سورة العصر مكية أم مدنية
سورة العصر مكية أم مدنية
سورة العصر مكية أم مدنية.. تعد سورة العصر من أوائل السور في النزول، وهي إحدى أقصر ثلاث سور في القرآن من حيث عدد الآيات، حيث أن عدد آياتها ثلاث آيات، وهي السورة 103 في ترتيب المصحف الشريف ونزلت بعد سورة الشرح.
سورة العصر مكية أم مدنية
- على الرغم من أن مجاهد وقتادة ومقاتل يعتبرونها سورة مدنية، إلا أن الغالبية العظمى من المفسرين يرون أنها سورة مكية، ويشهد موضوعها أيضًا على أنه لا بد من أن تكون قد نزلت في مكة المكرمة، عندما كانت رسالة الإسلام تعرض بشكل موجز ومؤثر للغاية..
- أجمع الكثير من المفسرين على أن سورة العصر مكية؛ فقالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (مكّيّة)، وقَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (مكية)، وقالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (مكّيّة)، وقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (مكية )، كما قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (مكية)، وقالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (مكّيّةٌ).
- فيما اختلف بعض المفسرين في ذلك، وعدوا سورة العصر مدنية، فقَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (نزلت بمكّة وقيل: بالمدينة)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وفيها قولان: أحدهما:(مكية) قاله ابن عباس وابن الزبير والجمهور، والثاني:(مدنية) قاله مجاهد وقتادة ومقاتل.
- وعن ترتيب نزول سورة العصر؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ نزلت بعد الشرح، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ نزلت بعد الشرح، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ ونزلت بعد سورة ألم نشرح ونزلت بعدها سورة العاديات، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ وقد عدّت الثّالثة عشرة في عداد نزول السّور نزلت بعد سورة الانشراح وقبل سورة العاديات.
- سميت سورة العصر لقسم اللَّه به في مطلعها بقوله: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ وَالْعَصْرِ: الدهر، لاشتماله على الأعاجيب، من سرّاء وضرّاء، وصحة وسقم، وغنى وفقر، وعز وذل، وانقسامه إلى أجزاء: سنة وشهر ويوم وساعة ودقيقة وثانية.
موضوع السورة
- اقسم الله عز وجل في بداية هذه السورة بالعصر وهو الدهر أو الزمان الذي يمر به الناس لما فيه من العبر وتقلبات الليل والنهار، وتعاقب الظلام والضياء، وتبدل الأحداث والدول، والأحوال والمصالح، مما يدل على وجود الله عزّ وجلّ وعلى توحيده وكمال قدرته، واقسم الله تعالى أن الإنسان في خسارة وهلاك ونقص وضلال عن الحق، في المتاجر والمساعي، وصرف الأعمال في أعمال الدنيا، إلا من استثناهم اللَّه والذين جمعوا بين الإيمان بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله تعالى عليه وسلم وبين العمل الصالح.
- المراد بالعصر: صلاة العصر، أو وقتها تعظيما لها، ولشرفها وفضلها، ولهذا فسّر بها الصلاة الوسطى عند كثير من العلماء. وفيه إشارة إلى أن عمر الدنيا الباقي هو ما بين العصر إلى المغرب، فعلى الإنسان أن يشتغل بتجارة لا خسران فيها، فإن الوقت قد ضاق، وقد لا يمكن تدارك ما فات.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- هذه السورة المكية الموجزة توضح أصول الإسلام الكبرى، ودستور الحياة الإنسانية، فقد أقسم اللَّه تعالى بالعصر الذي هو الدهر أو الزمان المشتمل على العجائب.
- خسارة الإنسان إلا من اتصف بالأوصاف الأربعة، وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي مع الآخرين بالحق، والتواصي بالصبر والمصابرة.