يهتم الكثيرون بالتعرف على تجربتي مع سورة الحاقة وأسرارها، فقد جاءت هذه السورة المباركة لإثبات صدق القرآن بالتأكيد بالقسم على أنه كلام الله أنزله على رسوله، فيه حجّة وتذكرة للمتقين، وإنذار ووعيد شديد للكافرين، وفيه الخبر اليقين عن حتمية مجيء الحاقة التي فيها يتحقق الوعد الحق بالجزاء على الأعمال، والوعيد بالعقاب على المعاصي، وبأن يعطى كل صاحب حق حقه.
تجربتي مع سورة الحاقة
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الحاقة للقضاء على العوارض وطرد الشياطين كانت من التجارب المذهلة، وذلك بعدما استمتعت مرة على التلفاز أحد المشايخ يتحدث عن إمكانية حدوث بعض الاضطرابات في المنزل؛ لوجود الشياطين والجن بالمنزل، والعلاج الأمثل لذلك هو المداومة على قراءة سورة الحاقة، وبالفعل بدأت في قراءة سورة الحاقة باستمرار للتخلص من المشاكل والاضطرابات التي تُصيب بيتي دون سبب، وبالفعل بعد فترة من الانتظام في قراءة سورة الحاقة، لاحظت هدوء الأحوال وتحسن حياتنا الأسرية مع زوجي، فضلًا عن تفوق أبنائي في دراستهم.
تحكي إحدى الفتيات تجربتها في المداومة على قراءة سورة الحاقة كل ليلة لمدة ثلاثة أعوام وتقول أنها كانت لا تقرأها لطرد شياطين أو خلافه وإنما فقط للتقرب إلى الله لا أكثر، ولكنها كانت تلاحظ أنها تصيب الكثير من الخير والنجاح طوال هذه المدة، حتى أنها كانت تتعجب مما يصير معها، ومن هذه الأمور أن أوراق العمل الخاصة بها كانت الأوراق الوحيدة التي تم قبولها من دون الأوراق التي قدمها الزملاء، وكذلك عندما كانت تدخل إلى إحدى المصالح تُقابل بالكثير من التوقير والاحترام حتى أنها كانت تتعجب من ذلك فهي ليست من ذوي الجاه أو السلطان وإنما هى إنسانة عادية فكيف تقابل بكل هذا الاحترام، ولكن نبهها والدها وهو يخبرها بأن هذا فضل قراءة سورة الحاقة، التي تحافظ على قراءتها كل يوم بعد الاستيقاظ وحتى موعد ذهابها إلى العمل إلى جانب أنها كانت نشيطة وتقوم بواجباتها على أكمل وجه دون كلل أو ملل.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة المعارج
أسرار سورة الحاقة
تتعدد الفضائل والأسرار المتصلة بسورة الحاقة ومن أعظمها ما قاله عمر بن الخطاب رضى الله عنه: خرجتُ أتعرَّضُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبل أن أُسلمَ ، فوجدتُه قد سبقني إلى المسجدِ ، فقمتُ خلفَه ، فاستفتح سورةَ الحاقَّةِ ، فجعلتُ أَعجبُ من تأليفِ القرآنِ ، قال : فقلتُ : هذا واللهِ شاعرٌ كما قالت قريشُ ، قال : فقرأ { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) } قال : قلتُ : كاهنٌ قال : { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) } [ الحاقة ] . . . إلى آخرِ السُّورةِ فوقع الإسلامُ من قلبي كلَّ موقعٍ. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق، الصفحة أو الرقم: 2/618 | خلاصة حكم المحدث : حسن جيد الإسناد ))
جاء عن أبي بن كعب عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنّه قال: من قرأَ سورةَ الحاقَّةُ حاسبَهُ اللَّهُ حسابًا يسيرًا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 302 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزَلَ اللهُ تَعالى مِن السَّماءِ كَفًّا مِن الماءِ إلَّا بمِكيالٍ، ولا سَفَّ اللهُ كَفًّا مِن الرِّيحِ إلَّا بوَزنٍ ومِكيالٍ، إلَّا يَومَ نُوحٍ ويَومَ عادٍ، فأمَّا يَومَ نُوحٍ، فإنَّ الماءَ طَغى على خُزَّانِه بأمْرِ اللهِ، فلم يَكُنْ لهم عليه مِن سَبيلٍ، ثمَّ قَرأ: {إِنَّا لمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11]، وأمَّا يَومَ عادٍ فإنَّ الرِّيحَ عَتَتْ على خُزَّانِها بأمْرِ اللهِ، فلم يَكُنْ لهم عليها سَبيلٌ، ثمَّ قَرأ ابنُ عبَّاسٍ: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ} [الحاقة: 6-7]. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء، الصفحة أو الرقم: 6/66 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
في قوله تعالى “وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ” عن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال لعليِّ بنِ أبي طالبٍ : إنَّ اللهَ أمَرني أن أُعلِّمَك ولا أجفوَك وأن أُدنِيَك ولا أُقصِيَك فحقٌّ عليَّ أن أُعلِّمَك وحقٌّ عليك أن تَعِيَ. (( الراوي : أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 1/136 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
وردت بعض الآثار عن أهل البيت في كشف أسرار سورة الحاقة ومن ذلك ما جاء عن أبي عبد الله: أكثروا من قراءة ( الحاقّة ) ، فإنّ قراءتها في الفرائض والنوافل من الإيمان بالله ورسوله ، ولم يُسْلب قارئها دينه حتّى يلقى الله عزّ وجلّ. (( ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٢ / ٧٥٦٣ ))
كما قال الإمام الصادق عن فضلها: إذا كُتبت وعُلّقت على حامل حفظت الجنين ، وإذا سُقي منها الولد ذكّاه وسلّمه الله تعالى ، ونشأ أحسن نشوء بإذن الله تعالى. (( تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٧ ))
قال البقاعي: مقصد سورة الحاقة تنزيه الخالق ببعث الخلائق لإحقاق الحق وإزهاق الباطل بالكشف التام لشمول العلم للكليات والجزئيات وكمال القدرة على العلويات والسلفيات، وإظهار العدل بين سائر المخلوقات، ليميز المسلم من المجرم بالملذذ والمؤلم، وتسميتها بالحاقة في غاية الوضوح في ذلك وهو أدل ما فيها عليه.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة القارعة