معنى آية محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان

إنَّ سورة النساء من السور المليئة بالدروس والعبر والحِكم الفريدة، التي يقف العبد عندها لينال ويأخذ من هذه التشريعات، وبهذه السورة الكريمة استطاعت المرأة أن تحفظ عليها دينها وشؤونها لمعرفتها بعضًا من أحكامها جُملة وتفصيلًا، ويهتم الكثيرون بالتعرف على معاني آيات سورة النساء وخاصةً معنى آية محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان وما تُرشد إليه من فوائد وهدايات بالغة الأهمية.

معنى آية محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان

معنى آية محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدانجاء في معنى آية محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان العديد من الأقوال على النحو الآتي: فقد قال البغوي في تفسيرها: {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} أي غير زانيات، {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} أي أصحاب وأحباب يزنون بالسر، وقال الحسن: إنَّ المسافحة هي: التي تتبع كلَّ من دعاها إليه، وقال: ذات أخدان؛ أي التي يكون لها رجل واحد ولا تزني إلا معه.

فسّر ابن كثير قوله تعالى: {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} أي هنَّ الزواني اللاتي لا يمنعن أي أحد يريد أنْ يوقع بهن فاحشة الزنا، {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} أي أخلاء، وقال في ذلك البصري: أنَّ الأخدان: الأصحاب.

قال القرطبي في تفسيره: أنَّ المسافحات: هنَّ الزوان اللاتي يعلن الزنا؛ فقد كان في الجاهلية الزنا على العلانية وكانوا يعرفون بوضع رايات منصوبة، وكانوا يقومون بتحريم ما ظهر من الزنا ويبحون ما خُفي منه، وقيل: المسافحة: هي البغيُّ التي تؤاجر بنفسها لكل من عَرَض لها، و “ذات أخدان”: هي ذات الخليل والصاحب الواحد، فنزلت الآية الكريمة لتكون سببًا في النهي عن النّكاح لهذه النساء.

ورد عن الشعبي أنَّه قال: “الزنا وجهان قبيحان، أحدهما أخبث من الآخر، فأما الذي هو أخبثهما: فالمسافحة، التي تفجر بمن أتاها، وأما الآخر: فذات الخِدن”، هذا وإنْ كان هذا الفعل قريبًا من الزواج؛ إلا أنّه سبب في اختلاط الأنساب وضياع المرؤة وهذا مما كانت عليه الجاهلية.

ومما جاء في تفصيل الآية الكريمة على قول أكثر أهل التفسير: أنها جاءت في حق من لم يستطع الزواج من الحرائر؛ جاز له الشرع النكاح من الأمة المؤمنة لقوله تعالى: {فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}.

وقد اختلف العلماء في المسألة على أنْ القول بالجواز لا بدَّ له من شرطين: الأول منه أن لا يجد الرجل الحر مهرًا للحرة، وثانيها أنْ يكون خائفًا على نفسه من العنت أي الزنا، فيكون عندها النكاح جائزٌ له، بعد أخذ الإذن من أهلها، وإعطاءها للمهر عن طيب نفس لقوله تعالى: {فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.

ومن شروط نكاح الأمة أنْ تكون محصنة: أي عفيفة، وليست من الزواني ولا اتخذت صاحبًا وخليلًا للزنا سرًا؛ كما في قوله تعالى: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}.

والمعنى على ذلك: أنّه من لم يستطع من معشر المؤمنين الأحرار أنْ يكون لديه زيادة في ماله تمكنه منْ أن ينكح الحرائر المؤمنات، ففي هذه الحالة له أنْ ينكح الإماء المؤمنات اللاتي هن مملوكات عند غيركم.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الصبر هنا واجب لقوله تعالى: {وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، فمن استطاع أنْ يصبر لينكح الحرة فعليه بذلك؛ حتى لا يدخل في مسألة رِق الأولاد؛ لأن الأولاد يكونوا تبعًا للأمة وهذا مما يجعل الأولاد مماليك عند سيدها، ومن لم يستطع وخاف من الوقوع بفاحشة الزنا فلا حرج عليه بنكاح الأمة المؤمنة مع كمال الشروط.

اقرأ أيضا: معنى آية وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا

فوائد من آية محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان

تتمثل الفوائد المُستنبطة من قوله تعالى: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} فيما يأتي:

اقرأ أيضا: معنى آية وعندهم قاصرات الطرف عين

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version