معلومات حول معركة القادسية
حقق المسلمون الكثير من الانتصارا التاريخية، ولكن أهمها كانت معركة القادسية التي استطاع المسلمون من خلالها القضاء على الإمبراطورية الفارسية، وذلك بالرغم من الدعم الكبير الذي تلقاه الفرس من البيزنطيين وهما أكبر امبراطوريتان آنذاك، وإليك أهم معلومات حول معركة القادسية وكيف تمكن المسلمون من الانتصار بها.
الخلفية التاريخية لمعركة القادسية
يسجل التاريخ انتصارين عظيمين عام 636، وهما معركة اليرموك ضد البيزنطيين، ومعركة القادسية ضد الفرس الساسانيين، وهما من أفضل المعارك الحاسمة من الناحيتين السياسية والعسكرية، وسنتناول معا أهم معلومات حول معركة القادسية .
حيث كان لكل منهما أثرا على تغيير الإمبراطورية المهزومة، حيث فقد الفرس بعد معركة القادسية كل شئ تقريبا، ومن هنا تغير مسار العالم على يد المسلمين.
كان الفرس الساسانيون يعانون بالفعل من حالة ضعف قبل موقعة القادسية، وذلك بسبب حربهم مع البيزنطيين منذ 602 إلى 628 م، حيث كان الفرس قد انطلقوا نحو الشام ومصر ووضعوا حصارا حول القسطنطينية، لكن الأمر انتهى بكارثة، فمع وجود الجيش الروماني على الأبواب قام نبلاء الفرس بالإطاحة بملكهم كسرى الثاني، ثم جاء من بعده كافاد الثاني ابنه ليحكم الفرس.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فمع تفشي الطاعون ضعفت الإمبراطورية أكثر وأكثر إلى حد الدمار، وكان الملك كافاد أحد ضحايا الطاعون ومات بعد حكمه بوقت قصير.
اندلعت الحرب الأهلية بعد وفاة الملك، وتولى حفيد كسرى الحكم وكان عمره ثمانية سنوات وهو يزدجيرد الثالث، ولكن الحكم الحقيقي كان للنبلاء وعلى رأسهم رستم فرخزاد وبيروز خسرو.
في المقابل كانت الخلافة الإسلامية في أزهى عصورها،وبعد حروب الردة سيطرت الخلافة على شبه الجزيرة العربية بالكامل، ثم تم توجيه الجيش من قبل أبو بكر الصديق إلى العراق بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنهما، حيث هزم الفرس.
ولكن في عام عام 634، بدأ الفرس في استعادة بعض أراضيهم التي فقدوها على يد العرب في معارك مختلفة.
اتحاد الفرس والبيزنطيين ضد المسلمين
وفي عام 635، اتحد يزدجرد ملك الفرس والإمبراطور البيزنطي هرقل واضعان مخططا للسيطرة على الزحف العربي وتم الاتحاد من خلال زواج ابنة هيراكليوس وملك الفرس، وكان من المقرر حشد جيوش ضخمة لمهاجمة العرب في نفس الوقت بكل من سوريا والعراق.
لم يكن لدى العرب عدد الرجال الكافي لمواجهة تلك الحشود، خاصة أنهما هجومين في آن واحد، وكانت قوات العرب تتنقل بين سوريا والعراق وفقا للتهديدات الموضوعة، لكن في ظل الهجمتين الموحدتين كان الأمر صعبا للغاية.
ولكن لحسن الحظ كان هرقل جاهزا فشن هجومه في مايو 636، ولم يكن يزدجرد جاهزا بعد، فقام الخليفة عمر بن الخطاب باتخاذ القرار اللازم من خلال إرسال تعزيزات لدعم جيشه في سوريا، ثم جمع أي فرد يحمل سلاحا وفرسا لمواجهة الفرس بقيادة سعيد بن أبي وقاص في العراق.
ووصل عدد الجيش إلى بضعة آلاف، وكانوا يخيمون بالقرب من القادسية الواقعة بالقرب من الكوفة.
معلومات حول معركة القادسية
أرسل سعد ابن أبي وقاص وفدا إلى ملك الفرس يدعوه للإسلام حتى يتجنب الحرب، أو أن يدفعوا الجزية المفروضة على غير المسلمين وكان الحوار قائما على اللين والحسنى، وهو ما ظنه الفرس ضعفا فرفضوه بالرغم من ضعف،وفي هذا الوقت تمكن العرب من التركيز على سوريا، دون الحاجة للقلق على العراق.
وبعد فوزهم في معركة اليرموك على البيزنطيين، واجه العرب جيش الفرس الذي كان قد انتظر شهورا لمواجهة المسلمين.
يقال أن المعركة استمرت لمدة أربعة أيام، واهتم العرب في البداية بالقضاء على الأفيال الفارسية التي كانت سلاحا مخيفا آنذاك، ثم وصلت التعزيزات من سوريا، وهنا كانت خدعة الحرب بتنظيم الجيش إلى وحدات صغيرة لخداع الفرس بأن أعداد المسلمين كبيرة.
ويعتبر العامل الحاسم في انتصار العرب هو قتل القائد رستم على يد العرب في هجوم على مقر قيادته، ويقال أن العرب أيضا تفوقوا في الرماية واستخدام الدروع.
يقول البعض أيضا أن عاصفة رملية هبت في اليوم الأخير في وجه الفرس أفقدتهم تركيزهم، وانهار الجيش الفارسي بالكامل وتحقق النصر للمسلمين.
بعد أن تعرفت على أهم معلومات حول معركة القادسية ، يمكنك أن تتخيل كيف انتشر الإسلام وكيف كانت قوته في عصر الخلفاء الراشدين.
