كتاب «نظرية الفستق» بعد انتشاره بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي. وارتفاع نسبة مبيعاته في السعودية حتى تجاوزت عدد طبعاته الست منذ إصداره نهاية العام الماضي على الرغم من إتاحته مجاناً عبر الإنترنت. وهنا سنجيب عن سؤال “ما هي نظرية الفستق”.
ما هي نظرية الفستق
تشير «نظرية الفستق» إلى أن أدمغتنا بحاجة إلى تدريب مستمر، تماماً كما تحتاج عضلات الساعد أو البطن لتمارين لرفع كفاءتها وزيادة مرونتها. ومن أهم النصائح البسيطة التي ناقشها الكتاب والتي يمكن تدريب الدماغ بها اخترنا:
- راقب ما يفعله الأغبياء وحاول معرفة أين ولماذا يخطئون. وبالمقابل راقب الأذكياء وحاول التعلم منهم.
- اجعل القراءة ومشاهدة القنوات التعليمية والوثائقية عادة يومية أو أسبوعية.
- مارس هواية محفزة للذهن.
- 95 % من أفكارك مورثة أو منسوخة. حاول تقليل هذه النسبة ورفع نسبة أفكارك الخاصة والمستقلة. ولا تتبنى الأفكار بحسب قائلها بل بحسب منطقيتها ومعقوليتها.
- ضع لنفسك خططاً تتفاوت بين ماذا ستفعل الأسبوع القادم. إلى أين ستكون بعد 10 سنوات من الآن.
البقع العمياء في نظرية الفستق
تناول فهد الأحمدي في «نظرية الفستق» ما يسمى ب «البقع العمياء». وقال «في شبكية العين توجد بقعة معتمة تشبه ندبة الجرح. يخرج منها العصب البصري تعجز عن الرؤية واستقبال الضوء القادم من الخارج. وكما توجد بقعة عمياء في عينيك. توجد في رأسك أيضاً بقع عمياء كثيرة تعوق تفكيرك السليم.
وأشار الكاتب إلى أهم «البقع العمياء» التي أفردت عالمة النفس الأمريكية مادلين فانهيس لها كتاباً وهي: تصرفنا الدائم حسب المعتاد والشائع (حوالي 80% من قراراتنا اليومية جاهزة بحسب الخبرات المسبقة). إضافة إلى اتخاذنا قرارات لا نملك حولها أي فكرة خشية اتهامنا بالجهل أو عدم الخبرة. أما البقعة الثالثة فهي عدم قدرتنا على رؤية أنفسنا أو الحكم عليها بطريقة محايدة ومجردة.
أما أكثر ما يجذب الانتباه إلى الكتاب منذ الوهلة الأولى فهي العبارة التي تحتل واجهة الغلاف وتقول «كتاب سيغير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء». يبدأ الكاتب السعودي، فهد عامر الأحمدي كتابه بالإشارة إلى أنه هو صاحب اختراع «نظرية الفستق» التي تعني ببساطة أن حظوظنا في الحياة تزيد وترتفع بفضل تغييرات بسيطة. كما يمكن لحياتنا أن تنتهي خلال ثوان قليلة بسبب أخطاء صغيرة أو حماقات مفاجئة. قائلاً «كل إنسان حولك مزيج نفسي ووراثي وثقافي لا يتكرر، فأنا وأنت محصلة لظروف تتغير وتتبدل بمرور العمر وتنوع الخبرات.
نحن نشبه الحقائب بأرقام سرية لا نعرف أحياناً كثيرة كيف نفتحها ولا كيف نرى محتوياتها. غير أن المشكلة لا تكمن في تنوع شخصيات البشر. بل في فشل كل إنسان في اكتشاف نقاط تفرده وأسباب اختلافه عن الآخرين.
وأياً كانت آراؤنا فهي محصلة لمؤثرات عميقة لا واعية، وخلفيات توجهنا لتبني آراء وأفكار نعتقد أنه مسلم بها. لهذا السبب أعتقد أن أول متطلبات الخروج بقرار صائب هو الخروج من «قوقعة المسلمات»، عندها فقط لن يصبح همنا الأول الدفاع عن آرائنا الخاصة، بل التأكد من أننا لم نخدع أنفسنا ونتبنى آراء مسبقة. نصبح مهيئين إلى الانتقال من مرحلة (لماذا)نفعل ذلك، إلى (كيف نطور أنفسنا) ونصبح أفضل من ذلك.
محتويات كتاب نظرية الفستق
يتضمن الكتاب 65 موضوعاً مختلفاً جاءت أقرب إلى شكل المقال الصحفي يعرض كل منها باختصار فكرة معينة تتعلق بطرق التفكير والسلوك والحكم على الأمور والأشخاص.
الانسان والطائرة في نظرية الفستق
عقد الأحمدي مقارنة بين حياة الإنسان والطائرة قائلاً تحت عنوان «ماهي خطتك في الحياة؟»: حين تسافر إلى أي بلد تنطلق حسب خطة عمل مسبقة وجدول دقيق يحدد موعد إقلاعها ومن أي مطار أو مدرج، وكذا موعد هبوطها لأن عالم الطيران منضبط يسير وفق جدول دقيق وخطة متفق عليها.
في المقابل تخيل صعود قائد إحدى الطائرات إليها دون معرفة وجهتها، وحين يتصل ببرج المراقبة يتفاجأ بعدم وجود رحلة مجدولة للطائرة، فماذا سيفعل حينها؟ هل سيقلع بها، وإذا أقلع هل سيظل محلقاً في السماء بدون وجهة محددة، وإذا رغب في العودة إلى المطار الذي أقلع منه هل سيحصل على إذن بالهبوط؟ الإنسان بدوره مثل الطائرة إن امتلك خطة مسبقة لحياته نجح إلى حد كبير في الوصول إلى وجهته، وإن لم يمتلك رؤية واضحة لأهدافه سيبقى «محلك سر» على الأرض، وحتى إن «أقلع» سيهدر طاقة كبيرة ووقتاً هائلاً ثم يسقط، أو يهبط مجدداً في نفس المنطقة التي غادرها.
ضياع الأهداف وجني ثمار التعب
وأضاف «تشير خبرتي المتواضعة إلى أن ضياع الهدف في سن مبكرة هو المسؤول الأول عن الفشل وعدم تحقيق الإنسان لطموحاته. وهذا أمر يتعلق بالكسل أو التقاعس بل بالركض في الاتجاه الخطأ والدوران في حلقة مفرغة وهو ما يجعل جميع الطرق تنتهي إلى لا شيء».
تتنوع العناوين المختارة في الكتاب، إلا أن أكثر ما يجذب الانتباه عنوان «قد لا تكون ذكياً كما تعتقد «وفيه يعترف الأحمدي بأن كثيراً منا» أخذ مقلباً في نفسه» ويعتقد أنه المرجع فيما يختلف عليه الناس، ويقول «جميعنا يعتقد أنه على صواب وأن الأمر لو كان بيده لفعل كذا وأصلح مشاكل المجتمع في ساعات.
ويضيف «كما نحكم على الكتاب من عنوانه، وعلى الشجرة من ثمارها، يجب أن تحكم أنت على ذكائك (ليس من خلال نظرتك لنفسك) بل من خلال تصرفاتك الواقعية في حياتك اليومية. أنت لست ذكياً إن كنت لا تسيطر على حياتك، أو تشعر أنك مشغول على الدوام.