لأمّ الزوج حقّ على الزَّوجة في الإسلام، وينبثق هذا الحقّ من حقّ زوجها عليها بحُسن العشرة، ومن حُسن العشرة الزوجيّة أن تُكرم الزَّوجة أهل زوجها، ويجب على الزَّوجة أن تتعرّف على حقوق الحماة في الإسلام وضوابط العلاقة بينهما.
حقوق الحماة في الإسلام
الإحسان إليها
على الزَّوجة أن تبادر حماتها بالمعاملة الحسنة وذلك باتِّباع الخطوات الآتية:
- عدم رد الإساءة للحماة وإنَّما مسامحتها على ما بدر منها من تصرفات وقد قال تعالى في سورة فصِّلت: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
- عمل الزَّوجة على برِّ والدة الزَّوج، وإظهار المودة والمحبة لها، ولها أسوةٌ حسنةٌ بسيد المرسلين عندما نصح الصَّحابي الذي يبادره أهله بالقطيعة والأذى بأن يتغاضى عن أعمالهم ويكون منه الإحسان والصلة، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للصَّحابي: “لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ”.
- عدم الاستماع إلى كلام الذين يسعون بالنَّميمة بينهما ويحاولون زرع الخلاف والشِّقاق.
- وضع الزَّوجة نصب عينيها النَّصيحة التي تقول بأنَّ الإحسان والمعاملة بهذا الخلق كافٍ بأن يجعلها تملك قلب حماتها، فالإحسان يستعبد القلوب.
- مناداتها بأحبِّ الأسماء إلى قلبها وألَّا تؤذيها ببعض الألقاب التي تكرهها.
- استقبالها بالتَّرحاب والبشر كما تستقبل والدتها في حال زيارتها لها.
- الجلوس مع الحماة جلسة ودٍّ وصفاء وطمأنتها بأنَّ زوجة ابنها لم تأتِ لأخذ ابنها منها أو إبعاده عنها بأي وسيلة، وأنَّها تفهم ما يحمل قلب الأمِّ من مشاعر الخوف والحزن والحب، بل هي ستكون عونًا لزوجها من أجل برِّ والدته ورضاها.
- العمل على زيارتها بشكلٍ منتظم وتفقّد أحوالها وأمورها وتعهّد ما تحتاج إليه.
اقرأ أيضا: أفكار هدايا عيد الأم الحموات
احترامها
يكون احترام الزَّوجة لحماتها باتِّباع الخطوات الآتية:
- عدم الحديث عنها بسوء أو محاولة الانتقاص من شأنها أمام ابنها أو جميع الأقرباء.
- تربية أولادها على احترام جدَّتهم وكسب رضاها والعمل على نيل ودِّها، وهذا الأمر يزرع الرِّضا والسَّعادة في قلب الجدة.
- تحيُّن الفرص لإظهار احترام الحماة وذلك بتقديم الهدايا لها، والتَّعبير لها عن امتنانها لأنَّها كانت السَّبب في إنجاب وتربية الزُّوج الذي هو سندها الآن.
- تقدير الزَّوجة لمشاعر والدي الزَّوج بشكل عام، والأم بشكل خاص وذلك بألَّا تتصرَّف الزَّوجة بشكل يثير غيرة الأمِّ، أو تظهر أنَّها استطاعت أن تأخذ ابنها منها أو أنَّه يحبُّ زوجته أكثر منها.
- احترام الزَّوجة حديث والدَي الزَّوج، فعلى الزَّوجة الاستماع إلى حديث حماتها والإنصات إليه وعدم مقاطعتها أو إظهار التَّململ من كلامها.
التودد إليها
عندما تفارق الفتاة بيت والديها وتنطلق لتكمل حياتها في بيت زوجها قد تكون والدته تعيش معها في هذا البيت وعليها أن تضع في نُصب عينيها أن التودد للحماة والتَّقرب منها هو بابٌ للتَّقرب من زوجها، كما وأنَّ كسب حب الحماة أفضل من كسب عداوتها، ومن طرق التَّودد للحماة ما يأتي:
- مقابلة والدة الزَّوج بالابتسامة والوجوه البشوش فهذا سيزرع الحب والود بينهما، ويقضي على البغض وأسبابه.
- استخدام زوجة الابن الألفاظ التي تحمل الود والحب أثناء الحديث مع حماتها، فتلك الكلمات ستكون طريقًا لزرع الود بينهما كما أنَّ هذا الأمر سيكون سببًا لكسب حب الحماة وودها.
- عدم التَّقليل من شأن الحماة والحديث عنها بسوء؛ لأنَّ الكلام سيجد طريقه إليها مهما طال الزَّمن، ويمكن عكس هذا الأمر والحديث عنها بخير وحب في غيابها والذي سيورث الثِّقة والمحبة بينهما ويزرع الود في قلب والدة الزَّوج اتجاه كنتها.
الصبر عليها
إنَّ الحماة هي امرأة كبيرة وغالبًا ما تكون طاعنة بالسِّن، وفي كثير من الأحيان تشعر بأنَّها مصدر الخبرة في البيت وعلى الجميع أن يتقيَّد بأوامرها واقتراحاتها، فهنا يجب على الزَّوجة الحكيمة أن تتجنَّب الشجار معها على هذا الأمر وتصبر على أوامرها، ويكون هذا الصَّبر باتِّباع الخطوات الآتية:
- أن تكون الزَّوجة هادئة أثناء سماع أيّ قرار من قبل حماتها، ولا تقابله بالصُّراخ والعنف لأنَّ العنف سيولد العنف من قبل الحماة والإصرار على رأيها.
- أن تكون الزَّوجة على يقين بأنَّها ستصبح حماة في يوم من الأيام، وهذا الأمر سيغرس في روحها القوة على الصَّبر، وتحمُّل الأمر، قال تعالى في سورة المزمل: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ}.
- أن تتذكر الزَّوجة أنّ جزاء صبرها على حماتها سيكون بلوغ الجنات والمراتب العليا قال تعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
اقرأ أيضا: موقف الإسلام من زواج الأقارب
حكم خدمة زوجة الابن لأهل زوجها
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين مرَّةً هل خدمة أمّ الزَّوج هي واجبٌ شرعيٌّ على زوجة ابنها؟ فنفى هذا الأمر وقال إنّ خدمتها هي أمرٌ تطوُّعيٌّ من الزَّوجة، حيث تُنصح الزَّوجة من باب حُسن العشرة والبر بزوجها تقديم ما تستطيعه من خدمة أهل زوجها في حدود المعروف.
اقرأ أيضا: أحاديث عن ظلم الزوج لزوجته