هل تنظيف الحواجب حرام
عرف الحافظ النمص في الفتح بأنه إزالة شعر الحاجب لترقيقه وتسويته، والمتنمصة هي التي تطلب النماص والنامصة التي تفعله، والنماص: إزالة شعر الوجه بالمنقاش، ويسمى المنقاش منماصاً لذلك. حكم النمص في السنة النبوية هو التحريم فلقد قال الرسول في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود أن الله تعالى لعن النامصة والمتنمصة. تعرف معنا على إجابة السؤال التالي هل تنظيف الحواجب حرام
حكم النمص من السنة النبوية
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى). رواه مسلم، حديث صحيح.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لُعِنَت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء) رواه أبو داود في سننه. قال أبو داود: (وتفسير الواصلة التي تصل الشعر بشعر النساء والمستوصلة المعمول بها. والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه، والمتنمصة المعمول بها. أما الواشمة التي تجعل الخيلان (جمع خال) في وجهها بكحل أو مداد والمستوشمة المعمول بها.
سبب تحريم النمص
- ذكر الرسول صل الله عليه وسلم حكم النمص في الحديث الشريف السابق الذكر بأنه تغيير في خلقة الله سبحانه وتعالى. مما يعد نوع من أنواع الاعتراض على أمر الله وعدم الرضا عن الهيئة التي خلقنا عليها.
- يعد النمص خداع وغش حيث تغير المرأة من شكلها حتى تتمكن تتجمل وتجذب الرجال- يقصد بالنمص هنا قيام المرأة بترقيق حاجبها وهو ليس كذلك في الأصل-.
هل تنظيف الحواجب حرام؟
- اتفق جمهور العلماء فيما بينهم على أن نتف الحواجب حرام استناداً على حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه أن الرسول صل الله عليه وسلم قال-: (لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ) رواه مسلم.
– في هذا الحديث نهانا الرسول الكريم عن النمص نهياً قطعياً، فإذا كان يقصد بتنظيف الحاجب نتف شعر الحاجب فهذا حرام شرعاً. ويجب على المرأة المسلم أن تجتنب ذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، حيث أن العقاب هو اللعن والطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى. - أما إذا كان شعر الحاجب كثيفاً جداً أو طويلاً ويشوه الخلقة ويضر المرأة فلقد أجاز العلماء لها الأخذ من شع الحاجب بقدر ما يزيل التشوه ويرفع الضرر. ويشترط ألا يكون الهدف هو التزين أو الحسن وإعجاب الرجال.
حكم تنظيف المرأة الحواجب بإذن زوجها
- يحرم النمص على المرأة الغير متزوجة والمتزوجة على حد سواء حتى لو أذن الزوج لزوجته. وهذا لوجود ما يستوجب المنع والتحريم وهو التغيير في خلق الله ابتغاء الجمال.
- يستثنى من التحريم إزالة ثخانة الحاجب التي تشبه حاجب المرأة بحاجب الرجال. وتزال الثخانة بقدر ما يزيل التشبه بين الجنسين.
ما حكم إزالة الزائد من الحواجب؟
تقصد المرأة بتنظيف الحاجب إزالة الشعر الزائد بين الحاجبين في الأسفل والأعلى. حيث يسبب هذا الشعر الزائد نفوراً في شكل المرأة. ولقد قال العلماء 3 آراء بشأن حكم ذلك، تتمثل هذه الآراء في:
1- قال البعض أن الحكم لا يؤخذ إلا بعد النظر للمرأة فإذا كان هذا الشعر الزائد كثير وينبت بصورة خارجة عن المألوف وبطريقة منفرة، فيجوز لها إن شاء الله تعالى أن تزيل هذه الزوائد أو العيوب. أما إذا كان الشعر الزائد خفيفاً ولا ينر الشكل ولا يخرج عن المألوف فلا يجوز لها إزالته لأن هذا يعد من باب التجمل وهو ما يعد تغيير في خلقه الله.
2- البعض الآخر قالوا لا يجوز إزالة الزوائد بين الحاجين في كلتا الحالتين سواء أكان الشعر منفراً أم لا.
3. يرى أصحاب الرأي الثالث أنّه يجوز للمرأة أن تزيل الشعر الزائد بين الحاجبين لأن النهي أو اللعن المقصود في الحديث القدسي يخص إزالة شعر الحواجب.
ما هو حكم ترقيق الحاجب؟
- إن كانت المرأة تقصد بتنظيف الحاجب ترقيقه وتسويته فهذا هو النمص الذي نهانا عنه الرسول صل الله عليه وسلم، ولعن التي تفعله والمفعول بها.
- لذلك لا يجوز للمرأة أن ترقق حاجبها حتى لو كان زوجها يأمرها بذلك فالواجب عليها أن تلتزم بحكم الله وتطيعه ولا تعصيه، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أنكحت ابنتي، ثم أصابها شكوى، فتمزق رأسها، وزوجها يستحثني بها، أفأصل رأسها؟ فسبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الواصلة والمستوصلة” رواه البخاري في صحيحه. ويعتبر هذا الحديث نصاً صريحاً في عدم جواز الوصل أو النمص أبداً حتى لو بأمر الزوج.