سيرة ذاتية عن الشاعر جميل بثينة .. تعرف علي مصدر شهرته وأجمل قصائده في حب بثينة
هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي الملقب( أبا عمرو ) ويعد من أشهر شعراء العصر الأموي , ولمزيد من المعلومات عن سيرة ذاتية عن الشاعر جميل بثينة تابع معنا المقال التالي .
سيرة ذاتية عن الشاعر جميل بثينة
سبب تسميته ونشأته
ولد جميل بن معمر عام ( ت 82 ه , 701 م ) وكان من أبرز الروائيين الجامعين للشعر ففي بداية حياته الشعرية كان راويا لشعر هدبة بن خشرم .
اشتهر جميل بثينة بفصاحة لسانه , وقد كانت معظم قصائده مقتصرة علي محبوبته وابنة عمه ( بثينة بنت حيان) التي أحبها منذ طفولته ,وترعرعا معا في قبيلته عذرة ,ولما كبرا تقدم للزواج منها ولكن أبوها ( حيان بن ثعلبة العذرية ) فرفض رفضا قاطعا مما أشعل فؤاده وزاده تمسكا بها ودفاعا عن حبه ,وكانت وسيلته في ذلك أشعاره التي بدأ ينظمها تعبيرا عن افتتانه ببثينة وأخذ يرددها حتي انتشرت قصة حبه لبثينة علي ألسنة القبائل .
كان والده عزيزا بين أبناء قومه لذلك قصد مشايخ بني الأحب أبيه عندما قام الشاعر بهجائهم مما يدل علي علو مكانته عندهم ولولا ذلك لسعوا إلي قتله .
انتسب جميل إلي جده معمرفعرف (بجميل معمر) أما أمه فقد كانت من أصول يمنية وتنتمي إلي قبيلة جذام.
صفاته وأخلاقه
– تميز جميل بثينة بحسن الخلقة وكرم النفس كما كان باسلا , وجوادا , فضلا عن تميزه بالحس المرهف ,ورقة المشاعر وبالنسبة لخصائصه الشكلية فقد كان طويل القامة , عريض المنكبين
– اشتهر بسخائه فكثيرا ماأنفق علي البائس, والمحروم كما كان يجود علي أحبائه من الشعراء بالمنح والعطايا كما كان يتفاخر بكرمه رغبة منه في كسب ود عامة النساء وبثينة خاصة .
– كان يستعظم أن يناديه أحد بإسمه في الطريق إلا إذا كان المنادي يتمتع بمكانة عظيمة .
البيئة التي عاش فيها
ترعرع جميل في قبيلة عذرة الواقعة في وادي القري الموجود بين المدينة, وبلاد الشام وهو من الأماكن التي تتمتع بالهدوء والشاعرية ,وهذا ماجعله من مكانا مناسبا لخروج أبرز الشعراء والرواة, ولذلك أطلق عليها قرية العشاق .
أشعاره في بثينة
نظم جميل بثينة كثير من أبيات الشعر في حبيبته بثينة حتي وصلت أشعاره إلي مسامع والده فقرر تزويجه حتي يتوقف لكنه أصر علي حبه ,وزاد عناده وكان يقابل محبوبته سرا فعاتبه الناس علي ذلك مما دفع عمه لتقديم شكوي فيه إلي الوالي الذي قام بإهدار دمه فسار هائما علي وجهه في البلاد يقول الشعر :
يهواك ماعشت الفؤاد وإن مت يتبع صداي صداك بين الأقبر
صور حبه لبثينة
كان جميل بثينة يزور قبيلته سرا حيث ساعده أخوه علي ذلك ليتمكن من لقاء محبوبته بثينة وفي يوم من الأيام طلب جميل من صديق له إعداد لقاء مع بثينة واتفقا معا علي إشارة يقولها لكي تعرفه بها فقال :
بأن تجعلي بيني وبينك موعدا وان تأمريني بالذي قد أفعل
واستطاعت بثينة أن تعرف أنها أبيات جميل بن معمر فقابلته حتي الصباح , والجدير بالذكر أن قصائد جميل بثينة من أروع قصائد الغزل العفيف حيث استخدم كلمات منمقة لوصف الحب الطاهر القائم علي التضحية ,والتفاني من أجل الحبيب, وقد كان لايذكر محبوبته في بيت دون أن يذكر كرم آل بيته رغم اعتراضهم علي زواجهم .
الدولة الأموية وجميل بن معمر
دعمت الدولة الأموية الأدباء والشعراء وحرصت علي تشجيعهم لتطوير آدائهم , وتوجد العديد من الإختلافات بين الشعر في العصر الأموي عن شعر الجاهلية من حيث التزام شعراء الدولة الأموية بتعاليم الدين الإسلامي في أشعارهم حيث كان الشعراء يتنافسون فيما بينهم في مواجهات شعرية للحصول علي الهدايا الذهبية القيمة.
فضلا عن تميز شعر العصر الأموي برقته وعذوبته نظرا لطبيعة البيئة المحيطة بالدولة الأموية حيث كانت بلاد الشام موطن الشعر, والشعراء وذلك لطبيعتها الجميلة التي كانت دافعا لظهور الموهبة الشعرية .
برز الشعر السياسي القائم علي مدح رجال الدولة الذين يشغلون المناصب العليا وقد ساعد تعدد الطوائف بين ( الخوارج والشيعة والهاشمين ) علي ظهوره حيث تنافسوا فيما بينهم للحصول علي الحكم مما كان لها أثرا كبيرا علي ازدهار عدة أنواع من الشعر في ذلك الوقت :
– الغزل الصريح ( ازدهر نتيجة لحياة الثراء الفاحش التي عاشها الشعراء )
– الغزل البدوي ( ازدهر نتيجة لهدوء حياة البادية وابتعاد العرب عن حياة القتال )
– الشعر التنافسي ( ازدهر علي يد جرير والفرذدق )
مصر وجميل بن معمر
استقر جميل في مصر بعد أن مدح واليها عبد العزيز بن مروان في أبيات شعرية وصفت عدله ,وحكمته, ورجاحة عقله حيث طلب الوالي لقائه ,وعندما حضر إليه طلب منه أن يقول الشعر الذي أعجبه فطلب أن يستزيد في قوله واستمر حتي ذكر شعره في بثينه فسأله عن قصة هذه الأبيات فسرد له قصة حبه الحزينة حتي تأثر الوالي, ورأف بحاله ,وأهداه بيتا في مصر عاش فيه معظم حياته.
وفاة جميل بن بن معمر
توفي جميل بثينة في مصر, وكانت آخر كلمات نطق بها أنه لم يغضب الله تعالي ,ولم يشرب الخمرقط أو يقتل نفسا وظل محتفظا بأخلاقه ثم نطق الشهادة فسأله أحدهم وهو علي سرير المرض ألم تزني قط ؟ وأنت تنسب لبثينة طوال عشرين عاما فرد عليه قائلا :والله لانالتني شفاعة محمد صلي الله عليه وسلم إن كنت وضعت يدي عليها .