معلومات عن المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله

أبو القاسم سعد الله، مصدر فخر الجزائر، العالم البارز وأحد أيقونات الجزائر الثقافية الخالدة. وهو من الرجال الذين اتخذوا من أقلامهم سيفًا يدافعون به عن الحق والحقيقة والوطن والتاريخ. فيما يلي نتعرف معًا على معلومات عن المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله المعلم المتواضع.

معلومات عن المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله

نشأته وحياته

معلومات عن المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله

قد يهمك أيضًا: معلومات عن قارئ القرآن السعودي إبراهيم الأخضر

ولد أبو القاسم سعد الله في بلدة قمار بولاية الوادي في الجزائر عام 1930. وقد اشتهرت هذه الواحة بعلمائها اللامعين الذين أضاءت معرفتهم الجزائر وأجزاء أخرى من العالم. تلقى أبو القاسم تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، وحفظ القرآن الكريم، وتغذى بقيم الأصالة واستلهم من الثقافة الأصيلة وتعاليم الدين الإسلامي. لذلك فإن حب الجزائر محفور في قلبه، فقد قضى من أجلها حياته كلها يبحث عن تقدمها وسيادتها؛ سواء من خلال الدفاع عنها أو تقديم تراثها للعالم بأكمله أو المساهمة في ثورتها. كان رحمه الله يقول إن الثورة تضخ في عروقه وترافقه في رحلاته ومشاعره. كما سافر أبو القاسم إلى أجزاء مختلفة من العالم سعيًا وراء المعرفة، مثل تونس ومصر والولايات المتحدة الأمريكية والعديد من البلدان الأخرى. وقد كان متفوقًا دائمًا على أقرانه. ظهرت عبقريته في سن مبكرة للغاية، وقد كانت المعرفة والعمل أمرين مقدسين بالنسبة له واعتبرهما أفضل الطرق للوصول إلى أهدافه.

قد يهمك أيضًا: من هو كاتب سفر اعمال الرسل

تخرجه وحياته العملية

في عام 1965 حصل أبو القاسم على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية. فعاد إلى وطنه وعمل في قسم التاريخ بجماعة الجزائر كمدرس. كما عمل كمدرب وباحث ومشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه والأبحاث التاريخية المختلفة. كذلك لم يمنعه نشاطه من التنقل بين الجامعات العربية والغربية كمحاضر، والمساهمة بمعارفه المتنوعة. وكان يحب الكتابة كثيرًا حيث كان يقول عنها أنها بالنسبة له مرضه وعلاجه، وتغذيته وأنفاسه، وأنه كان يشعر بالرضا عندما يكتب ويغضب من نفسه عندما لا يفعل ويشعر كأن اليوم سُرق من عمره لأنه لم يكتب فيه.

 قد يهمك أيضًا: الشخصيات الأكثر تأثيرا في التاريخ

ثقافته واهتماماته

في البداية، اهتم أبو القاسم بالأدب وبرع فيه فكتب أنواعًا أدبية مختلفة من بينها الروايات والقصائد والمقالات وغيرها الكثير. كما كان أعماله فريدة من نوعها ومميزة. أما هو فكان مستكشفًا يبحث عن كل ما هو جديد فكان أول من نشر مجموعة قصائد جزائرية حديثة بعنوان النصر للجزائر عام 1967. بعد ذلك درس أبو القاسم التاريخ وتخصص فيه وبرع فيه أيضًا. لذلك أجرى عدة أبحاث وكتب سير ذاتية مختلفة. كما كان “تاريخ الجزائر الثقافي” أحد مؤلفاته في هذا المجال، ويتألف من 10 مجلدات قال عنها أنه قد كتبها بهدف توضيح مساهمة الجزائر في الثقافة العربية الإسلامية والإنسانية عبر العصور.

قد يهمك أيضًا: معلومات عن أبو الدرداء

شخصيته وأخلاقه.. معلومات عن المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله

قد يهمك أيضًا: من هو العالم الذي جمع بين الطب والفلسفة

كان أبو القاسم معروفًا بتواضعه فلم يكن يبحث عن الشهرة، بل على النقيض كان يبتعد عن الأنظار ولا يظهر أي غطرسة بين زملائه. كذلك كان واثقًا من نفسه. كما كان يلتزم بشدة بالمنهج العلمي الموضوعي، ولم يكن يستخدم تخصص التاريخ كوسيلة للربح والثروة السريعة، بل للبحث عن الحقيقة وكشفها واستعادة ماضي الجزائر المجيد. لذلك فإن شخصُا بمثل هذه الصفات والفضائل لم يكن متكبرًا أبدًا، بل كان يعمل بجد واجتهاد مستمر لزيادة معرفته بغض النظر عن وضعه وشهادته الأكاديمية. وكان يعتقد أن مهمة المؤرخ هي البحث عن الحقيقة التي لا تنتهي حيث قال إن المؤرخ يجب أن يكون تلميذًا في كل وقت وليس معلمًا. وبالتلميذ فإنه يعني أن يبحث دائمًا عن الحقيقة ويكشفها فلا يعميه ما وصل إليه من علم ويتكبر على المعرفة. وقد قال عنه عبد العزيز بوتفليقة رئيس جمهورية الجزائر الأسبق أنه مؤلف موسوعي يتقن فنوناً أدبية مختلفة، وأنه كان رجلًا حرًا كتابته حرة تخلو من الزيف أو النفاق.

قد يهمك أيضًا: اين ولد ابن سينا

المراجع

Exit mobile version