كان الطبري عالمًا ومؤرخًا إيرانيًا، وقد اشتهر بخبرته في التفسير والتأريخ، وقد ألف كتاب “تاريخ الرسل والملوك”، والذي أصبح يعرف بمرور الوقت باسم “تاريخ الطبري”، إلى جانب هذا العمل الضخم، قام العالم الفارسي البارز أيضًا بتأليف تفسير نقدي للقرآن، والذي صمد أيضًا أمام اختبار الزمن.
تاريخ الطبري
السيرة الذاتية لـ الطبري
- ولد أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري عام 224 هـ، في مدينة آمل، بالقرب من بحر قزوين، في محافظة مازندران (إيران)، على بعد أقل من 200 كيلومتر شمال طهران.
- كان الطبري تلميذًا مبكر النضج يحفظ القرآن عندما كان في السابعة من عمره، ووفقًا لمصادر عديدة، أصبح شخصية دينية مؤهلة في سنوات المراهقة، في عام 850 انتقل إلى بغداد، عاصمة السلطة والمعرفة الإسلامية، وحيث قاد العلماء.
- في طريقه إلى بغداد، مكث الطبري لمدة خمس سنوات في ضاحية ري بطهران، حيث أنه درس على يد أبي عبد الله محمد بن حميد الرازي.
- عرّف الرازي الشاب على الفقه الإسلامي – “أصول الفقه، ومن الصعب معرفة ما إذا كانت تعاليم الرازي قد غيرت اهتمامه بحياة النبي (صلى الله عليه وسلم)، على الرغم من أن الطبري كان أول من فكر في عمل تاريخي كبير في الري.
- في بغداد، كان الطبري ينوي الدراسة على يد ابن حنبل، الذي توفي للأسف فور وصول العالم الشاب إلى المدينة، بينما أضاف الطبري المذاهب الفقهية الشافعية والمالكية والظاهرية إلى ذخيرة الفقه الحنفي، فقد تخطى طواعية المذهب الحنبلي الصحيح.
- انخرط معظم العلماء المعروفين في ذلك الوقت معه وتبادلوا الملاحظات، مما جعل الطبري واحدًا من الرجال الأكثر علمًا، وقد أظهر درجة من الاستقلالية في عملية التفكير (الاجتهاد)، الأمر الذي أثار حفيظة علماء الحنابلة.
- أدى هذا التصور إلى توتر علاقات الطبري مع زملائه العلماء، على الرغم من سيطرة الشباب والشجاعة على مؤهلاته التي لا تشوبها شائبة. في أواخر العشرينيات من عمره، سافر إلى مصر وفلسطين وسوريا، حيث التقى عباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي (785-883)، أحد أكثر المفكرين استنارةً في عصره.
- في بيروت، التي كانت مركزًا فقهيًا بارزًا، صقل الطبري مهاراته القانونية في المدرسة السورية، قبل أن يعود إلى بغداد، حيث كرس بقية حياته للكتابة.
- بصرف النظر عن الدخل المتواضع، جنى الطبري بعض المال من التدريس أيضًا، ومن المثير للاهتمام أنه لم يتقلد منصبًا حكوميًا أو قضائيًا ولم يتزوج قط، بدلاً من ذلك، كرس حياته للدراسة والتعليم والكتابة.
- توفي في بغداد في 17 فبراير 923، لكن السلطات العباسية دفنته سرا خوفا من اندلاع أعمال عنف من قبل العديد من أعداء الحنابلة.
اقرأ أيضا: سيرة حياة ابن جرير الطبري
أشهر أعمال الطبري
- إن الإدعاء المتكرر في كثير من الأحيان بأنّ الطبري كان يكتب أربعين ورقة في اليوم، لمدة أربعين سنة لا يكاد يكون موثوقًا به، وهذا لا يعني إنكار أن يكون إنتاجه العلمي غزيرًا، ولكن للأسف أغلب مؤلّفاته حول الفقه ضاعت، ولكنّ مؤلفاته في المواضيع الأخرى سلم منها الكثير، وحصل الطبري على رتبة إمام وفقيه وكان قادرًا على إصدار أحكام قانونية مستقلة.
- يعد كتاب جامع والمعروف باسم تفسير الطبري، أكثر أعماله تأثيراً وأشهرها، كما يعد كتاب تاريخ الطبري والمعروف باسم تاريخ الأمم والملوك، أحد أشهر مؤلفاته على الاطلاق.
- اتبع الطبري المذهب الشافعي لما يقرب من عقد من الزمان، قبل أن يطور تفسيره الخاص للفقه الإسلامي، كان فهمه للفقه معقدًا وسلسًا بشكل ملحوظ، وعلى هذا النحو، استمر في تطوير أفكاره حول المسائل الفقهية حتى نهاية حياته.
اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب جامع البيان
تاريخ الأمم والملوك
تاريخ الرسول والملك ( تاريخ الأمم والملوك )، وهو كتاب تاريخي يُشار إليه غالبًا باسم تاريخ الطبري، ويؤرخ من بدء الخلق إلى نهاية سنة 302 هـ.
يعتبر عمل الطبري أحد المصادر الأولية الرئيسية للمؤرخين، حيث يؤرخ التاريخ مع بداية الخلق، ويتناول تلاه روايات عن الآباء والأنبياء وحكام العصور القديمة.
كتاب جامع البيان
- كتاب تفسير الطبري هو تفسير للقرآن، يعرض فيه الطبري أية من القرآن الكريم، وبعدها يذكر شرحها وتفسيرها، وذلك بالعودة إلى أقوال الصحابة والتابعين، ومن ثم يرجح بينها.
- يقول الطبري في كتابه أن آيات القرآن تنقسم إلى ثلاثة، الأولى آيات لا يمكن تفسيرها فعلمها عند الله وحده، أما الثانية فهي مخصصة للنبي محمد عن غيره، والثالثة ما يمكن تفسيره وفهمه.
- اعتمد الطبري في تفسيره على التفسير المأثور، وأيضا على الاعتماد على الأسانيد سواء الصحيحة أو الضعيفة، ويعطي الإجماع الاعتبار الأكبر، كما أنه أهتم باللغة وعلومها، وبالأحكام الفقهية.
- بشكل عام يعد الكتاب من أعظم كتب التفسير عند أهل السنة والجماعة، ويعتبر من أهم المراجع في التفسير بالمأثور، وهو التفسير بالاعتماد على القرآن نفسه، وبالسنة النبوية والصحابة.
المراجع