الكذب قد يكون الطريقة التي يختارها المراهقون لحل مشاكلهم، وبينما هي طريقة غير ناضجة وغير فعالة، فالأبناء قد يشعرون في بعض الأوقات أن الكذب هو الحل لإصلاح مشاكلهم بدلًا من التصريح بها، وعندما تكتشفين أن ابنتك تكذب عليك بشأن شيء ما لا تعنفينها، ولكن اضبطي أعصابك وتعاملي مع الأمر بحكمة وصبر، وفي المقال التالي سنوضح بالتفصيل كيفية التعامل مع الابنة المراهقة التي تكذب.
كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة التي تكذب
تفيد إحدى الدراسات البحثية، أن هناك عديداً من الأسباب التي تدفع المراهقين للكذب، مثل رغبتهم في الخروج من المشاكل دون مواجهة مع الآباء، أو لرغبتهم في القيام بشيء غير مسموح لهم نظرًا لخطورته، أو لأنهم يعتقدون أن قواعد والديهم غير عادلة، وكذلك لتحقيق استقلالهم الذاتي، وعلى الرغم من وجود مبررات كامنة خلف الكذب، فهو سلوك غير مقبول ولا بد من تقويمه، إليك مجموعة من النصائح لمساعدتك في التعامل مع ابنتك المراهقة التي تكذب:
- تأسيس العلاقات المترابطة: قد تعكس درجة صدق ابنتك المراهقة مدى قدرتك كأم على التواصل بصراحة مع ابنتك، لا تكون المحادثات الصادقة بين الآباء والمراهقين سهلة دائمًا وتتطلب مزيدًا من الجهد من الآباء، ومن الرائع أن يكون لديك اتصال حقيقي مفتوح وصادق مع ابنتك، ولكن هذا صعب ولا يتحقق بسهولة، لأنه في بعض الأحيان، قد تواجهين مشكلة متعلقة بمقدار ما يمكن أن تتحمليه، فقد تسألك ابنتك عن أمور تبدو لك غير مقبولة نهائيًا، ومع ذلك لا بد من التعامل مع ذلك بهدوء وتفهم، وهنا تأتي العلاقات المترابطة المبنية على الصدق، والتي ستسهل كثيرًا التواصل بينك أنت وابنتك.
- كوني نموذجًا للصدق: يكبر الأطفال وهم يشاهدون الآباء يكذبون، ويتعلمون أن الكذب يمنع الصراع، بينما قول الحقيقة يمكن أن يزعج الآخرين، وبمرور الوقت، يكتسب الأطفال عادة الكذب، ويظلون هكذا حتى فترة مراهقتهم، ظنا منهم أن الكذب يحافظ على سلامهم ويجنبهم المشاكل، لذلك كوني أنت نموذجًا صادق لابنتك، إذا أخطأت في أمر ما، اعترفي بخطئك، واعتذري عما بدر منك.
- قبول التفاوض وبناء الثقة: أن أحد أسباب كذب المراهقين هو أنهم يعتقدون أن الآباء لن يستمعوا لهم، إذا كانت ابنتك تعتقد أن قواعد تعاملك في الحياة غير عادلة وليس هناك مجال للتفاوض أو الاستثناءات، فإن خيار الكذب سيكون الخيار الوحيد أمامها، لذلك من المهم أن تنفتحي أكثر في قبول ابنتك وأن تكوني على استعداد للتفاوض والنقاش المريح لكلاكما، وفي الوقت نفسه، اظهري رغبتك في الوثوق في ابنتك من خلال منحها مزيداً من الحرية، إذا فعلت ذلك، ربما تتصرف ابنتك أيضا بأسلوب جدير بالثقة.
- تجنب الغضب: من الطبيعي أن تغضبي عندما تدركين أن ابنتك تكذب عليكِ، لكن الغضب والصراخ قد يكونان سببًا في زيادة العناد والكذب لدى ابنتك، عندما تكتشفين كذب ابنتك، حاولي أولًا أن تهدئي، ثم حاولي التحدث مع ابنتك حول عدم قولها الحقيقة، ولكن بطريقة بناءة وواضحة وهادئة، بدلًا من الغضب.
- تجنب طريقة الفخ: يلجأ كثير من الآباء إلى طريقة إيقاع أبنائهم في الفخاخ، لاكتشاف كذب أبنائهم، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج سلبية جدًا، وقد يشعر ابنتك بالإدانة ولن يحل المشكلة، إذا كنت تريدين أن تكون ابنتك المراهقة صريحة معك، وقادرة على الاعتراف بأخطائها، فأنت بحاجة أولًا إلى أن تكوني صريحة مع نفسك وأنت تواجهين ابنتك بأخطائها.
- تجنب القسوة والتعامل بحكمة: إذا شعرت ابنتك أنها لو قالت الحقيقة ستواجه عقوبة قاسية منك، فربما يدفعها ذلك إلى الكذب لحماية نفسها، لذلك من المهم الحرص على أن تكوني عادلة في اختيار التقويم المناسب لردة فعل ابنتك، وعدم المبالغة في العقوبة.
- لا تسمي ابنتك بـ”الكاذبة”: بغض النظر عما تفعله ابنتك، تجبني تمامًا وصفها بالكاذبة أو مناداتها بذلك الوصف، قد يؤدي ذلك إلى نتائج سلبية، ويعقد من حل مشكلة الكذب لدى ابنتك.
- الانتباه إلى السبب الرئيسي وراء الكذب: لا بد من الانتباه إلى الدوافع والأسباب التي كانت وراء الكذب، وهل تكذب ابنتك دائمًا أم أنه أمر غير معتاد، في كل الأحوال، إن معالجة الأسباب الكامنة وراء الكذب هي المفتاح الأساسي لحل هذه المشكلة.
كيفية التعامل مع المراهقات
إليك مجموعة من الإرشادات لمساعدتك في التعامل مع ابنتك المراهقة:
- وضع قواعد وحدوداً أساسية: عليك تأسيس قواعد وحدود بشأن تقويم سلوك ابنتك، وأن يتم ذلك بشكل متوازن، التساهل الشديد قد لا يكون مفيدًا، وكذلك فإن العقاب الشديد ليس هو أفضل نهج عند التعامل مع البنات المراهقات، عليك تعلم كيفية عمل توازن في التواصل مع ابنتك.
- التواصل: التواصل المفتوح والمستمر بينك وبين ابنتك له عديد من الفوائد الإيجابية، عليك التواصل مع ابنتك بقدر الإمكان والاستماع لها والتعاطف معها، ومشاركتها في بعض أنشطتها.
- التركيز على الإيجابيات: حاولي بقدر الإمكان التركيز على الجوانب الإيجابية لدى ابنتك، واحرصي على تذكيرها بتلك الصفات الإيجابية.
- تشجيع المخاطرة الصحية: على الرغم من خوف الأمهات من اتخاذ بناتهن مخاطر ما، فمستوى معين من المخاطرة الآمنة والإيجابية أمر ضروري لابنتك لتعزيز شعورها بذاتها وثقتها في نفسها، تشمل أنشطة المخاطرة الصحية السفر مثلًا، أو التعرض لمواقف اجتماعية جديدة.
اقرأ أيضًا: المراهقة في علم النفس