أفضل عمر لزواج البنت
يكتسب الزواج قدسية بقداسة رباطه وقداسة غايته، ويُتوِّج بذلك عهداً جديداً ومرحلة مشرقة من مراحل حياة الشاب والفتاة بانتقالهما إلى بناء الحياة الأسرية، ويُنظر للزواج بأنّه رابط يضمن ديمومة الاستقرار والراحة لدى كلا الطرفين، وتختلف المجتمعات في تحديد سن الزواج تبعاً للمتغيرات التي تخص كلّ مجتمع على حدة، ومع ذلك دائماً ما يكثر التساؤل عن أفضل عمر لزواج البنت سواء من الأهل أو من الفتيات أنفسهن.
أفضل عمر لزواج البنت
اختلف الباحثون في تحديد أفضل عمر لزواج البنت حيث ذكر البعض أنّ الزواج المبكر من سن الثامنة عشر حتّى الخامسة والعشرين هو أفضل من تأخر الزواج إلى ما بعد ذلك.
بينما تشير بعض الدراسات والأبحاث الحديثة التي تم إجراؤها على الأزاوج الجُدد إلى أن متوسط عمر الزواج الأكثر تفضيلاً لدى المرأة يتمركز حول سن 27 عاماً، أما بالنسبة للرجل فتتراوح أعمار الأزواج لتُقارب 29 عاماً.
وقد اختلف أفضل عمر لزواج البنت مع مرور الوقت فقد كان سن الزواج في الستينات أقل ب 7 سنوات عن الوقت الحالي، ويعود ذلك إلى ارتفاع الوعي لدى الأفراد وازدياد نسبة الطلاق والخلافات بين المتزوجين في سنٍ مبكرة، إضافة إلى أن سن الزواج المناسب لكلا الطرفين يُثمر بالعديد من الإيجابيات التي تنعكس آثارها على للفرد والمجتمع.
اعتمدت الدراسات والأبحاث الحديثة على أنّ الزواج المبكر في أغلب حالاته غير محبذ للفتاة للعديد من الأسباب، ومنها:
- من الممكن أن يؤثر الزواج المبكر في الحالة النفسية للبنت، حيث قد تدخل في حالة صدمة نفسية نظراً لوقوعها تحت ضغط تحمل المسؤوليات الكثيرة في سن مبكر من غير أن تكون مدركة لها ولمتطلباتها، ممّا قد يتسبب بتدني الثقة بالنفس وفقدان الأمان.
- لا تُرجّح الدراسات الفسيولوجية والسيكولوجية الزواج المبكر للبنت؛ نظراً لعدم اكتمال النمو النفسي والجسدي والعاطفي الانفعالي، والذي يؤثر بدوره في تعرُّضها للكثير من المشكلات النفسية والأمراض الجسمية بشكل مبكر.
- في حال الوصول لمرحلة الإنجاب فمن المؤكد أن البنت ستواجه صعوباتٍ كثيرة في رعاية الأطفال؛ لصغر سنها، وكونها غير مهيئة لخوض غمار الحياة الأسرية والتربوية جسمياً ونفسياً.
اقرأ أيضا: اسباب الزواج المبكر
أسباب تأخر سن زواج البنت
هُنالك العديد من العوامل الأخرى التي قد تكون سبباً لتأخير سن الزواج لبعض الفتيات، وأبرزها ما يأتي:
- تردُّد بعض فتيات وشبّان جيل الألفيّة الحديث والميل لتأخير الزواج بسبب الاكتفاء الذاتي والشعور بعدم الحاجة لوجود شريك آخر يُكملهم ويُساندهم في حياتهم، بحيث يثقون بإمكانيّة العيش معه بسعادة وهناء دون تغيّر مجرى حياتهم كليّاً.
- ميول العديد من الفتيات لزيادة وتطوير المستوى التعليمي الخاص بهن وبشكل خاص دول جنوب آسيا، بالتالي مُحاولة تأخير فكرة الزواج لحين الإنتهاء من التعليّم أولاً، وهو امر قد تُفضّله بعض الأسر وتؤيّده بشدّة على خلاف الأسر التي تتبع العادات القديمة والميل للزواج المُبكر والمذكورة مُسبقاً.
- عدم رغبة بعض الفتيات بالإنجاب في سن مُعيّنة وتأجيل هذه الفكرة بعض الوقت، وهو ما يدفعهن لتأخير الزواج أيضاً؛ لأن الإنجاب أحد مسؤوليات الزواج ومقاصده العظيمة بالنسبة لفئة كبيرة من الأزواج.
- قلق بعض الفتيات من فكرة الارتباط الرسمي بسبب الخوف من تغيّر الشريك الذي قمن باختياره مع مرور الوقت، رغم أن سبب اختيارها له في البداية قد يكون لأنه مُناسب وينسجم معها، ولكن هذا المبرر ليس منطقياً؛ حيث إن الجميع قد يتغيّر مع مرور الوقت، لكن الزواج المبني على أساسات متينة وتفاهم وانسجام مُسبق لن يتأثر تحت أي ظرف.
اقرأ أيضا: ايجابيات الزواج
نظرة الإسلام لسن الزواج المناسب
يعتبر الزواج المكوّن الرئيسي والأساسي للأسرة، حيث إنّ الزواج هو الرباط الشرعي الوثيق الذي يربط بين الرجل والمرأة بغرض استمتاع كلّ منهما بالآخر واستمرار التناسل والتكاثر بتكوين الأسرة المسلمة الصالحة، ويترتب عليه العديد من الواجبات والمهام التي تقع على عاتق الرجل والمرأة لإقامة هذه الأسرة.
ذكر الرسول الكريم المعايير السامية التي يجب أن يسعى إليها الرجل في اختيار الزوجة كحديث الرسول (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ).
والمعايير التي يتوجب على المرأة الأخذ بها عند اختيار الزوج كحديثه عليه السلام (إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ. قالوا: يا رسولَ اللهِ! وإن كانَ فيهِ؟ قال: إذا جاءكُم من ترضونَ دينهِ وخُلقهُ فأنْكحوهُ)،، إذا فالزواج هو الرباط المقدس الذي يحافظ على استمراريّة فعالية الأسرة الصالحة في المجتمع الإسلامي.
وقد ورد في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ الشبابِ، مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لم يَسْتَطِعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاءٌ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود فإني مُكاثرٌ بكم الأمم).
فقد استحبّ الإسلام الزواج مبكراً لمن استطاع الباءة، والتي تعني القدرة على توفير احتياجات المنزل المادية، والقدرة البدنية على أداء الواجبات الزوجية، وذلك حفاظاً على الشاب من الوقوع في المحرمات، ولتحقيق القصد من الزواج وهو الحفاظ على النسل البشري، وتحقيق السكينة والمودة بين الزوجين.
اقرأ أيضا: أحاديث عن الزواج والنصيب