مرحلة المراهقة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان شابا كان أو فتاة فقبل المرور بمرحلة الشباب لابد من معايشة تلك المرحلة الحرجة وما يعتريها من تغييرات فيسيولوجية ونفسية في شخصية المراهق الذي خرج حديثا من عباءة الطفولة لينطلق إلي مرحلة أكثر نضجا وتمردا وعنادا وهي المراهقة ويبقى السؤال الأهم هو كيف تتعامل مع المراهق العنيد ؟.
كيف تتعامل مع المراهق العنيد ؟
المراهقة تعد من أخطر الفترات الانتقالية في حياة الإنسان الطبيعية وقد تكون عند بعض المراهقين مصاحبة بقلق وتوتر واضطراب نفسي وجسدي والعناد على وجه الخصوص لابد من البحث في أسبابه ومحاولة إيجاد حل له بديل للقسوة والعنف والحرمان.
مفهوم العناد
يعرف بمفهومه المتداول بكونه مخالفة رأي الأخرين والإصرار على الأراء والمفاهيم الخاطئة دون وعي أو إدراك وتوجد فروق فردية بين المراهقين في اتباع أسلوب العناد وذلك يتوقف علي عدة عوامل منها أسلوب تنشئة المراهق والاسلوب الذي يتبعه ذويه في التعامل معه.
فإذا كان ابنك أو ابنتك على أعتاب مرحلة المراهقة لابد من وضع مجموعة من الأسس التي يجب إتباعها عند التعامل مع المراهق العنيد ويجب أن تخرج تلك الأسس عن توجيه اللوم والعصبية
خطوات التعامل مع المراهق العنيد
لكي تتجنب وصول ابنك لمرحلة العناد وتضطر للتسائل حول كيف تتعامل مع المراهق العنيد ؟ اتبع ما يلي:
– تقدير ابنك المراهق
لابد أن تدرك بأن أبنك لم يعد طفلا بل تخطي تلك المرحلة إلي مرحلة أكثر خطورة وحساسية وأصبح ينتظر منك أقصي تقدير ممكن لأفعاله الإيجابية فهو ينتظر دائما أن يسمع مزيد من عبارات المديح والإمتنان حتي تزداد لديه الشعور بالثقة
– وضع عدد من الأسس والقواعد
يحتاج المراهق أن يشعر بقدر من الإستقلالية وأن توفر الأسرة له مساحة من الحرية والاستقلال حتي لايشعر أنه مكبوت ويجب أن تكون تلك الإستقلالية مدعمة بمجموعة من القواعد التي توضح لهم الأشياء المسموحة والممنوعة مع وجود قدر من التحاور والمناقشة بين الأباء والأبناء
– تجنب العصبية والتعامل بهدوء
كلما تمالك الأهل أعصابهم تجاه تصرفات أبناءهم الخاطئة كلما استطاعوا احتواء الموقف والتعامل مع بشكل أفضل ومن الممكن إتباع طريقة العد من واحد لعشرة مع أخذ نفس عميق كوسيلة لكظم الغيظ والغضب من تصرفات المراهقين
– التحاور مع المراهق والاستماع له بدلا من توجيه النصح فقط
قد يكون عناد المراهق سببه عزوف الأهل عن الاستماع لهم وإلقاء اللوم وتوجيه النصح طوال الوقت فقط دون إتاحة الفرصة للتحاور معه والاستماع إليه؛ فضلا عن ضرورة احتضان المراهق في تلك المرحلة الحساسة حتي يصل إليه الشعور بأن هناك من يهتم بأمره ومن الممكن استخدام عبارات اللين التي تشعره بالإطمئنان (أنا موجود لأجلك ومستعد لسماعك اعتبرني صديقك)
– الإبتعاد عن الإنتقاد اللاذع لشخص المراهق والتركيز علي السلوك
ينصح في تلك المرحلة بالإبتعاد عن انتقاد شخصية المراهق لان ذلك يؤثر علي بناء شخصيته السوية في مرحلة تعتبر الأساس في تشكيل شخصيته ولابد من التركيز علي انتقاد السلوك الخاطىء فقط دون المساس بشخصه
أنواع العناد عند المراهقين
لكي تعرف كيف تتعامل مع المراهق العنيد يجب عليك أولا أن تعرف أنواع العناد لكي يسهل عليك أن تحدد كيف طريقة العمامل الأنسب معهم، وللعناد نوعان هما:
العناد الطبيعي
ينشأ هذا النوع منذ سن الطفولة ويستمر مع الانسان حتي المراهقة والشخص الذي لا يمتلك هذا النوع تصبح شخصيته انطوائية وجبانة مستقبلا فوجوده أمر طبيعي يجعل الانسان بمنأي عن الخضوع والاستسلام
العناد المشكل
في حالة زيادة حدة العناد الطبيعي وفي الغالب يترك أثارا سيئة وتكون حياة الشخص مليئة بالامبالاة ومن الممكن أن يصاب الشخص بأمراض نفسية تدفع به للاحساس بانه غير قادر علي التعايش والإندماج في المجتمع
صور العناد عند المراهقين
للعناد 3 أنواع يجب على كل أب وأم التعرف عليها حتى يسهل عليهم التعرف على كيفية التعامل مع أبناءهم
– شكل المقاومة السلبية
في هذا الشكل يكون المراهق رافضا لتلقي الأوامر ويصبح ثائرا ومتذمرا إذا أجبره أحد علي أمر وطلب منه تنفيذه
– التحدي الظاهر
يرفض تنفيذ الأوامر دون إبداء أسباب
– العصيان الحاقد
يحاول المراهق فعل أشياء ضد الشىء المطلوب منه تماما
أسباب العناد عند المراهقين
تتعدد الأسباب المؤدية إلى العناد والتعرف عليها أولى خطوات الوقاية منه ومعالجته وهي:
– التساهل والتدليل والإستجابة السريعة لرغبات المراهق مما يحدث خللا في شخصية المراهقين
– تفضيل أحد الأخوة عليه مما يجعله يسعي لاتباع سلوك انتقامي
– إفتقاد الشعور بالأمان النفسي أو الإجتماعي وتذبذب الشخصية
– رغبته في اثبات ذاته فهو يعد رد فعل للشعور بالعجز
– إفتقاد التواصل بين المراهق والاهل حتي يتاح لهم معرفة مطلباته واهتماماته
علاج العناد عند المراهقين
لكي تساعد ابنك/ ابنتك لكى تتخطى مرحلة العناد في المراهقة عليك اتباع التالي:
– اتباع الأساليب العادلة السليمة في التنشئة السوية للأبناء وعدم الانتقاص من قدر المراهق والتمييز بينه وبين اخوته
– توفير القدوة الحسنة للمراهقين والتي تلعب دور كبير في تعديل سلوك المراهقين
– تجاهل عناده في الحالات البسيطة لان الإهتمام الشديد بالعناد والتعليق عليه يعززه
– استخدام أسلوب الثواب والعقاب وتقديم مكافأت
– عدم اللجوء للعنف إلا في أضيق الحدود واستخدام أسلوب التحاور والمناقشة
– برامج التليفزيون المخصصة للأطفال التي تظهر الأبطال يمتلكون صفات سلبية والتقليد والتفكك الأسري.