لا يوجد شخص يحب كل من يقابلهم في حياته، ويمكن لمعظم الناس على الأرجح تسمية بعض الأشخاص الذين لا يحبونهم بشكل خاص، ولكن يصل بعض الأشخاص إلى مرحلة يشعرون فيها بأنهم يكرهون الجميع، من خلال هذا المقال سنقدم بعض الطرق لتعرف كيف تعالج الكراهية.
أسباب قد تجعلك تكره
قد يجعل الشعور بهذه الطريقة من الصعب عليك ممارسة حياتك والتفاعل مع الناس على أساس يومي، ويمكن أن يسبب الكثير من الصراع في علاقاتك مع العائلة والأصدقاء والزملاء والأشخاص الآخرين في حياتك، فالكراهية عاطفة شديدة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتك.
هذه بعض الأسباب التي تجعلك تشعر بالكره تجاه الجميع:
- الإجهاد: يمكن أن يجعلك التوتر تشعر بالإرهاق والذعر وسرعة الانفعال وحتى الغضب، ويمكن أن يؤدي التوتر المطول إلى نوبات الغضب، والتي يمكن أن تتصاعد إلى الحد الذي تشعر فيه أنك تكره الجميع.
- القلق الاجتماعي: يمكن أن يجعل القلق الاجتماعي من الصعب عليك التفاعل مع الناس ويؤدي إلى مشاعر مثل العصبية والخوف و الإحراج والضيق، وفي بعض الحالات، قد يتفاعل الأشخاص المصابون بالقلق الاجتماعي مع المواقف التي تزعجهم بغضب وكراهية.
- الشخصية الانطوائية: في حين أن بعض الناس يميلون إلى الانفتاح والتجمع، يفضل البعض الآخر الجلوس مع أنفسهم.
إذا كنت انطوائيًا، فإن التواصل الاجتماعي مع أشخاص خارج دائرتك المباشرة يمكن أن يكون مرهقًا عاطفياً، وفي بعض الأحيان، قد يؤدي ذلك إلى إثارة وكراهية الأشخاص والمواقف خارج منطقة الراحة الخاصة بك. - الاختلافات الأيديولوجية: إن وجود معتقدات وقيم سياسية أو دينية أو ثقافية أو اجتماعية مختلفة عن الأخرين، يمكن أن يجعلك تشعر بالغضب وربما الكراهية تجاه الذين تشعر أنهم ضدك.
عواقب الكره
- التأثير على الصحة العقلية: فالكراهية شعور متطرف للغاية، بالمقارنة مع المشاعر السلبية الاخرى، مثل الغضب أو الإحباط، إذ لا تترك الكراهية سوى مساحة صغيرة، إن وجدت، للتواصل أو التعاطف.
قد تنطوي الكراهية على الشعور بالاشمئزاز، وإذا كنت تشعر بالاشمئزاز من الجميع، فأنت لا تريد أن تفعل شيئًا معهم، وعندما تستبعد الترابط والتعاطف، فإنك بالتأكيد تقلل من خيارات التأقلم المعرفية والعاطفية. - التأثير على الصحة البدنية: فالكراهية شعور مؤلم يتطلب الكثير من الطاقة العاطفية، وغالبًا ما تدفع المشاعر المؤلمة الأشخاص إلى السعي وراء سلوكيات غير صحية لتهدئة أنفسهم، مثل تناول الأطعمة المريحة أو استخدام الكحول أو المواد الأخرى لقمع وتجنب ما يسبب لهم الضيق.
يمكن أيضًا الجمع بين هذه المشاعر والميل إلى الانسحاب من الأنشطة الصحية مثل ممارسة الرياضة وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
كيف تعالج الكراهية؟
يقترح تيرنر بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تكون مفيدة إذا شعرت أنك تكره الجميع:
- تجنب التفكير بمبدأ “الكل أو لا شيء”: إذا كانت كراهيتك للآخرين متجذرة في خلاف معهم حول قضية معينة، فحاول أن تتذكر أنه يمكنك الاختلاف – وحتى الغضب – مع الآخرين دون كرههم، إذ لا يعني عدم موافقتك على معتقدات أو سلوك شخص آخر أن هذا الشخص سيء تمامًا، فهذا النوع من التفكير يسمى تفكير الكل أو لا شيء، وهو غير منطقي.
ذكّر نفسك أن مشاعر الكراهية لديك تتعلق بالمشكلة وليس الشخص. - تجنب التعميم: إذا كانت كراهيتك للآخرين تركز على مجموعة من الناس، مثل الناس من عرق أو منطقة أو دين معين، فإن تفكيرك غير منطقي لأنك تعمم، أنت تقوم بتجميع مجموعة كاملة من الأشخاص في فئة “سيئة” واحدة وتضع افتراضات حولهم بناءً على خاصية ديموغرافية.
- ممارسة التعاطف: الفروق الدقيقة والتعاطف هما ترياق للأفكار غير المنطقية، من المهم أن نفهم أنه لا يوجد أحد جيد أو سيئ بالكامل، وأن وضع نفسك مكان شخص آخر، رغم هذا ليس سهلاً دائمًا، يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً نحو زيادة التعاطف وتقليل الكراهية، فمثلما لديك أسباب لمعتقداتك وسلوكياتك، كذلك بالنسبة الآخرين.
- إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية: من المهم إعطاء الأولوية لاحتياجاتك والاعتناء بنفسك، فعلى سبيل المثال، إذا كنت مضغوطًا، فقد تحتاج إلى إجراء تغييرات في حياتك للتكيف بشكل أفضل، وإذا كنت انطوائيًا، فقد تحتاج إلى وضع حدود تجعلك أكثر راحة.
- ابحث عن العلاج: يمكن أن يساعدك العلاج في استكشاف مشاعرك وفهم سبب كرهك للجميع، ويمكن أن يساعدك أيضًا على أن تكون أكثر تعاطفًا، وبناء علاقات صحية، وتطوير مهارات بديلة للتكييف.