سيرة ذاتية عن الشاعر إيليا أبو ماضي
إيليا أبو ماضي ، شاعر المهجر ، ولد فى عام 1890 بقرية المهيدية فى لبنان بعائلة مسيحية وتوفي عام 1957 ، هو شاعر عربي وصحفي حيث حقق شعره شعبية كبيرة من خلال استخدامه المعبّر للغة ، وإتقانه للأنماط التقليدية للشعر العربي ومدى ملاءمته لأفكار القراء العرب المعاصرين . إليك سيرة ذاتية عن الشاعر إيليا أبو ماضي .
سيرة ذاتية عن الشاعر إيليا أبو ماضي
نشأته :
عندما كان يبلغ من العمر 11 سنة ، إنتقل أبو ماضي مع عائلته من قريتهم الجبلية في لبنان إلى الإسكندرية فى مصر ، عمل مع عمه فى فترة شبابه ببيع السجائر وكسب المال
نشرت أول مجموعة شعرية له في الإسكندرية عام 1911 ، لكنه هاجر في العام التالي تم نفيه من قبل السلطات التركية العثمانية وغادر مصر متجها إلى الولايات المتحدة ، واستقر في سينسيناتي حيث عمل مع أخيه وفي عام 1916 إنتقل إلى مدينة نيويورك وبدأ في تحرير العديد من الصحف والمجلات العربية التي كانت مدعومة من المجتمع العربي في مدينة نيويورك حيث عمل لمدة 10 سنوات مع مجلة “مرآة الغرب”
حياته الشخصية والمهنية :
تزوج إيليا أبو ماضي من ابنة نجيب دياب محرر المجلة العربية التى كان يعمل بها ، وعمل مع عدد من الشعراء العرب الأمريكيين بما في ذلك خليل جبران . تم نشر مجموعته الشعرية الثانية من ديوان إيليا أبو ماضي في نيويورك عام 1919 مع مقدمة من الشاعر اللبناني خليل جبران أما مجموعته الثالثة والأكثر أهمية وهى “الجادويل” فقد ظهرت في عام 1927
وفي عام 1929 م بدأ إنشاء مجلة “السمير” الخاصة به والتي كانت تصدر مقالات صحفية كل شهرين ، ثم توسّع فيها إلى أن أصبحت صحيفة يومية عام 1936 واستمر النشر من خلالها حتى وفاته حيث أمضى معظم حياته في الولايات المتحدة .
كان إيليا أبو ماضي عضو بارزاً في رابطة القلم النيويوركي (الرابطة القطامية) ، وكانت هذه الرابطة تعبر عن حركة أدبية في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين ، وكانت ترتكز في المقام الأول على اللغة العربية .
أعماله الأدبية :
- تذكار الماضي وكان أول ديوان يصدر له حيث يتناول فيه موضوع الظلم والطغيان
- إيليا أبو مستقبل كتب المقدمة جبران خليل جبران وتناول فيه إيليا أبو ماضي الفلسفة
- الجداول
- الخمائل وكان أكثر الدواوين نجاحاً
من أبرز أعمال إيليا أبو ماضى الأدبية فى القصائد :
- قصيدة فلسفة الحياة
أيّهذا الشّاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلاً
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس
تتوقّى قبل الرّحيل الرّحيلا وترى الشّوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبءٌ على الحياة ثقيل
من يظنّ الحياة عبئاً ثقيلا
والّذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الحياة شيئاً جميلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتّى يزولا
أيّهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
- قصيدة لست أدرى
جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت
ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
أتمنّى أنّني أدري ولكن…
لست أدري!
وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور
أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير
أم كلاّنا واقف والدّهر يجري؟
لست أدري!
ليت شعري وأنا عالم الغيب الأمين
أتراني كنت أدري أنّني فيه دفين
وبأنّي سوف أبدو وبأنّي سأكون
أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟
لست أدري!
أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويّا
أتراني كنت محوا أم تراني كنت شيّا
ألهذا اللّغو حلّ أم سيبقى أبديّا
لست أدري… ولماذا لست أدري؟
لست أدري!
البحر:
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟
ضحكت أمواجه مني وقالت:
لست أدري!
المراجع