عدي وقام بالرحيل إلي الشام تاركا أخته سفانة في اليمن.
بدخول جيش المسلمين إلي طىء وقعت سفانة في الأسر لكنها تمكنت بعد فترة من العودة إلي أخيها عدي ,وإقناعة بالدخول في الإسلام حتي قرر الذهاب إلي رسول الله معلنا إسلامه .
الأغراض الشعرية لحاتم الطائي
ألف حاتم قصائد شعرية مميزة وجمعها في ديوان شعري وقد اتسم شعره بالبساطة في الألفاظ والتراكيب فضلا عن اختياره لمعاني واضحة سهلة الفهم مع تجنب التعقيد , وقد تنوعت المجالات الشعرية التي اتجه إليها فيما بين الحماسة ,والعفة ,والكرم فضلا عن اهتمامه بالكتابة النثرية التي تميزت بالحكمة وأحيانا كان يكتب في المدح والهجاء.
– أولا شعر الفخر
انصب شعر الفخر علي افتخار حاتم الطائي بكرمه, وعفته , وشجاعته فقد نظم أبياتا شعرية عندما أصر علي الرحيل تاركا سعد وحده في منزله وقال :
وإني لعف الفقر مشترك الغني وردك شكل لايوافقه شكلي
وشكلي شكل لايقوم لمثله من الناس إلا كل ذي نيقة مثلي
– ثانيا شعر الحكمة
فنفسك أكرمها فإنك إن تهن عليك فلن تلفي لك الدهر مكرما
– ثالثا ذم ذوي الصفات الذميمة والأخلاق السيئة
لحي الله صعلوكا مناه وهمه من العيش أن يلقي لبوسا ومطعما
وفاة حاتم الطائي
تضاربت الآراء في هذا الشأن حيث ذكر البعض أنه توفي في العام الثامن للهجرة ,واعتبره البعض قولا خاليا من الدقة حيث لم يتناول التاريخ وجود حاتم الطائي علي قيد الحياة حتي البعثة النبوية الشريفة
لكن أدق الآراء تشير إلي أن حاتم عاش حتي ولاده رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكنه لم يشهد البعثة النبوية الشريفة أي قبل عام 610 للميلاد , ويذكر آخرون أنه توفي في أول 10 أيام من القرن 7 الميلادي وتم دفنه بتنغة التي تعد احد مواقع وادي حائل .