سيرة ذاتية عن سيبويه .. سيبويه إمام النحاه وأعظم اللغويين على مر العصور
عمرو بن عثمان بن قنبر البصري ، المعروف بإسم سيبويه وهو إسم فارسى يعنى رائحة التفاح ، هو أهم لغوى ونحوى عربى فى البصرة ومؤلف علم اللغة العربية لذلك عرف كأعظم اللغويين العرب وأحد أعظم اللغويين على كل العصور . إليك سيرة ذاتية عن سيبويه :
سيرة ذاتية عن سيبويه
ملامح نشأته :
ولد سيبويه عام 760 م فى همدان في غرب إيران ، لكن لم يستقر بها فذهب أولا إلى البصرة ثم إلى بغداد وأخيرا عاد إلى شيراز محافظة فارس بإيران ، تعلم سيبويه اللغات من أبو الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر وغيرهم ، وذهب إلى العراق في أيام هارون الرشيد عندما كان في الثانية والثلاثين فكان تلميذاً للنحويين البارزين يونس بن حبيب والخليل بن أحمد الفراهيدي .
قواعد سيبويه فى اللغة العربية :
كانت قواعد سيبويه فى اللغة العربية هي أول نص رسمي في قواعد اللغة التحليلية الأولى . كان كلا من سيبويه ومعلمه الفراهيدي هما أقرب وأهم من سجلوا النصوص الرسمية للغة العربية حيث جاءت رغبتهم فى هذا العمل نتيجة لرغبة المسلمين غير العرب للتفسير الصحيح للقرآن
على الرغم من كتاب القواعد الكثيرين إلا أن سيبويه طور موضوعه في علم الأصوات ، والنطق القياسي للأبجدية وحظر الإنحرافات ، حيث لخص مجموعات الحروف فى قاموس الفراهيدي وعبر العديد من اللغويين والعلماء عن تقديرهم لكتاب سيبويه كأكثر قواعد اللغة العربية شمولاً وأقدمها
فقال عنه معاوية بن بكر العليمي: “عمرو بن عثمان قد رأيته وكان حدث السن ، كنت أسمع في ذلك العصر أنه أثبتُ مَن حمل عن الخليل، وقد سمعته يتكلم ويناظر في النحو ، وكانت في لسانه حُبْسة ونظرتُ في كتابه فرأيت علمه أبلغَ من لسانه”
وقال عنه ابن كثير: “قد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره ، واستخرجوا من درره ، ولم يبلغوا إلى قعره” وقال عنه أبو إسحاق: “إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة”
كما قال عنه الأندلسي: “لا أعرف كتابًا أُلِّف في علم من العلوم قديمها وحديثها فإشتمل على جميع ذلك العلم ، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب ، أحدها: المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك ، والثاني كتاب أرسطوطاليس في علم المنطق ، والثالث: كتاب سيبويه البصري النحوي ؛ فإن كل واحد من هذه لم يشذّ عنه من أصول فنِّه شيء إلا ما لا خطر له”
أما أبو عثمان المازني فقال عنه : “من أراد أن يعمل كتاباً كبيراً في النحو بعد سيبويه فليستح”
وفاته :
توفي سيبويه فى شيراز بإيران ويقال أنه توفى سنة 180هـ – 796م ، وقيل أنه مات بسبب إصابته بمرض فى معدته فلا يهضم الطعام .
مؤلفاته :
ألف سيبويه كتاب ” الكتاب ” وهو كتاب لغوى مكون من عشرة أجزاء مثال من هذا الكتاب فى جزءه الأول :
- حروف الإعراب للأسماء المتمكّنة وللأفعال المضارعة لأسماء الفاعلين التي في أوائلها الزوائد الأربع: الهمزة والتاء والياء والنون. وذلك قولك ، أفعل أنا وتفعل أنت أو هي ويفعل هو ونفعل نحن. والنصب في الأسماء: رأيت زيداً والجرّ: مررت بزيد والرفع: هذا زيد وليس في الأسماء جزم لتمكنها وللحاق التنوين فإذا ذهب التنوين لم يجمعوا على الإسم ذهابه وذهاب الحركة
- والنصب في المضارع من الأفعال: لن يفعل والرفع: سيفعل والجزم: لم يفعل. وليس في الأفعال المضارعة جر كما أنه ليس في الأسماء جزم لأن المجرور داخل في المضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك في هذه الأفعال.
- إنما ضارعت أسماء الفاعلين أنك تقول: إن عبد الله ليفعل فيوافق قولك: لفاعل حتّى كأنّك قلت: إن زيداً لفاعل فيما تريد من المعنى. وتلحقه هذه اللام كما لحقت الاسم ولا تلحق فعل اللام.
- وتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فتلحقها هذين الحرفين لمعنى كما تلحق الألف واللام الأسماء للمعرفة. ويبّن لك أنها ليست بأسماء أنك لو وضعتها مواضع الأسماء لم يجز ذلك. ألا ترى أنّك لو قلت إنّ يضرب يأتينا وأشباه هذا لم يكن كلاماً! إلا أنها ضارعت الفاعل لاجتماعهما في المعنى.