أول من تسعر بهم النار

يشعر الكثيرين بالرعب عند ذكر نار جهنم، ولكن من هم أول من تسعر بهم النار ؟ ولماذا اختارهم الله عز وجل، وبالرغم من أن الإجابة على هذا السؤال قد تصيب البعض بالصدمة إلا أنها تؤكد على ضرورة الإيمان بالله وحده لا شريك له.

أول من تسعر بهم النار

أول-من-تسعر-بهم-النار
أول-من-تسعر-بهم-النار

استخدم الله عز وجل الكثير من الأسماء لتدل على نار الآخرة التي ستكون مأوى للكافرين والمنافقين، وعبدة الأصنام والمتكبرين، وكل من يخالف تعاليم الله ويخالفون عهده ويسخرون من رسله، وأيضا القتلة وأكلة ميراث اليتيم، والذين يقصفون المحصنات، ولكن من أول من سيدخل النار منهم.

تسعر النار يوم القيامة بثلاثة أنواع من الناس، وفقا لأحد أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهم عالم وشهيد وثري.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم.

تفسير حديث أول من تسعر بهم النار

وفي تفسير الحديث فإن أول من سيدخل النار سيكون شهيدا اجتهد واستشهد  فيسأله الله عن النعم التي أنعم بها عليه وكيف استخدمها، فيقول أنه جاهد في سبيل الله حتى استشهد لأجل الله وحده، لكن الله يكذبه ثم الملائكة ويقولون أنه ما فعل ذلك إلا كي يقول الناس أنه جرئ وشجاع.

وآخر درس القرآن وحصل المعرفة الدينية فيسأله الله ألم أمنحك تلاوة القرآن وعلمتك ما أنزل على رسولي، فيجيب بنعم ثم يكذبه الله والملائكة لأن عمله كان فقط كي يقال عنه أنه من أهل العلم.

وآخر كان ينفق في سبيل الله حتى يقال أنه ينفق وكريم وليس لوجه الله عز وجل بالرغم من أنه أنفق ماله في جميه الجهات الموصى بها، وهؤلاء الثلاثة هم أول من يجروا على وجوههم إلى النار.

ويعتبر الحديث السابق حديثا صحيحا في الترغيب والترهيب وصحيح الموارد وغيرهما وهو ما سيقع أمام جميع الأمم يوم القيامة حيث يحاسب الجميع على ما عملته أيديهم.

سبب تسعير النار بثلاثة

أول-من-تسعر-بهم-النار

يعلمنا الحديث الشريف أن الأعمال ليست بظاهرها، فمن الممكن أن تكون أعمالك كلها حسنة ولكن لا يقبلها الله عز وجل لأسباب كثيرة.

فلابد أن يكون الجواب دائما هو الله سبحانه وتعالى، فكل عمل عظيم لا تقبل عظمته إلا حين يقترن بنية خالصة لوجه الله، وهؤلاء الثلاثة وضعوا الله حاشاه في مقارنة مع البشر، والذي لا يجب أن يوضع معه أحد أو حتى بالقرب من مكانته بأي شكل من الأشكال.

ولابد أن يعلم الجميع أن الله غني عن أفعال عباده ولا يحتاج لها، بل نحن من نحتاج له، لذلك لابد أن يعمل الإنسان على جعل عمله نابعا من قلبه إرضاء لربه، وكما قال الله تعالى في الحديث القدسي يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

ختاما، يعتبر أول من تسعر بهم النار هم من وضعوا في قلوبهم حب الناس قبل رضا الله والعمل من أجله، لذلك اختار الله ثلاثة يكونون أول من يدخلون النار بالرغم من عملهم الصالح في الدنيا.

المصادر

مصدر1
مصدر2

Exit mobile version