سيرة ذاتية عن الشاعر جرير.. تعرف علي أسلوبه في الهجاء وخصائص شعره وعلاقته بالفرذدق
هو جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي الذي يعد من أشهر شعراء نجد في فن الهجاء ويكني بأبي حرزة ولمزيد من المعلومات حول موضوع سيرة ذاتية عن الشاعر جرير تابع معنا المقال التالي .
سيرة ذاتية عن الشاعر جرير
نبذة عن نشأته
ولد جرير عام 653ه , 728م في اليمامة وكانت نشأته في أسرة فقيرة فوالدته هي أم قيس بنت معيد من بني كليب بن يريوع وجدته لأبيه هي النوار بن بزيد من بني كليب كما يقال أنه يشترك مع الفرذدق في جدهما الأكبر تميم .
عمل في بداية حياته راعيا للأبل كما أقبل علي تنظيم قوافي الشعر منذ بداية نشأته فقد مدح جرير يزيد بن معاوية ونال بسبب ذلك مكافأة مجزية كانت بمثابة أول جائزة ينالها من خليفة وبعد فترة قصيرة أصبحت مكانتة عظيمة لدي الخليفة الأموي عبد الملك .
كانت نشأته في أسرة مثقفة فقد كان جده وأبوه وأخوه من الشعراء البارزين كما ورث ابنه بلال ,وأحفاده المغيرة بن جنحاء بن نوح بن بلال ,و عمارة بن عقيل بن بلال عنه موهبته الشعرية .
حياته وسبب تسميته
– كان مولده في الشهر السابع فقد رأت أمه رؤيا مزعجا علي كونها تلد جريرا وهو حبل يلف علي عنق الدابة ليخنقها فرأت أمه أنه يلتف علي عنق الناس ليقتلهم ,ولذلك قامت بالذهاب إلي العراق لتفسير تلك الرؤيا .
– رغم أن والده كان فقيرا ألا أن جده لوالدته الملقب بالخطفي حذيفة بدر كان من أثرياء القوم فقد كان يمتلك عددا كبيرا من الجمال ,والأغنام
-بداياته الشعرية
تعلم جرير الشعر في مرحلة مبكرة من حياته علي يد جده حذيفة بن بدر فقد كانت نشأته في ظل عهد الأمويين حيث تعددت الأحزاب فقد كان لكل حزب مجموعة من الشعراء الذين ينسبون إليه ويتولون الدفاع عنه , وكان جرير من أوائل الشعراء الذين كانوا يذودون عن شرف قبيلتهم .
رغم أنه اتجه للهجاء في أشعاره إلا أنه كان بارعا في المديح أيضا , وقد دخل في مواجهات شعرية مع شعراء زمنه, وكان يتفوق عليهم بفصاحتهم فلم يثبت أمامه سوي الأخطل والفرذدق وقد كان من أغزل الناس شعرا وقد استغرق الهجاء بينه وبين الفرذدق نحو أربعين سنة ويقال أنه هجي حوالي 80 شاعرا من أبناء عصره .
– عدم الإنسياق وراء المعتقدات والعادات الموروثة حيث تمكن من كسر حواجز الأعراف البالية والمتمثل في أن بكاء الزوج علي زوجته عيب وقام برثاء زوجته خالدة .
العوامل التي أثرت في أشعاره
أثرت بيئته البدوية تأثيرا كبيرا علي أشعاره وظهر أثرها الواضح علي رقة ألفاظه, وسهولتها ولكن شعره لم يتأثر بروح البادية فقط بل ترك الأثر الديني المتمثل في القرأن الكريم أثره في شعره حيث لطف من طابع البداوة فيه كما ترك أثره في رقة ألفاظه ,والتأثير علي معانيه وأفكاره كما أن جرير لايكثر من الصور البيانية في قصائده .
المدرسة الشعرية التي ينتمي إليها
يختلف شعر جرير عن أشعار الفرذدق والأخطل حيث كانت أشعارهما تميل إلي الغرابة والخشونة أما جرير فإلي جانب سهولة ألفاظه التي تظهر في أشعاره فهي تشع أيضا بحسها الموسيقي العذب فضلا عن استخدامه للتراكيب الشعرية السهلة التي لاتعقيد فيها وكأن القارىء يقرأ نثرا لا شعرا .
– موهبة جريرالشعرية من الأمور التي أدت إلي سهولة شعره وسلاسة أسلوبه فأشعاره تتميز بجمال الصيغة ,والشكل إضافة لحلاوة الجرس بعيدا عن عمق الفكرة, والغوص في المعاني .
– أبدع جرير في فنون الشعر تلائمها الرقة والعذوبة كالرثاء.
فن المديح عند جرير
انصب أكثر شعر المديح عند جرير علي بني أمية حيث كان يشيد بمكارمهم, وعظمتهم حيث مدح الأمويين وعمل علي المبالغة في وصفهم بصفات الشرف, والسخاء , ورفعة الشأن لينال إعجابهم , وقد يميل كل الميل إلي الإستجداء, وذكر معاناته الشديدة من الفقر كما تكثر الألفاظ الإسلامية , والإقتباسات القرآنية في أماديحه .
فن الهجاء عند جرير
كان الشاعر عبيد الراعي من المعاصرين لشعر جرير والفرذدق وكان رأيه أن الفرذدق أكبر منهما وأفضلهما شعرا , وفي احدي المرات طلب الشاعر جرير من الراعي عدم التدخل فيما بينه وبين الفرذدق ورغم ذلك عاد الراعي لتفضيل الفرذدق ورآه جرير مرة ثانية وعاتبه فاعتذر منه ,وفي ظل تلك الأثناء أقبل ابن الشاعر الراعي ورفض أن يعتذر أبيه لجرير وقام بسبه والإساءة إليه .
ارتبط الهجاء عند جرير ارتبطا وثيقا بالفخر فكان إذا هجا أفتخر وجعل من الهجاء وسيلة لإذلال خصومه وبالنسبة للفخر جعله منصبا علي نفسه ,وشاعريته ثم قومه وإسلامه .
فن الغزل عند جرير
غزل جرير ليس منفصلا عن بقية فنون شعره فقد مزج فيه بين أسلوب الغزل الجاهلي, وأسلوب الغزل العذري فيعتمد علي وصف المرأة والتغزل بها ثم الإنتقال في وصفة لمكنونات نفسه فيعتمد علي تصوير ألمه, ومعاناته ,وحرمانه .
علاقة جرير بالفرذدق
بالرغم من انتمائهما لنفس القبيلة إلا أن مابينهما كان عبارة عن منافسة شعرية فقد كان هناك نوع من توارد الخواطر بين الشاعرين لدرجة أن الفرذدق كان يستطيع أن يكمل قصائد جرير دون أن يسمعها من قبل
وأكبر دليل علي أن خصومتهما لم تكن خارج حدود الشعر أن جرير رثي الفرذدق :
لعمري قد أشجي تميما وهدها علي نكبات الدهر موت الفرذدق
وفاة جرير
توفي جرير في اليمامة وكان ذلك في عام 114 ه