علم النفس عبر الثقافات هو فرع من علم النفس يبحث في كيفية تأثير العوامل الثقافية على السلوك البشري، وفي حين أن العديد من جوانب الفكر والسلوك البشري عالمية، يمكن أن تؤدي الاختلافات الثقافية إلى اختلافات مفاجئة في كثير من الأحيان في طريقة تفكير الناس وشعورهم وتصرفهم.
علم النفس عبر الثقافات
بعض الثقافات على سبيل المثال، قد تؤكد الفردية وأهمية الاستقلالية الشخصية، ولكن قد تضع الثقافات الأخرى قيمة أعلى للجماعية والتعاون بين أعضاء المجموعة، ويمكن أن تلعب هذه الاختلافات دورًا قويًا في العديد من جوانب الحياة.
يظهر علم النفس عبر الثقافات أيضًا كموضوع متزايد الأهمية حيث يسعى الباحثون جاهدين لفهم كل من الاختلافات والتشابهات بين الناس من مختلف الثقافات في جميع أنحاء العالم، وقد تأسست الرابطة الدولية لعلم النفس عبر الثقافات (IACCP) في عام 1972، واستمر هذا الفرع من علم النفس في النمو والتطور منذ ذلك الوقت.
اليوم، يبحث عدد متزايد من علماء النفس في كيفية اختلاف السلوك بين الثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم.
أهمية علم النفس عبر الثقافات
الموضوعات الرئيسية في علم النفس عبر الثقافات غالبًا ما تكون متمثلة بالعواطف، اكتساب اللغة، نمو الطفل، الشخصية، السلوك الاجتماعي، العلاقات الأسرية والاجتماعية.
منذ وقتِ ليس بالبعيد بدأ الباحثون الغربيون في التساؤل عما إذا كانت العديد من الملاحظات والأفكار التي كان يُعتقد أنها عالمية قد تنطبق على ثقافات خارج مناطقهم، وهل يمكن أن تكون نتائجهم وافتراضاتهم حول علم النفس البشري متحيزة بناءً على العينة التي تم استخلاص ملاحظاتهم منها؟
تأثير الثقافة في السلوك
تشير الثقافة إلى العديد من الخصائص التي يشترك فيها مجموعة من الناس في مكان ما، بما في ذلك المواقف والسلوكيات والعادات والقيم التي تنتقل من جيل إلى آخر، حيث تشترك الثقافات في جميع أنحاء العالم في العديد من أوجه التشابه ولكنها تتميز باختلافات كبيرة، فعلى سبيل المثال، قد يشعر الناس من جميع الثقافات بالسعادة، ولكن يختلف التعبير عن هذا الشعور من ثقافة إلى أخرى
تشير النزعة العرقية إلى الميل إلى استخدام ثقافتك كمعيار يمكن من خلاله الحكم على الثقافات الأخرى وتقييمها، وبعبارة أخرى فإن تبني وجهة نظر عرقية يعني استخدام فهمك لثقافتك الخاصة لقياس ما هو “طبيعي”، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التحيز والميل إلى النظر إلى الاختلافات الثقافية على أنها غير طبيعية أو سلبية، ويمكن أيضًا أن يجعل من الصعب رؤية كيف تؤثر خلفيتك الثقافية على سلوكياتك.
كيف يختلف علم نفس الثقافات عن فروع علم النفس الأخرى
- تركز العديد من فروع علم النفس الأخرى على كيفية تأثير الآباء والأصدقاء والأشخاص الآخرين على السلوك البشري، ولكن معظمها لا يأخذ في الاعتبار التأثير القوي الذي قد تحدثه الثقافة على تصرفات الإنسان الفردية، بينما يركز علم النفس عبر الثقافات على دراسة السلوك البشري بطريقة تأخذ تأثيرات الثقافة في الاعتبار.
- وفقًا لـ Walter J. Lonner ، الذي كتب لـ Eye on Psi Chi، يمكن اعتبار علم النفس عبر الثقافات نوعًا من منهجية البحث وليس مجالًا منفصلاً تمامًا في علم النفس.
من يجب أن يدرس علم نفس الثقافات؟
يتطرق علم نفس الثقافات إلى مجموعة واسعة من الموضوعات، لذلك قد يختار الطلاب المهتمون بموضوعات علم النفس الأخرى التركيز أيضًا على هذا المجال من علم النفس، وفيما يلي أمثلة على من سيعود عليهم دراسة هذا العلم بالنفع والفائدة.
- الطلاب المهتمين بمعرفة كيفية تأثير ممارسات تربية الأطفال في الثقافات المختلفة على التنمية.
- المعلمين ومصممي المناهج الذين ينشئون دروسًا ومواد تعليمية متعددة الثقافات الاستفادة من تعلم المزيد حول كيفية تأثير الاختلافات الثقافية على تعلم الطلاب وإنجازاتهم وتحفيزهم.
- للطلاب المهتمين بعلم النفس الاجتماعي والشخصي، إذ يمكنهم االاستفادة من التعرف على كيفية تأثير الثقافة على السلوك الاجتماعي والشخصية الفردية.