معنى آية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها
آية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ذكرت في سورة البقرة رقم 286، وهي من الآيات التي لها فضل كبير في تلاوتها كما ذكر في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن لها أسباب نزول سوف نذكرها في هذا المقال. كما سنذكر تفسيرها في التفسير الميسر والمختصر في التفسير ومعاني المفردات.
معنى آية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها
هذه الآية الكريمة تحتوي على العديد من المعاني الإيمانية والتدبرات نذكرها فيما يلي عند مختلف المفسرين:
تفسير الآية في المختصر في التفسير
لا يكلف الله أحد إلا بما يطيق من العمل لأن دين الإسلام هو دين يسر بلا مشقة، فمن عمل عملًا صالحًا فله أجره لا يبخس منه شيئًا ما دام خالصًا لوجه الله تعالى متبعًا لسنة رسوله الكريم، ومن عمل عملًا غير صالح فعليه الإثم بما عمل لا يحمل عنه هذا الذنب أحد. وقال النبي والمؤمنون: ربنا لا تعاقبنا إذا نسينا أو أخطأنا في عمل أو قول دون القصد منا، ولا تكلفنا ما يتعبنا ولا نطيق تنفيذه كما كلفت الأمم قبلنا مثل اليهود. ولا تحملنا يا الله ما لا نطيقه من الأوامر والنواهي، واعف عنه أي تجاوز عن سيئاتنا واغفر ذنوبنا وارحمنا، أنت ناصرنا فانصرنا على القوم الكافرين.
تفسير الآية في المختصر الميسر
دين الإسلام دين يسر لا مشقة فيه، كما أن الله تعالى لا يكلف عباده بما لا يطيقون، فمن فعل الأفعال الصالحة فسينال الخير، ومن فعل شرًا فسوف يناله. ربنا لا تعاقبنا إذا نسينا شيئًا مما افترضته علينا أو أخطأنا في فعل شيء نهيتنا عنه. ربنا لا تكلفنا أعمال شاقة لا نقدر عليها كما كلفت العصاة قبلنا كعقاب لهم. ولا تحملنا يا الله ما لا نطيقه من المصائب أو التكاليف، وامح ذنوبنا واستر عيوبنا أنت مالك الأمر ومدبره. فانصرنا يا الله على القوم الكافرين الذين جحدوا دين الإسلام ووحدانيتك وكذبوا برسولك، واجعل لنا العاقبة في الدنيا والآخرة.
معني الكلمات
- وسعها: طاقة النفس وما تقدر عليه.
- إصرًا: أي عبئًا ثقيلًا والمقصود هي التكاليف الشاقة.
- لا طاقة لنا به: لا مقدرة لنا على القيام له.
فضل الآية الكريمة
الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ، التخريج: أخرجه البخاري (4008)، ومسلم (807)، وهذه الآية لها فضل عظيم لقراءتها في الليل كما ذكر في الحديث الشريف وقد فسر العلماء معنى كلمة كفتاه بمعاني مختلفة وهي كلها تدل على الخير، فمنهم من قال أن المقصود هي الكفاية من قيام الليل أو الصلاة عمومًا. وقال بعضهم أنها تكفيه من الشيطان أو الشر والجن، وقيل أنها تكفيه كل سوء. وذكر أيضًا أنها تكفيه من كل شر وكل ما يخافه. فيسن قراءتها في كل ليلة حتى يتم الحصول على هذا الفضل الكبير والثواب العظيم.
اقرأ أيضًا: تفسير سور القرآن للأطفال
إعراب الآية
- لا يكلف: لا نافية، ويكلف فعل مضارع.
- الله: لفظ الجلالة فاعل ونفسًا: مفعول به أول.
- إلا: أداة حصر، وسعها: مفعول به ثان والجملة مستأنفة.
- ربنا: منادى مضاف، لا تؤاخذنا: فعل مضارع مجزوم بلا، والفاعل أنت، ونا: مفعول به.
- إن نسينا: إن شرطية وتجزم الفعل، نسينا: فعل ماض، ونا: فاعل.
- اعفُ: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة، الفاعل: أنت، والجملة معطوفة.
أسباب نزول الآية
لما نزلت آية “وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ… “شق ذلك على الصحابة رضوان الله عليهم وقالوا: كُلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نُطيقها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم: أ”َتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ – أراه قال – : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا قُولوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ” فاقترؤوها حتى أنزل الله تعالى آية “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا …” الآية. فنسخت الآية الأولى بها.
فضل سورة البقرة
سورة البقرة ورد في فضله العديد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي نذكر بعض تلك الأحاديث:
- فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ وَصَحِيحِ مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لَا تَجْعَلُوا بيوتكم قبورا فإن البيت الذي تقرأ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ” وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
- قال صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة”. رواه مسلم.
- في صحيح ابن حبان والحاكم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليالٍ”. صححه الحاكم وحسنه الألباني.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
- وقد ذكر المناوي في فيض القدير: أخذها يعني المواظبة على تلاوتها والعمل بها بركة أي زيادة ونماء.
- وقال القارئ: أخذها أي المواظبة على تلاوتها والتدبر لمعانيها والعمل بما فيها بركة أي منفعة عظيمة.
وبذلك نكون قد ذكرنا تفسير آية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها في التفسير الميسر والمختصر في التفسير، كما ذكرنا أسباب نزول الآية وإعرابها وفضل سورة البقرة.