معنى آية سنشد عضدك بأخيك

إن الأخوة في الله عز وجل من أعظم القربات، وأوثق العرى، فبها يُعين المسلم أخاه المسلم، وقد قال الله تعالى: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}، ويبحث الكثيرون عن معنى آية سنشد عضدك بأخيك الواردة في سورة القصص.

معنى آية سنشد عضدك بأخيك

معنى آية سنشد عضدك بأخيك

حينما طلب نبي الله موسى من رب العزة جل وعلا أن يُرسل معه أخاه هارون نبيًا إلى بني إسرائيل، وذلك بقوله: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ}، جاءه الرد من الله تعالى بالقبول، حيث قال تعالى: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}، و معنى آية سنشد عضدك بأخيك أي أن الله سيُقوي من جانب موسى بإرسال أخيه معه، ومساندته له، فيكون عزيز الجانب أمام فرعون وملئه.

يقول العلماء عن هذا الطلب بأنه أعظم المطالب على الإطلاق، فليس هناك طلب ولا شفاعة أعظم من أن يشفع الأخ لأخيه لكي يكون عند الله نبيًا ورسولًا، فلذلك يُعد نبي الله موسى أعظم الأخوة منةً على أخيه.

وتتعدد أسباب طلب موسى عليه السلام من الله أن يُرسل معه أخاه هارون، ومن ذلك أن النبي موسى كان في لسانه لثغة، ويرجع هذا الأمر إلى تناوله جمرة من نار عندما خُيّر بين التمرة والجمرة، ولذلك كان هارون عليه السلام أكثر فصاحةً من أخيه موسى، ويدل على ذلك: وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ}، والمقصود بالرداء أي يُبين للقوم عني حديثي إذا لم يفهموه.

ومن الأسباب الأخرى التي دعت موسى عليه السلام لطلب إرسال هارون معه أنه كان خائفًا من تكذيب فرعون وملئه له، {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ}، كما كان متخوفًا من ازدياد حبسة لسانه نتيجة ما يفتعل في صدره من الضيق، {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ}.

كما حرص نبي الله موسى على تعاون أخيه هارون معه على أداء الرسالة؛ لما في ذلك من التقليل من الانشغال بالأمور الحياتية، وقد كان نبي الله موسى حريصًا أشد الحرص على أن يتفرغ لأداء الرسالة، كما حرص أيضًا على اجتماعه هو وأخوه على تسبيح الله وذكره، ويدل على ذلك: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا}، وفي تعاونه مع أخيه على ذلك تسهيل لأمور الدعوة؛ لتوفر آلاتها.

كان موسى عليه السلام على علم شديد بمدى طغيان فرعون ومحاولاته الحثيثة لمنع الناس أن يفارقوا ما عليه من ضلال؛ لذلك رأى موسى عليه السلام أن في أمر الرسالة فتنة عظيمة، فسأل الله العون على الخلاص من تلك الفتنة.

تضمن وعد الله لنبي الله موسى بأن يجعل له ولأخيه هارون حجة دامغة أمام الأعداء، كما حفظهم الله وذلك بعدم وصول الأعداء لهم، فكانوا بمأمن عن الإيذاء، بل وكان الوعد في النهاية بالغلبة والانتصار، قال تعالى: {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}.

قال ابن جرير الطبري عن تقدير قول الله تعالى: {بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}، أي أنتما، ومن اتبعكما وآمن بكما الغالبون بآياتنا.

وتكثر الفوائد التي اشتملت عليها حيث تدل على عظم مكانة الأخوة، وأنه يجب على المسلم أن يُحسن اختيار من يؤاخيه في الله، ويظهر صدق الأخ الحقيق عندما يُعين أخاه على طاعة الله، كما يمنعه ممن يريدون ظلمه، وقد أظهرت الآية كيف سعى موسى عليه السلام في طل بالخير من الله لأخيه، كما أوضحت أيضًا أن المسلم بحاجة إلى أخٍ يعينه على أداء رسالته والقيام بواجباته.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة القصص

معاني المفردات في آية سنشد عضدك بأخيك

لا شك أن القرآن الكريم أعظم أصول الدين، فهو القاعدة التي بُنيت عليها أساسيات الدين الإسلامي، وكان السبب من نزوله على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم أن يعمل به هو والمسلمون، ولا يمكن العمل بالقرآن الكريم إلا بعد فهمه وتدبر آياته، وقد جاء القرآن الكريم بلسان عربي مبين، وهو ما يفتح لنا الباب إلى ضرورة معرفة معاني مفردات الآيات في قوله تعالى: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} فيما يأتي:

اقرأ أيضا: أحاديث عن الأخ

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version