معنى آية لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

بعث الله تعالى النبيَّ محمدًا إلى الأمّة الإسلاميّة وأيّده بمعجزة القرآن الكريم؛ فكان القرآن المرجع الأوّل للمسلمين، والنّور الذي يضيء حياتهم ويرشدهم إلى طريق الخير والصواب، ومن بين الآيات الكثيرة التي احتواها القرآن كانت آية: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}، ويتساءل الكثيرون عن معنى آية لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون الواردة في سورة الأنبياء.

معنى آية لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

معنى آية لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

قال الإمام السعديّ أنّ معنى لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون أنّ الملائكة لا يقولون قولًا في الأمور التي تتعلّق بتدبير المملكة حتى يقول الله أوّلًا؛ وذلك لأدبهم الكبير في تعاملهم مع الله تعالى ومعرفتِهم الكبيرة بحكمة واتّساع علمِ خالقهم، فهم على امتثالٍ دائمٍ لأوامره فلا يعصونه ولو بمقدار ذرّة، ولا يفعلون ما تأمرهم به أنفسُهم بل ما يأمرهم فيه الله تعالى فقط.

ويقول الإمام الطنطاويّ إنّهم بأفعالهم تلك أيّ الملائكة هم بمثابة العباد الطّائعين لسيّدهم، وكلّ تلك الأمور وطاعة الملائكة لله تعالى جعلها ابن عاشورَ ردًّا على المشركين الذين يزعمون أنّ الملائكة سيكونون شفعاءَ لهم عند الله تعالى، وأمّا في تقديم بأمره على الفعل يعلمون فذلك لإفادة القصر؛ أيّ: لا يعملون أيّ عملٍ إلّا أن يكون صادرًا عن الله تعالى.

جاء في تفسير القرطبيّ للآية أنّه لا بدّ من فهم ما يسبقها لمعرفة دِلالتها؛ فالآية السابقة لها هي قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ}، ونزلت تلك الآية في خزاعة؛ حيث زعموا أنّ للّه تعالى بناتٌ وهم الملائكة، فكانوا يعبدونهم طمعًا في الشفاعة لهم.

ردّ الله تعالى عليهم بأنهم من عباد الله المكرمين، وأكمل وصفهم في الآية التالية للأولى؛ حيث قال: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}، أيّ لا يقولون حتى يقول الله تعالى، فلا يسبقونه بكلامهم، ولا يقولون إلا بما يأمرهم بقوله، وهم تحت طاعته وأمره، فيأخذون أوامرهم منه تعالى وينفّذون ما يُأمرون به.

ويُستفاد من هذه الآية الكريمة أنّ المشركين يعبدون الملائكة طمعًا في أن تشفع لهم يوم القيامة، فيسرفون في السيئات والمحرّمات زاعمين أنّ لهم شفعاءَ يوم القيامة وهم الملائكة، ولكن وكما ورد في الآية فإنّه لا شفيع للإنسان يوم القيامة سوى أعماله؛ فالأعمالُ الحسنة يُثاب عليها، والأعمال السيّئة يُحاسَبُ عليها، فلا صحّة لزعمهم أنّ الملائكة هم من سيشفع لهم.

كما تُرشد إلى إنّ جميع ما خلقه الله تعالى ومنهم الملائكة يأخذ أمره من الله تعالى، فالملائكة خلقها الله تعالى لتنفيذ ما يأمرهم به، لا أن يفعلوا ما تمليه عليهم أنفسُهم وأهواؤهم، ومَن اعتقد غير ذلك فهو شركٌ بالله تعالى وظلمٌ كبير.

اقرأ أيضا: معنى آية اقترب للناس حسابهم

معاني المفردات في آية لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

لكلّ كلمةٍ في اللغة معنى سياقي يفرضه موضعه من الكلام، ولها عدّة معانٍ لغويّةٍ ترِد في المعجم لبيان مواضع استخدام اللفظ المناسب في المكان المناسب، وبعد شرح الآية شرحًا وافيًا لا بدّ من الوقوف على المعنى اللغويّ لكلّ كلمةٍ من كلمات الآية حسْب ورودها في المعجم، وهي كالآتي:

اقرأ أيضا: معنى آية كل نفس ذائقة الموت

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version