معنى آية واضربوهن

يهتم الكثير من المسلمين بالتعرف على معنى آية واضربوهن وما اشتملت عليه من أحكام فقهية عن طبيعة العلاقة بين الزوجين، وقد وردت هذه الآية في سورة النساء التي تضمنت العديد من الأحكام المرتبطة بالمرأة والأسرة في الإسلام.

معنى آية واضربوهن

معنى آية واضربوهنلقد أنزل الله القرآن الكريم تشريعًا للمسلمين في أمور دينهم ودنياهم فلا يُقدم المؤمن على أمرٍ حتى ينظر في كتاب الله ما حكمه وما رأي الإسلام فيه، وأنزل الله سورة النساء للحديث عن النساء والأحكام الخاصة بهنَّ، ومن بين الآيات التي أنزلها الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.

ضبط الله تعامل الرَّجل مع امرأته في حال نشوزها عنه، واختلف أهل التفسير والتأويل في معنى النشوز أو كيفيَّته، فقال بعض العلماء أنَّ النشوز هو ترفُّع المرأة عن زوجها وفراشه وعصيانها لطاعة زوجها في حقِّه منها بالفراش، وقيل بالنشوز هو البغض والكراهية، أو معصية المرأة لأوامر زوجها -فيما يرضي الله-.

ويُقال عن المرأة ناشزٌ إذا استخفَّت بحقوق زوجها عليها، فعلى زوجها أن يبدأ بوعظها والوعظ يكون بالكلام بأن ترجع إلى رشدها وتعود عن فعلها، وبذلك يُذكرها بحقها عليه وعظمة لك الحق عند الله، ويعظها بآيات الله -تعالى- ويُنبهها إلى عظيم ما ترتكبه من الذنب بنشوزها عنه.

فإن اتقت الله ورجعت عن فعلها لا سبيل له عليها، أمَّا إن أبت قال تعالى فاهجروهنَّ في المضاجع، فقال بعض العلماء المُراد بهجر المضجع هو ترك مجامعة الرَّجل لزوجته، وقال ابن عباس الهجر في المضاجع هو أن يكون الرَّجل وامرأته على فراشٍ واحدٍ ولكنَّه يترك مجامعتها.

وأمَّا السدي فقد ذهب إلى أنَّ معنى اهجروهنَّ في المضاجع هو أن ينام في نفس فراشها ولكنَّه يُعطيها ظهره في الفراش ويُجامعها ولا يتحدَّث معها وبذلك قال الضحاك، فإن هي لم ترجع له أن يضربها والضرب في الإسلام صفته أن يكون ضربًا غير مبرح.

وسُئل عبد الله بن عبَّاس عن معنى آية واضربوهن فقال الضرب غير المبرح هو أن يضربها بالسواك أو ما يُشبهه، فلا يُؤذيها بضربه ولا يكون للضرب أثرٌ عليها.

وبذلك فلا يجمع الرَّجل العقوبات الثلاث على زوجته فأولًا يعظها فإن لم تقبل يهجرجها فإن لم تقبل يضربها ضربًا غير مبرح، فأُريد بالواو هنا تقسيم النساء على اعتبار تقسيمهنَّ في النشوز، فمنهنَّ من قد ترجع من الوعظ أو من الهجر أو من الضرب.

وذهب الفقهاء إلى القول بأن الأفضل للزوج ترك الضرب بالكلية حفاظاً على المودة بين الزوجين، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ”. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري | الصفحة أو الرقم: 3/2/392 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اقرأ أيضا: معنى آية وإن عزموا الطلاق

إعراب آية واضربوهن

يُعدّ الإعراب من أهم المباحث اللُغوية فهو لبُّ اللغة العربية، وبه يُعرف المقصود من الكلام من خلال الضوابط في نهاية الكلمات، وبعد بيان معنى قوله الله تعالى {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}، لا بُد من الوقوف على إعراب المفردات:

اقرأ أيضا: معنى آية الرجال قوامون على النساء

فوائد من آية واضربوهن

إنَّ كتاب الله -تعالى- هو المرجع لكلِّ مسلمٍ في التعاملات، ومعرفة الحدود التي لا بدَّ لكلِّ مؤمنٍ بالله ورسوله أن يقف عندها، وبعد أن تمَّ تفسير الآية الكريمة بالاستناد إلى أقوال أهل التفسير والتأويل، سيتم استنباط الثمرات من الآية الكريمة -كما بينها أهل العلم- وفيما يأتي سيكون ذلك:

اقرأ أيضا: معنى آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version