معنى آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا

فضحت سورة التوبة حيل المنافقين وتبرأت من المشركين، وقد عدّ بعض العلماء أنَّها مع سورة الأنفال سورة واحدة، وتعدُّ سورة التوبة من المئين ولكن إذا ما عدَّت مع الأنفال سورة واحدة فهي من السبع الطوال، ويحرص الكثير من المسلمين على الإحاطة بمعاني آيات سورة التوبة وخاصةً معنى آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا وما يتعلق بها من مباحث لُغوية.

معنى آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا

معنى آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا

يقول الله تعالى في سورة التوبة: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

يشير الله تعالى في الآيات إلى خصال بعض الأعراب، فيصفهم بأنَّهم أشدُّ كفرًا وجحودًا لتوحيد الله، ونفاقهم أشدُّ من أهل المدن والأمصار؛ لأنَّهم جفاةٌ وقساةٌ بطبعهم وبسبب طبيعة حياتهم، وبسبب قلة رؤيتهم لأصحاب الخير، وهم أقل علمًا بمعرفة حدود الله وحقوقه وحقوق العباد.

ثمَّ يصف طائفةً منهم بأنَّهم يجعلون ما ينفقون من أموالهم رياءً وخوفًا من الناس فقط، فهم لا ينفقون رجاء ثوابٍ ولا يخافون من الإمساك من العقاب، بل يلزمون أنفسهم بالإنفاق عن غير قناعة، ثمَّ ينتظرون أن تدور الدائرة على المسلمين ويقعون في مصيبة أو مأزق وينقلبُ عليهم الزمان، كأن يموت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو ينتصر أهل الكفر والشرك عليهم، ويختم الله الآية بالدعاء عليهم بأن يدور الحزنُ والبلاء عليهم ولا يرونَ في المسلمين وفي النبيِّ ومن حوله ما يشتهون.

وفي بعض التفاسير وردَ أنَّ معنى آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا أنَّ بعض الأعراب يعدّ ما ينفق من أموال، مثل التي ينفقها في الجهاد في سبيل الله أو في معونة المسلمين أو في ما يدعو الله تعالى إلى الإنفاق فيه، فبعض الأعراب يعدّ تلك الأموال غرمًا ملزِمًا له، أي أمرًا ملتزمًا به رياءً، لا يرجو ثوابًا له ولا يخاف عقوبةً من الله بسبب الامتناع عنه، ثمَّ يجلس منتظرًا أن تنقلب كفَّةُ المسلمين ويدور عليهم الزمن وأن يقعَ بهم مكروه أو هزيمة وغير ذلك.

ويرى البعض أنَّ المقصود من اتِّخاذهم الإنفاق مغرمًا حتى لا يشاركوا في الغزو والقتال والحروب، وقد اختلفَ القراء في قوله: {عَلَيهِم دَائِرَةُ السَّوْءِ}، فمنهم من قرأها بفتح السين، ومنهم من قرأها بضمِّ السين.

وذهب أبو جعفر إلى أنَّ الأقرب للصواب هي بفتح السين لأنها بمعنى عليهم الدائرة التي تسوءهم سوءًا، كما يُقال: رجلُ صدقٍ، على اعتبارها نعت، ولكنَّ الله قد جعل الدائرة عليهم وأنزل بهم المكروه والمُصاب بكفرهم ونفاقهم، والله يسمع دعاء الداعين من عباده، وعليمٌ بأحوال المسلمين والمنافقين وبالعقاب الذي سينزل بهم، وبالمصير الذي سيصيرون إليه يوم القيامة، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضا: معنى آية ومنهم من يلمزك في الصدقات

المباحث اللغوية في آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا

يجب الوقوف على المباحث اللُغوية لكل آية من آيات القرآن الكريم تفصيلًا وشرح كل كلمة على حدة وإعرابها، حيث تُلزِم الإحاطة بمعاني الآية المختلفة معرفة جميع التفاصيل المتعلقة بها، وفيما يأتي بيان معاني المفردات الواردة في آية ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا:

يوضِّحُ إعراب مفردات الآية حركة كل كلمة وبالتالي مهمتها التي تشغلها في الآية، وبذلك يزداد المعنى المُراد من الكلمة وضوحًا وجلاءً، وفيما يأتي إعراب الآية:

اقرأ أيضا: معنى آية إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version