بينما كان يُنظر إلى إيجابية الجسم في يوم من الأيام على أنها طريقة مثالية لتنمية العلاقات مع أجسادنا، فإن المصطلح الأحدث هو حيادية الجسم، إذ يعتبر الآن طريقة أكثر صحة للتفاعل مع أجسادنا، هذا لأن إيجابية الجسم يمكن أن تكون مهمة صعبة للأشخاص ذوي الأجسام المهمشة جدًا، ومن خلال هذا المقال سنقدم بشكل تفصيلي ما المقصود بحيادة الجسد .
ما المقصود بحيادية الجسم
حيادية الجسم هي فكرة تقبل جسمك كما هو في حالته الحالية، على عكس الحركة إيجابية الجسم، فهي لا تحتاج إلى الحديث عن حب الذات أو التغني في جسدك.
تشجع حيادية الجسم على الاعتراف بكل ما يستطيع جسمك القيام به، بالإضافة إلى الاعتراف بأنه قد لا يعمل أو يناسبك تمامًا، وتؤكد حيادية الجسم على عدم الارتباط بكيفية ظهور جسمك بالضبط في أي لحظة، وتثبط الوقت الذي تقضيه في القلق بشأن شكل جسدك.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حياد الجسم يشجعك على رؤية جسمك كوعاء وظيفي، ولوجود هذه الأسباب، فإن الأشخاص ذوي الأجسام المهمشة كان لهم صدى أفضل مع هذه الفكرة من تلك المتعلقة بإيجابية الجسم.
أبرز الفروق بين حيادية الجسد وإيجابية الجسد
حيادية الجسد
- يركز على تقدير الجسد كما هو وما يمكنه فعله.
- يشجع الناس على قبول أجسادهم ، لأنها موجودة ببساطة.
- قد يكون أكثر راحة لمن لديهم أجسام منبوذة.
إيجابية الجسم
- يركز على المظهر الخارجي (أي كل شخص جميل).
- يشجع الناس على حب أجسادهم لمظهرهم.
- يستبعد أولئك الذين لا يتناسبون مع معايير الجمال النموذجية.
كيف تمارس حيادية الجسم
إذا كنت ترغب في البدء في ممارسة حيادية الجسد، فقد تتساءل عن كيفية البدء، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها دمج هذه الممارسة في أجزاء مختلفة من حياتك.
حديث النفس
- الشعور بالحياد تجاه جسمك لا يحدث بالضرورة بسرعة، حيث تكمن أفضل فرصة لك للوصول إلى الحياد في كيفية تواصلك مع نفسك بشأن جسمك.
- تبني عقلية محايدة مع نفسك، كأن تعترف بالطرق التي يعمل بها جسمك بشكل جيد بقول أشياء مثل، “ذراعي قويتان”، أو يمكن لساقي ركوب الدراجة لمدة ساعة، أو “عقلي يفكر بسرعة كبيرة”، كما يجب أيضًا الاعتراف بالطرق التي لا يعمل بها جسمك بشكل جيد.
- لا تمارس أنشطة حب الذات إلا عندما تشعر بالارتياح حقًا ، وليس عندما تشعر بالجهد أو عدم الصحة.
محادثات مع الآخرين
نحن مجتمع يتمحور حول نموذج الجسم الذي لا يمكن لمعظم الناس بلوغه، فالمحادثات مع الآخرين حول الجسد شائعة، لكننا بدأنا ببطء نفهم أنه لا أحد يستفيد من هذه المعايير غير الواقعية.
يشعر الكثير من الناس بعدم الارتياح عند مناقشة الأمور المتعلقة بشكل أجسامهم، وقد يكون من المؤلم بالنسبة لهم سماع مدخلات عن أجسادهم من أي شخص، سواء كان ذلك من الغرباء أو الأحباء.
قد يبدو من غير المؤذي الإشارة إلى شخص طويل جدًا أنه طويل، أو لشخص نحيف أنه نحيف، ولكن هذه الكلمات يمكن أن تكون مزعجة للغاية للأشخاص الذين يستقبلونها.
لممارسة الحياد الجسدي عندما تكون بصحبة الآخرين، لا تشرع في مناقشة حول أشكال الجسم، ووجه المحادثة بعيدًا عن هذا الموضوع عند المباشرة به، ولا تنسى أنك حر في تقديم أي سبب أو بدون سبب على الإطلاق لتغيير المحادثة.
الغذاء والنظام الغذائي
لتناول الطعام بطريقة محايدة بالنسبة لجسمك، فمن المنطقي التركيز على الأطعمة التي تعمل بشكل أفضل بالنسبة لجسمك، وبراعم التذوق لديك.
إن اختيار الأطعمة التي تهضمها جيدًا، والتي تستمتع بنكهاتها، والتي تغذيك بالطاقة هي الطريقة الأكثر مباشرة لممارسة حياد الجسم في تناول الطعام.
حياد الجسم ليس له نظام غذائي يناسبه، يمكنك اختيار اتباع خطة معينة لتناول الطعام إذا كانت هناك خطة تجعلك تشعر بشعور جيد، أو تجنبها تمامًا والاعتماد على الثقة في حدسك عند اتخاذ قرار بشأن ما تأكله ومتى.
اختيار الملابس
لك كل الحق في ارتداء ملابس مريحة لك وتستمتع بمظهرها.
اختر الملابس التي تعجبك، والتي تشعرك بالراحة، وقد يكون تحديد ما ترتاح نفسيًا لارتدائه عملًا متوازنًا، هذا لأنه إذا كنت تعلم أنك ترتدي شيئًا لا يوافق عليه عامة الناس، فقد يقودك ذلك إلى الشعور بالوعي الذاتي.
نظرًا لأن حيادية الجسم تتعلق بعدم التركيز بشكل مفرط على جسمك، فإن اختيارات الملابس التي تجعلك تشعر بالتركيز الشديد عليها ليست أفضل، وبدلًا من ذلك ابحث عن حل وسط من الملابس التي تحبها وبهذه الطريقة يمكنك التوقف عن التفكير في ملابسك بمجرد ارتدائها.
ممارسة الرياضة
كل الأجسام تستفيد من الحركة، ولكن معظم الناس تمارس التمارين الرياضية بشكل عام للأسف بهدف فقدان الوزن وتغيير شكل الجسم وحرق الدهون.
لممارسة حياد الجسم فيما يتعلق بالتمرين، من الأفضل أن لا يكون لديك هدف يتجاوز تحريك جسمك لأنه يشعر بالارتياح والصحة للقيام بذلك.
