الاحتفاظ بأصدقاء الطفولة يوفر العديد من الفوائد، فبعد كل شيء، انتم تعرفون بعضكم البعض منذ الصغر، وخضتم الفصول الدراسية معًا، ولعبتم معًا، وما رستم الأنشطة الرياضية معًا، مما يعني أن هذا الصديق يعرف شخصيتك المتكاملة منذ التنشئة.
الجوانب الإيجابية في الاحتفاظ بأصدقاء الطفولة
هناك فوائد للصحة النفسية لوجود أصدقاء عرفوك قبل أن تصبح بالغًا ناجحًا، فقد ساعد أقرانك في تشكيل شخصيتك، ويمكنك مشاركة ذكريات اللعب في الشوارع، وفصول اللغة والرياضيات و التخرج من المدرسة الثانوية معًا، فهؤلاء الأصدقاء يعرفون متى تكون مبتهجًا ومتى تكون مرهقًا.
ربما شجعك صديقك إيجاد الشخص الذي كنت تسحقه، وربما ساعدت صديقك على تعلم القيادة، ومن المحتمل أن تشكل هذه الذكريات جزءًا كبيرًا من هويتك، لأنكما مررتما بأوقات سعيدة وأوقات حزينة، وقد تشاركتما أحداث الحياة الرئيسية معًا.
ربما كنت قد تعهدتما بأن نكونا أصدقاء إلى الأبد، وبغض النظر عما حدث، فصداقة الطفولة التي تدوم رائعة لأن صديقك يعرف عنك أكثر مما يعرفه معظم الناس.
الفوائد الصحية للاحتفاظ بهذه الصداقات
في دراسة أجريت عام 2021 على 323200 فرد من 99 دولة مختلفة حول العالم، ارتبط تقدير الصداقة بصحة أفضل وسعادة أكبر ومستويات أعلى من الرفاهية الذاتية عبر الثقافات.
أيضًا، وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة Psychological Science، فإن الأولاد الذين أمضوا وقتًا أطول مع الأصدقاء عندما كانوا أطفالًا يميلون إلى انخفاض ضغط الدم وانخفاض مؤشر كتلة الجسم عندما أصبحوا رجالًا في أوائل الثلاثينيات من العمر. فصداقة الطفولة تؤثر على الصحة حتى في مرحلة البلوغ.
اختبار روابط صداقات الطفولة
غالبًا ما تكون سنوات المراهقة وسنوات البلوغ وقتًا تحوليًا في حياتنا، ومع تغييرات الحياة الكبيرة، أثناء إعادة تشكيل نفسك، قد تنجذب نحو أشخاص آخرين، فأنت تختبر الآن من تريد أن تصبح، وقد تعاني صداقاتك القديمة من الانهيار أو الخللل على أقل تقدير.
ينتقل الأصدقاء إلى الجامعات ومجال العمل، ثم الزواج والعائلات، وأحيانًا تكبر بعيدًا عن صديق طفولتك أو تتلاشى صداقتك، قد تفقد الاتصال، وتقلل من إرسال الرسائل وإجراء المكالمات معه، وتجد نفسك لم تعد تشارك التجارب والمحن اليومية كما اعتدت.
صداقات الكبار
نوع جديد من الصداقة، صداقة الكبار، وغالبًا ما تحل محل صداقة الطفولة.
هؤلاء المقربين الجدد يختبرون عالمك الآن وحياتك العملية، وحياة الحي، والحياة الاجتماعية، ونمط الحياة الجديد، وهم يعرفون الجانب البالغ منك، وهذا يمكن أن يكون شيئا جيدا.
لقد اتخذت الآن طريقك الخاص، ربما في مدينة جديدة وجدت لنفسك دائرة جديدة للتواصل معها، وربما مع اهتمامات أكثر انسجامًا مع شخصك البالغ، فأنت تقوم باختيارات مختلفة، إذ يعرف الأصدقاء الذين تعرفت عليهم كشخص بالغ هذا الجانب البالغ منك أكثر من أصدقاء الطفولة الذين ابتعدت عنهم.
الجوانب السلبية للإبقاء على صداقات الطفولة
الحد من النمو والتطور
في بعض الأحيان، يحد هؤلاء الأصدقاء عن قصد أو بغير قصد من نمونك، فلنفترض أنك لم تكن جيدًا في المدرسة، فأصدقاء الطفولة غالبًا سيحتفظون بهذه الصورة عنك، ويذكرونك بها دومًا، مما يعني أنك لن تجد من يدعمك أو يدفعك ويحفزك نحو التطور، أنت الآن الطالب البليد في نظرهم، مهما درست وحاولت لن تنجح، مما يشعرك بأن الأمر صعب، وستبقى في مكانك، حتى أنك لن تجرؤ على التصرف كشخص مجتهد أمامهم، لأنك تخشى نظراتهم، وردات فعلهم على نسختك الجديدة، فتفضل البقاء على ما ا،ت عليه.
الولاء لهم قد يهدد صحتك
من الصعب التخلي عن صديق منذ الطفولة لأنك ستبدو شخص خائن أو غير مخلص استنادًا إلى المدة التي قضيتها معه، مما يجعل البقاء بجانبه وكأنه أمر إلزامي.
في بعض الأحيان، يعني التمسك بشدة بصداقات الطفولة اختلاق الأعذار أو التغاضي عن سلوكيات الصديق المتهورة أو السلبية، وقد يكون هذا في غير محله.
قد يكون فقدان أصدقاء الطفولة مؤلمًا له
قد يكون اتخاذ قرار بالابتعاد عن صديق طويل الأمد ترعرعت معه تحديًا كبيرًا، خاصة إذا كان شخصًا حساسًا وعاطفيًا، أو متعلق فيك لدرجة كبيرة، لذا حاول أن تكون لطيفيًا، وأن تنهي العلاقة بشكل تدريجي.
قرر ما إذا كنت بحاجة إلى إنهاء صداقتك، ففي بعض الأحيان، لا يكون التعرف على شخص ما لعقود سببًا كافيًا للحفاظ على صداقته حية إلى آخر العمر