يكثر البحث عن تجربتي مع سورة المرسلات وأسرارها، فهي من السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم للتأكيد على أن وعد الله بوقوع يوم الفصل بين العباد والجزاء على الأعمال حق، والويل في ذلك اليوم للمكذبين الذين لا عذر لهم بعد أن قامت عليهم الحجة، مع التبشير بالنجاة والتكريم للمتقين المحسنين الذين آمنوا بكلام الله.
تجربتي مع سورة المرسلات
تقول إحدى الأخوات: تجربتي مع سورة المرسلات كانت سببًا في حل جميع المشاكل الحياتية التي كنت أعاني منها، فقد دخلت في العديد من المشاكل مع أقربائي وزملائي في العمل، ولذلك كانت علاقاتي بمن أعرفهم علاقات مؤقتة وضعيفة، ويمكنني أن أقول عن نفسي أنني كنت امرأة غير مقبولة، فلم يقتصر الأمر على عدم وجود أصدقاء لي من النساء فقط، بل إنني كنت غير مرغوبة من الرجال، فلم يتقدم أحد لخطبتي مطلقًا رغم أنني لست دميمة، ولم يقتصر الأمر على الفشل في الحياة الاجتماعية، بل كانت هناك مشكلة أخرى تتعلق بالدراسة، فقد أعاني من صعوبة شديدة في الحفظ والتركيز، ولكنني على كل حال انتهيت من الدراسة وتخرجت، لتواجهني عقبة أخرى وهي عدم إيجاد الوظيفة المناسبة، وعندما سألت أحد المشايخ عن سبب ذلك، توقع أنني مسحور وأن ذلك كله بسبب سحر مأكول أو سحر مشروب، وأوصاني بالمداومة على قراءة سورة المرسلات، وبالفعل بدأت في قرائتها والالتزام بها، وكانت سورة مؤثرة جدًا، ومنذ المواظبة على تلاوتها وأن أشعر أن حالتي النفسية تتحسن، وبالتالي أصبحت حياتي أفضل فقد شعرت بأن هذه السورة المباركة كانت سببًا في فك السحر، ولذلك صرت مقبولة، فقد استطعت أن أكون صداقات خلال السنوات القليلة الماضية، كما تقدم لخطبتي أحد الشباب الملتزمين، وكتب الله لنا التوفيق بإتمام الزواج وإنجابي، أسأل الله أن يبارك لنا في ذريتنا.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة النبأ
أسرار سورة المرسلات
أسرار سورة المرسلات عظيمة فيكفي أنها كانت سببًا في ظهور الشيب عليه؛ لما فيها من الإخبار عن يوم القيامة وأهوالها: “قالَ أبو بَكْرٍ -رضيَ اللَّهُ عنهُ-: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت”. (( الراوي : وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 5283 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره وإسناده صحيح ))
عن الصحابي الجيليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا مع النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- في غَارٍ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عليه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}، فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِن فيه رَطْبَةً، إذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقالَ: اقْتُلُوهَا، فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا فَسَبَقَتْنَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: وَقَاهَا اللَّهُ شَرَّكُمْ كما وَقَاكُمْ شَرَّهَا”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 707 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
عن أم الفضل بنت الخارث: صلَّى بِنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في بيتِهِ المغربَ قرأ المرسلات ما صلَّى بعدها صلاةً حتى قُبض. (( الراوي : أم الفضل بنت الحارث | المحدث : ابن كثير | المصدر : الأحكام الكبير، الصفحة أو الرقم: 3/177 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
عن عبد الله بن مسعود قال: لَقدْ عَلِمْتُ النَّظائرَ الَّتي كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي بهِنَّ: {الذَّارِيَاتِ}، {وَالطُّورِ}، {النَّجْمِ}، {اقْتَربَتْ}، {الرَّحمَنُ}، {الْوَاقِعَةُ}، {؟}، {الْحَاقَّةُ}، {سَأَلَ سَائِلٌ}، {المُزَّمِّلُ}، {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، {الْمُرْسَلَاتِ}، {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، {النَّازِعَاتِ}، {عَبَسَ}، {وَيْلٌ لِلْمُطفِّفِينَ}، {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب، الصفحة أو الرقم: 4/473 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
قال عبد الرحمن بن عابس سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، {إنَّهَا تَرْمِي بشَرَرٍ كَالقَصَرِ} [المرسلات: 32] قالَ: كُنَّا نَرْفَعُ الخَشَبَ بقَصَرٍ ثَلَاثَةَ أذْرُعِ أوْ أقَلَّ، فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ فَنُسَمِّيهِ القَصَرَ. (( الراوي : عبدالرحمن بن عابس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4932 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال : “من قرأ والمرسلات عرفا ، عرّف اللّه بينه وبين محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم” (( ثواب الأعمال ، ص 150 )) وقال الصادق عليه السّلام : “من قرأها في حكومة قوي على من يحاكمه ، وإذا كتبت ومحيت بماء البصل ، ثمّ شربه من به وجع في بطنه ، زال عنه بإذن اللّه تعالى”. (( تفسير البرهان ، ج 8 ، ص 188 ))
قال الإمام برهان الدين البقاعي في كشف أسرار سورة المرسلات: يتمثل مقصود سورة المرسلات في الدلالة على آخر الإنسان من إثابة الشاكرين بالنعيم، وإصابة الكافرين بعذاب الجحيم، في يوم الفصل بعد جمع الأجساد وإحياء العباد بعد طي هذا الوجود وتغيير العالم المعهود بما له سبحانه من القدرة على إنبات النبات وإنشاء الأقوات وإنزال العلوم وإيساع الفهوم لأحياء الأرواح وإسعاد الأشباح بأسباب خفية وعلل مرئية وغير مرئية، وتطوير الإنسان في أطوار الأسنان، وإيداع الإيمان فيما يرضى من الأبدان، وإيجاد الكفران في أهل الخيبة والخسران، مع اشتراك الكل في أساليب هذا القرآن، الذي عجز الإنس والجان، عن الإتيان بمثل آية منه على كثرتهم وتطاول الزمان، واسمها المرسلات وكذا العرف واضح الدلالة على ذلك لمن تدبر الأقسام، وتذكر ما دلت عليه من معاني الكلام.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الطور