هل الشخصية وراثية؟ كيف تؤثر العوامل البيئية والوراثية على الشخصية.. البشر كائنات معقدة، وربما تكون شخصياتهم وأنماطهم السلوكية هي أكثر جوانبهم تعقيدًا، فقد درس علماء النفس الاجتماعي منذ فترة طويلة السلوك البشري وما إذا كنا نتيجة لبيولوجيتنا أو بيئتنا، بهدف الإجابة على السؤال “هل الشخصية وراثية؟”.
هل الشخصية وراثية؟ كيف تؤثر العوامل البيئية والوراثية على الشخصية
- إذا كانت شخصياتنا ناتجة عن علم الوراثة، فستظل كما هي طوال حياتنا، ومع ذلك، إذا كانت نتيجة بيئتنا، فقد تتطور شخصياتنا طوال حياتنا، وسيكون لتجاربنا تأثير أكبر عليها.
- خلصت الدراسات إلى أن الشخصيات والمزاجات البشرية تتشكل من قبل كل من الوراثة وبيئتنا؛ بينما قد نولد بسمات شخصية معينة، فلا تزال هناك إمكانية لتطوير الشخصية بينما نختبر الحياة.
هل الشخصية وراثية؟
في كثير من الأحيان، قد يبدو أن الشخص قد يرث المزاج المتغير لوالديه أو ميوله نحو الكمال، وقد يرث نفس الطفل العيون الزرقاء الكبيرة لوالديه والشعر المجعد الكثيف.
في حين أنه قد يكون من الواضح أن الخصائص الفيزيائية هي ارتباطات جينية، إلا أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت السمات السلوكية ناتجة عن علم الوراثة أو تم تعلمها طوال فترة الطفولة.
- يبدو أن سمات الشخصية تتشكل من خلال تربية الطفل، في المقابل، يبدو أن الخصائص الأكثر استقرارًا مثل التشتت أو التوافق، متجذرة في الحمض النووي للطفل، فترتبط الخصائص المحددة بجينومات مختلفة، مما يجعلها تعتمد على الجينات، ويمكن تطوير ميزات أخرى لاحقًا بسبب عوامل خارجية.
- في حين أنه من المفهوم افتراض أن الشخصية هي نتيجة علم الوراثة، فمن المهم اعتبار أن الشخصيات وراثية ونتيجة البيئة أو عوامل أخرى.
ما الذي يحدد الشخصية:
علم الوراثة
- تشكل المتغيرات المتعددة سماتنا، وعلم الوراثة أحدها. في الواقع، وجدت دراسة أن 20٪ -60٪ من مزاجنا يتحدد بالوراثة. ووجدوا أيضًا أن جينات أولية محددة تشارك في اتصالات الخلايا داخل الدماغ، والتي تؤثر بشكل مباشر على شخصية وسلوكيات الأشخاص.
- يمكن أن يؤثر امتلاك جينات معينة بشكل كبير على التواصل الاجتماعي، والاستعداد للقلق أو الاكتئاب، وضبط النفس، وغير ذلك.
- اقترحت الدراسة نفسها أنه على الرغم من أن سمات شخصيتنا قد تتطور مع بلوغنا سن الرشد بفضل تجارب الحياة والأحداث، إلا أن مزاجنا الأساسي يظل كما هو، يشير هذا إلى أنه في مزاجنا الأساسي، نحن مكونون من سمات محددة لها مكونات وراثية.
البيئة
- إذا كانت المتغيرات الجينية تشكل فقط 20٪ -60٪ من شخصيتنا، فمن أين يأتي الجزء الآخر؟ حيث تؤثر العوامل البيئية، مثل التنشئة والثقافة والموقع الجغرافي وتجارب الحياة، بشكل كبير على شخصيتنا. على سبيل المثال، قد يكون لدى الطفل الذي نشأ في بيئة متناغمة نظرة وتصرف أكثر إيجابية أو هدوءًا. في المقابل، قد يكون الطفل الذي نشأ في منزل مضطرب أكثر ميلًا لتطوير العدوانية أو الصفات السلبية الأخرى.
- وجد العلماء أيضًا أنه في حين أن هذه التأثيرات الجينية تؤثر بشكل كبير على الشخصية ، فإن العوامل الأخرى مثل قيادة نمط حياة صحي والمشاركة في الأنشطة الفكرية لعبت دورًا كبيرًا بشكل عام.
التأثيرات البيئية على سمات الشخصية
الصبر
- يمكن أن تؤثر البيئة التي ينشأ فيها الطفل على مستوى صبره ورد فعله تجاه الضغوطات. وجدت دراسة تقيس صبر الأطفال في الخارج أن أولئك الذين يقيمون في المناطق النائية والريفية يميلون إلى التحلي بالصبر أكثر من أولئك الذين يعيشون في مواقع المدن الصناعية.
- تباينت القدرة على التحلي بالصبر والتسامح مع عدم اليقين بشكل كبير بناءً على الموقع، مما يشير إلى أن البيئة أثرت بشكل كبير على هذه السمة.
آداب
- سيكون للناس في مجتمعات أو ثقافات مختلفة ممارسات متناقضة عندما يتعلق الأمر بالآداب والآداب. عادة ما يكون الشخص المهذب الذي يمارس الأخلاق الحميدة تنشئة مختلفة عن الشخص الذي يتصرف بشكل معاكس.
- تؤدي معايير معينة من اللياقة والسلوكيات المقبولة والأخلاق إلى تعبير مكتسب عن كيفية تصرف الشخص في بيئات مختلفة. على سبيل المثال، في الثقافة الأمريكية، من الأدب أن تقول “من فضلك” و “شكرًا” وأن ترسل رسائل “شكرًا” بعد تلقي الهدية. في إسبانيا، من اللائق أن تحيي الآخرين بقبلة.
- تختلف الآداب باختلاف الثقافة، وبالتالي فإن لها تأثيرات مختلفة على تنمية الشخصية.
الوراثة والشخصية:
- يثار الجدل عما إذا كان شخصيات البشر نتيجة لعلم الوراثة أو بيئتهم، فقد وجدت دراسات مختلفة أن الجوانب المتعددة للشخصية ناتجة عن جينات معينة وتأثيرات بيئية، وعلى الرغم من أن العديد من سمات شخصيتنا قد تتطور بينما ننمو ونختبر الحياة، إلا أن مزاجاتنا وخصائصنا الأساسية تظل متسقة نسبيًا.
- بينما تلعب التأثيرات البيئية بلا شك دورًا في تشكيل شخصيتنا، فإن الطريقة التي نتصرف بها تحددها الجينات بشكل أساسي.
