معنى آية ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس
يبحث الكثير من المسلمين عن معنى آية ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس الواردة في سورة الأنفال، حيث ترشد الآية الكريمة المسلمين إلى مراعاة الإخلاص في نواياهم وعدم تشوييها بالرياء والبطر عند الخروج للجهاد في سبيل الله.
معنى آية ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس
إنَّ معنى آية ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يحذِّر المسلمين أن يكونوا مثل قريش عندما خرجوا من مكة بهدف حفظ العير، فخرجوا بالقيان والمغنيات والمعازف، وأصروا على القتال حتى بعد معرفتهم بسلامة العير من أيدي المسلمين ليشيع صيتهم بين العرب ويسمعوا بهم ويهابوهم، فكان خروجهم تكبرًا وفخرًا كما أنَّهم اتخَّذوا نعم الله -عزَّ وجلَّ- عليهم وسيلة إلى ما لا يرضيه.
كما أنَّ خروجهم كان بقصد كسب ثناء النَّاس عليهم، وقد عُبر عن الرياء والبطر بالاسم الدال على الثبات والتمكين دلالة على أنَّهم مجبولون على حبِّ الظهور، كما أنَّ من أهدف خروج قريش يوم بدر ليصدوا النَّاس عن دين الله -عزَّ وجلَّ-.
وقد عُبر عن الصدِّ بالفعل الدال على التجديد والتغير إشارة من الله -عزَّ وجلَّ- إلى أنَّ هذا الصدَّ لم يحصل منهم إلا بعد أن دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام.
ثمَّ ختم الله -عزَّ وجلَّ- الآية الكريمة بقوله: {وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، لتحذير المسلمين من الاتِّصاف بهذه المواصفات السيئة المذمومة، مبينًا أنَّه محيطٌ بكل ما هو صغيرٌ وكبير، وأنَّه سيقوم بمجازاة كلَّ من أساء بعمله، كما أنَّه سيجازي بالحسنى كلَّ من أحسن بعمله لذلك على المسلمين أن يكونوا مخلصين بأعمالهم لله -عزَّ وجلَّ- وحده.
ولا بأس في هذا المقام من ذكر أقوال بعض العلماء في تفسير الآية الكريمة، وفيما يأتي ذلك:
- تفسير الطبري: في الآية الكريمة إشارة من الله -عزَّ وجلَّ- للمسلمين بأن يجعلوا نواياهم خالصة له في جميع أعمالهم، وتحذيرٌ لهم من الرياء كما فعل مشركوا قريش عند خروجهم يوم بدر، حيث كان الهدف من هذا الخروج هو أن ينتشر صيتهم بين العرب فيتحدثوا بهم، وليصدوا الناس عن دين الله وذلك بقتال المسلمين وتعذيبهم، ويختم الله -عزَّ وجلَّ الآية الكريمة بإخبار المسلمين بأنَّه محيطٌ وعليمٌ لا يخفى عليه شيءٌ من أفعال المشركين.
- تفسير ابن كثير: في الآية الكريمة نهيٌ من الله -عزَّ وجلَّ- عن التشبه بالمشركين في خروجهم من ديارهم يوم بدر، حيث إنَّهم خرجوا دفعًا للحقِّ ومفاخرةً وتكبرًا، وفي ذلك إشارة للمؤمنين بالإخلاص في القتال في سبيله، ثمَّ يُخبر الله -عزَّ وجلَّ- في نهاية الآية الكريمة بأنَّه عليمٌ بما جاء به هؤلاء المشركين، لذلك كان جزاؤهم شرَّ الجزاء.
- تفسير القرطبي: يحذِّر الله -عزَّ وجلَّ- المسلمين من أن يكونوا مثل أبي جهلٍ وأصحابه عندما خرجوا يوم بدرٍ لنصرة العير، فخرجوا بالقيان والمغنيات والمعازف، فكانوا مستغلين نعمة الله -عزَّ وجلَّ- عليهم بالمعاصي.
اقرأ أيضا: معنى آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا
إعراب آية ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس
بيان إعراب مفردات قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، فيما يأتي:
- ولا: لا الناهية.
- تكونوا: فعل مضارع وجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف حرف النون من آخره.
- كالذين: “الكاف” حرف جر، “الذين”، اسم موصول مبني على الفتح في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر.
- خرجوا: فعل ماضي مبني على الضمة لاتصاله بواو الجماعة، “والواو” ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- من ديارهم: “من” حرف جر، “ديار” اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجملة صلة موصول متعلقة بالفعل “خرجوا”.
- بطرًا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ورئاء: اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- الناس: مضاف إليه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ويصدون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت حرف النون في آخره، “والواو” ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- عن سبيل: “عن” حرف جر، “وسبيل” اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور متعلِّقان بالفعل يصدون.
- الله: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
اقرأ أيضا: معنى آية وما كان لنبي أن يغل
فوائد من آية ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس
تتمثل الفوائد المُستنبطة من قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} في النقاط التالية:
- ينبغي للمؤمن إخلاص النية لله -عزَّ وجلَّ- وتنقيتها من شوائب الرياء والبطر.
- إنَّ البطر والرياء لا يعودان على صاحبهما إلَّا بالشرِّ والسوء.
- إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- عليم خبيرٌ بكلِّ صغيرة وكبيرة، فلا يخفى عليه شيء سواء أكان ظاهرًا أم باطنًا.
- إنَّ تشبه المسلم بالمشرك يعدُّ ذميمة له.
- إنَّ استغلال نعم الله -عزَّ وجلَّ- في المعاصي وترك الشكر عليها يعدُّ مذمةً للمرء.
- على المرء ألَّا يسمح للفخر والتكبُّر أن يوصلاه لفعل ما يُكره، فالأصل أن يقدِّم السلم على الحرب إن أُتيح له ذلك.
اقرأ أيضا: معنى آية وامتازوا اليوم أيها المجرمون