سيرة ذاتية عن الشاعر عمر ابن أبي ربيعة … رائد شعر الجمال والغزل الصريح
عمر ابن أبي ربيعة المخزومي ، الإسم الكامل أبو الخطاب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم بن ياكازا ابن مراح المخزمي ، كان شاعرًا عربيًا ولد في عائلة ثرية من قبيلة قريش في مكة ، والده عبد الله ووالدته أسماء بنت مخاربا ، وقد وصفه كاتب سيرة ابن خليكان بأنه “أفضل شاعر أنتجته قبيلة قريش” . إليك سيرة ذاتية عن الشاعر عمر ابن أبي ربيعة :
سيرة ذاتية عن الشاعر عمر ابن أبي ربيعة
ملامح نشأته :
ولد عمر ابن أبى ربيعة فى نوفمبر تشرين الثاني عام 644 فى مكة المكرمة وعرف بوجهه الوسيم وملامحه البريئة ، ولقب بالمغيري نسبة إلى جده الذى كان من أفضل شعراء الدولة الأموية حيث كان من رواد فن الغزل الشعرى ، إشتهر عمر ابن أبى ربيعة بأنه واحد من أعظم الشعراء العرب في وقت مبكر وعاش فى فترة شبابه مع أمه لذلك أتيحت له فرصة الإختلاط بالنساء من قبيلته
كان عمر عضو في قبيلة قريش المكية التي كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضا عضوا فيها ، حيث أمضى معظم حياته في مكة المكرمة وبين السفر إلى جنوب الجزيرة العربية ، وسوريا ، وبلاد ما بين النهرين
لا يُعرف الكثير عن حياة عمر ابن أبى ربيعة لأن الحكايات العديدة المرتبطة به كانت عبارة عن إفتراءات أدبية بشكل واضح ، ومع ذلك فإن الدليل الداخلي لشعره يعكس الصورة الحقيقة للحياة الإجتماعية للطبقة الأرستقراطية المكية في عصره .
حياته الشخصية والأدبية :
تزوج عمر ابن أبى ربيعة من كلثوم بنت سعد المخزومية وأنجب منها ولدين ثم ماتت وتركته مع حزن فراقها ، تزوج عمر مرة أخرى من زينب بنت موسى الجمحية وأنجبت له ولدا حيث ورث من أبوه فن الشعر والغزل .
عرف عن عمر ابن أبى ربيعة شعره المحب كونه أحد منشئي الشكل الأدبي للغزل في الأدب الإسلامي ، كان متحمسا بكل شيء جميل يرآه في الشارع وأثناء الحج ليصفه فى شعره ، ويقال عنه أنه كان يذهب ليعتمر لكى يتداخل وسط النساء لذلك انحسر شعره على وصف النساء والغزل حيث قال ” أنا لا أمدح إلا النساء ” فكان يمدح طرافة النساء وجمالهن وكان يجالس مجالس الرقص والغناء وتميزت قصائده بالسلاسة والوضوح ، كما ركز عمر فى شعره على حياته وعواطفه ، متجنباً المواضيع التقليدية في الرحلات والمعارك وتقاليد القبيلة .
أعمالة الأدبية :
وصلت عدد القصائد التى كتبها عمر ابن أبى ربيعة إلى 404 قصيدة من أبرز هذه القصائد :
- حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً
- يا قُضَاة َ العِبَادِ إنَّ عَلَيْكُمْ
- مَرَّ بي سِرْبُ ظِباءِ
- صرمتْ حبلكَ البغومُ ، وصدتْ
- راح صَحبي ، وعاودَ القلب داءُ
- حَيِّيا أُمَّ يَعْمَرا
- وإذا كنتِ تعلمين
- وَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لا يُباءُ بِهِ دَمٌ
- ذكرتكِ يومَ القصرِ قصرِ ابنِ عامرٍ
- ألمْ تربعْ على الطللِ المريبِ
- لَبِسَ الظَّلامَ إلَيْكَ مُكْتَتِماً
- حنّ قلبي من بعد ما قد آنابا
- ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً أُمَّ زَيْدٍ
- حيِّ الربابَ ، وتربها
- مَنَعَ النَّوْمُ ذِكْرُهُ
- طالَ لَيْلي وَتَعَنَّاني الطَّرَبْ
- أنى تذكرَ زينبَ القلبُ
- طَالَ لَيْلي وکعْتَادَني أَطْرابي
أبرز أبيات شعره من قصيدة حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً :
حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً
بالجزعِ بين أذاخرٍ وحراءِ
قَالَتْ لِجَارَتِها عِشاءً إذْ رَأَتْ
نُزَهَ المَكَانِ وَغَيْبَة َ الأَعْدَاءِ
في رَوْضة ٍ يَمّمْنَهَا مَوْلِيَّة ٍ
مَيْثَاءَ رَابِيَة ٍ بُعَيْدَ سَماءِ
في ظِلِّ دَانِيَة ِ الغُصُونِ وَرِيقَة ٍ
نَبَتَتْ بأَبْطَحَ طَيِّبِ الثَّرياءِ
مثلّ ريقتها صبيرُ غمامة ٍ
بردت على صحوٍ بعيدَ ضحاء
ليتَ المغيري العشية أسعفتْ
دارٌ بهِ لتقاربِ الأهواءْ
إذا غابَ عنا منْ نخافُ وطاوعتْ
أرضٌ لنا بلذاذة ٍ وخلاء
قلتُ اركبوا نزرِ التي زعمتْ لنا
أن لا نباليها كبيرَ بلاءِ
بينا كذلكَ، إذ عجاجة ُ موكبٍ
رَفَعُوا ذَمِيلَ العِيسِ بِالصَّحْرَاءِ
قَالَتْ لِجَارَتِها انْظري ها مَنْ أُولَى
وتأملي منْ راكبُ الأدماء؟
قَالتْ أَبُو الخَطَّاب أَعْرِفُ زِيَّهُ
وَرَكُوبَهُ لا شَكَّ غَيْرَ خَفَاءِ
المراجع