يشاهد الملايين يوميا الحرم المكي مباشرة عبر التلفزيون، ويمكن للكثيرين زيارته بكل سهولة في أي وقت من العام أو للحج، ولكن ماذا عن الوقت الذي لم يكن هناك الكثير من الصور المتاحة؟ وكيف كان شكل الكعبة في الماضي وما هي أقدم صورة للكعبة ؟ كل ذلك سنستعرضه معا من خلال مجموعة من الصور القديمة التي التقطت للحجاج في بيت الله.
أقدم صورة للكعبة
يعتبر بيت الله الحرام أهم بيت لدى المسلمين، والذين يتوجهون إليه سنويا للحج، ولكن كيف كانت الكعبة قديما وهل يوجد صورا لها؟
تمكن مصورا فوتوجرافيا من الحصول على صور للكعبة في أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر، حينما حمل المصور السيد عبد الغفار معداته الثقيلة وانتقل إلى مكة لالتقاط المزيد من الصور للحجاج الذين كان عددهم لا يتعدى الآلاف.
كان الحجاج قديما يخيمون بين التلال وفي الصحراء وبالوديان، وظهر ذلك من خلال تلك الصور التي تم التقاطها قديما للكعبة.
تضم مكة الآن أكثر من مليوني حاج سنويا لحج بيت الله الحرام في مشهد مهيب للغاية، وهذا بعد أكثر من قرن وربع من التقاط الصور.
تم تجميع الصور التي التقطها المصور عام 1887، والتي تظهر ما كانت عليه الكعبة قديما وحال الحجاج في ذلك الوقت.
أظهرت الصور الحجاج يصلون أمام الكعبة ويطوفون، وأيضا عدد من المباني بمدينة مكة، ومنها مبنى حكومي شييد في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وقلعة الجياد في الخليفة والكثير من الآثار الخالدة.
أقدم صورة للكعبة والمدينة المنورة من المكتبة البريطانية
عثر على مجموعة من الصور الأرشيفية للحج، والتي عرضت كجزء من التعاون بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر، حيث تعمل على رقمنة نصف مليون صفحة من المحتوى المتعلق بالخليج كجزء من تطوير بوابة إلكترونية جديدة.
ستكون تلك البوابة الإلكترونية متاحة من العام القادم، وتعرض الصور لقطات من مكة والمدينة من ألبوم مؤلف من 13 صورة تقريبا.
تظهر الصورة الأولى الكعبة والحرم المكي، حيث يحيط بها الحجاج مؤديين الطواف، وفي الخلفية يظهر جبل أبو قبيس، ومئذنة مسجد بلال وعدد من المباني المختلفة بالمنطقة آنذاك.
الصورة الثانية تعرض مجموعة من الخيام للقوات العثمانية التركية بالمدينة المنورة، وتظهر الصور أنشطة الجنود اليومية الاعتيادية من تناول الأطعمة والطهي وغيرها، وخلف هذا المخيم كان هناك بساتين النخيل والمنازل الأصلية للسكان.
الصورة الثالثة أيضا للمدينة المنورة وملتقطة للمسجد النبوي الشريف، وتم أخذ الصورة من ارتفاع كبير، والتي تظهر منازل متعددة يرجح أنها كانت مسكونة، وبعض الجدران المشيدة بالبازلت الأسود والتي تمثل الطوابق السفلى للمنازل ثم الطوابق العليا المبنية من الطوب اللبن.
أقدم الصور للحرم المكي والمدينة
تظهر الصور أيضا جبل عرفات والحجاج يخيمون أعلاه وظهر الجميع في ملابس الإحرام إلى جانب الخيام.
وستجد صورة لمنى وهي إحدى المحطات الهامة للحجاج حيث يخيمون هناك عدة أيام من شهر ذي الحجة، وتظهر الجمال أيضا المحملة بالمتاع وكذلك الحمير والخيول حول خيام الحجاج الموضوعة، وغالبا ما كانت تستخدم تلك الحيوانات لنقل النساء خلال رحلتهم بالمملكة للحج.
التقطت إحدى الصور لمقبرة المعلاة أو جنة المعلاة كما يطلق عليها والتي لا تبعد كثيرا عن الحرم المكي من جهة الشمال الشرقي، والتي دفن بها عدد من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم أمه آمنة.
صورة أخرى استطاعت أن تظهر الكعبة والحرم بمكة المكرمة ولكنها ملتقطة من مكان مرتفع شرق المسجد الحرام، وتظهر بقية الصورة أجزاء من غرب مدينة مكة مترامية الأطراف خلف الكعبة، ويمكن أن تلاحظ وجود الحجاج من بعيد ولكن نظرا لأن جودة التصوير قديما لم تكن عالية ظهروا بشكل ضبابي أكثر.
الختام، أبرزت أقدم صورة للكعبة عدد من المشاهد التي ربما لن تشاهد مثلها الآن في الحرم المكي بعد التطور الكبير الذي طرأ عليه بحكم التطور التكنولوجي والتقدم، وأظهرت الحجاج قديما وكيفية تأديتهم لمناسك الحج.