سورة غافر مكية أم مدنية

سورة غافر مكية أم مدنية

سورة غافر مكية أم مدنية.. سورة غافر سورة مكية، يبلغ عدد آياتها خمسًا وثمانين آيةً، وترتيبها الأربعون في المصحف العثماني أما من حيث النزول فترتيبها الستون، وتسمى غافر لافتتاحها بتنزيل القرآن من الله غافر الذنب وقابل التوب، والغافر من صفات الله وأسمائه الحسنى.

سورة غافر مكية أم مدنية

سورة غافر
سورة غافر
  • أجمع العلماء والمفسرون على أن سورة غافر مكية، فقد قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (هذه السورة مكية بإجماع)، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (وهي مكّيّة بلا خلاف)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ(وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق).
  • وعن ترتيب نزولها قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ نزلت بعد الزمر، فيما قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ  (نزلت بعد الزمر)، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ وقال السخاوي: نزلت بعد الزمر وقبل حم السّجدة، وبعد السّجدة : الشورى ثمّ الزخرف ثمّ الدّخان ثمّ الجاثية ثمّ الأحقاف.
  • وقد كانت هذه السّورة مقروءةً عقب وفاة أبي طالبٍ، أي سنة ثلاثٍ قبل الهجرة لما سيأتي أنّ أبا بكرٍ قرأ آية {أتقتلون رجلًا أن يقول ربّي اللّه} [غافر: 28] حين آذى نفرٌ من قريشٍ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حول الكعبة، وإنّما اشتدّ أذى قريشٍ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاة أبي طالبٍ.

موضوع السورة

  • هناك دلائل واضحة في موضوع هذه السورة على الظروف التي نزلت فيها؛ فقد كان كفار مكة في ذلك الوقت يمارسون نوعين من النشاطات ضد الرسول الكريم؛ أولاً، كانوا ينشرون كل نوع من الشك والتشكيك في أذهان الناس حول تعاليم القرآن ورسالة الإسلام وحول الرسول الكريم نفسه من خلال بدء العديد من الخلافات والنقاشات، فضلا عن إثارة اعتراضات لا صلة لها بالموضوع، وتوجيه اتهامات جديدة باستمرار.
  • ثانياً، كانوا يمهدون الطريق للقضاء على الرسول الكريم نفسه، فقد كانوا يخططون لحبكة تلو الأخرى، وفي إحدى المرات اتخذوا الخطوات العملية لتنفيذ مؤامرة، إذ روى البخاري رواية عن عبد الله بن عمرو بن أنه في يوم من الأيام عندما كان الرسول الكريم يصلي صلاته في حرم الكعبة انطلق فجأة عقبة بن أبي معيط ووضع قطعة من القماش حول رقبته بدأ بلفها حتى الموت، فجاء أبو بكر سريعا ودفعه بعيدًا.
  • وتؤكد السورة الكريمة أنه عليك فقط أن تلجأ إلى الله تعالى في مواجهة كل تهديد، ثم تشغل نفسك بعد ذلك في أداء مهمتك بلا خوف، وإذا واصلت أداء رسالتك دون خوف من كل خطر وثقة كاملة بالله، سيصل إليك عونه في النهاية، وسيكون مصير فراعنة اليوم تمامًا مثل فراعنة الأمس. وحتى ذلك الحين، سيكون عليك أن تواجه وتتحمل بصبر كل موجة من الاضطهاد والاستبداد الذي قد يكون موجها ضدك “.
  •  إلى جانب ذلك، كانت هناك فئة ثالثة من الناس في المجتمع أيضًا، اقتنعت في قلوبهم أن الحقيقة كانت فقط إلى جانب النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأن قريش كانوا ظالمين، ولكن على الرغم من قناعتهم كانوا يشاهدون الأمر بهدوء ولا يتدخلون بغض النظر عن الصراع بين الحقيقة والباطل، وقد أثار الله ضميرهم في هذه السورة أيضا.
  • أما بالنسبة للمؤامرات التي كانت مستمرة في مكة ليلا ونهارا لهزيمة الحق، فمن ناحية، تم تقديم الحجج لإثبات مذاهب التوحيد وحقيقة الآخرة، وهي الأساس الحقيقي للخلاف بين الرسول الكريم والكفار، وقد ورد صراحة أن الكفار يتجادلون على هذه الحقائق دون علم.
  • ومن جهة أخرى، تم الكشف عن الدوافع التي كانت السبب الحقيقي وراء صراع رؤساء قريش على الرسول الكريم. من الواضح أنهم كانوا يحاولون إقناع عامة الناس بأن لديهم بعض الاعتراضات الحقيقية ضد تعاليم النبي وادعائه بالنبوة، لهذا لم يكونوا مستعدين للاستماع إليه.
  • وفي نفس السياق، تم تحذير الكفار مرارًا وتكرارًا من هذا الأمر: “إذا لم تكفون عن المجادلة بآيات الله، فسيكون مصيركم نفس مصير شعوب الماضي، وينتظركم عذاب أسوأ بكثير.

ما تشتمل عليه السورة من آيات

غافر

  • مصدر تنزيل القرآن وحال المجادلين في آياته [سورة غافر (40) الآيات 1 إلى 6] .
  • محبة الملائكة حملة العرش للمؤمنين ونصرتهم [سورة غافر (40) الآيات 7 إلى 9] .
  • اعتراف الكفار بذنوبهم وباستحقاقهم العقاب الأخروي والتذكير بقدرة الله وفضله [سورة غافر (40) الآيات 10 إلى 17] .
  • أوصاف أخرى هائلة رهيبة ليوم القيامة [سورة غافر (40) الآيات 18 إلى 22] .
  • قصة موسى عليه السلام مع فرعون وهامان.
  • المناظرة بين الرؤساء والأتباع في النار [سورة غافر (40) الآيات 47 إلى 50] .
  • نصر الرسل على أعدائهم في الدنيا والآخرة [سورة غافر (40) الآيات 51 إلى 56] .
  • من دلائل وجود الله وقدرته وحكمته [سورة غافر (40) الآيات 57 إلى 65] .
  • النهي عن عبادة غير الله وسبب النهي [سورة غافر (40) الآيات 66 إلى 68] .
  • جزاء المجادلين بالباطل في آيات الله [سورة غافر (40) الآيات 69 إلى 76] .
  • الصبر والنصر [سورة غافر (40) الآيات 77 إلى 78] .
  • دلائل أخرى كثيرة على وجود الله ووحدانيته [سورة غافر (40) الآيات 79 إلى 81] .
  • تهديد المكذبين المجادلين في آيات الله وتركهم الشرك حين رؤية العذاب [سورة غافر (40) الآيات 82 إلى 85] .

المراجع

المصدر
المصدر
المصدر

مقالات ذات صلة