يساعد النشاط البدني في منع مشاكل الصحة النفسية وإدارتها، وقد أجمعت الدراسات على أنَّ الرفاهية تتمثل في “حالة بدنية واجتماعية وعقلية إيجابية”، ومن خلال هذا المقال سنحاول قدر الإمكان التركيز على الرياضة والصحة النفسية ن وما هي العلاقة الحقيقية التي تربط بين المصطلحين.
الرياضة والصحة النفسية
تشمل الرفاهية والصحة النفسية عوامل كثيرة، مثل قدرة الأفراد على تطوير إمكاناتهم، والعمل المنتج والإبداعي، وبناء علاقات قوية وإيجابية مع الآخرين، والمساهمة في مجتمعهم، كما تشمل مجالات الحياة مثل الشعور بالرضا والتفاؤل واحترام الذات.
تتمثل إحدى طرق تعزيز صحتنا النفسية وحمايتها في المشاركة في النشاط البدني، ولقد ثبت أن للنشاط البدني تأثير قوي وإيجابي على الصحة النفسية وبعض الأمراض العقلية، ويمكن أن تؤدي المشاركة في النشاط البدني المنتظم إلى زيادة احترام الذات وتقليل التوتر والقلق، كما يساعد النشاط البدني في لعب منع مشاكل الصحة العقلية وتحسين نوعية حياة أولئك الذين يعانون منها.
الرياضة في علاج المرض النفسي
يمكن استخدام النشاط البدني في علاج الاكتئاب أو كعلاج مستقل أو مشترك مع الأدوية، وتوجد أدلة قوية تظهر انخفاضًا بنسبة 20-30 ٪ في الاكتئاب لدى البالغين الذين يشاركون في النشاط البدني يوميًا، كما أنَّ للتمرين مزايا محتملة مقارنة بمضادات الاكتئاب ذات الآثار الجانبية الأقل، وربما وصمة العار المرتبطة بها كطريقة علاجية مقارنة بالاستشارة أو العلاج النفسي.
توجد أدلة محدودة تثبت أن النشاط البدني يمكن أن يقلل مستويات القلق والضيق لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة بنسبة 20-30٪، وقد يكون مفيدًا أيضًا في علاج القلق السريري، وفي النهاية فإن النشاط البدني متاح للجميع، وله تكاليف قليلة.
هناك دليل واضح على أن النشاط البدني يقلل من خطر التدهور المعرفي لدى البالغين وكبار السن مع انخفاض بنسبة 20-30٪ في الإصابة بالخرف عند البالغين المشاركين في النشاط البدني اليومي، والمواظبين على الرياضة.
يمكن أن يزيد النشاط البدني من احترام الذات ويقلل من الاكتئاب والقلق لدى الأطفال، كما أنه أيضًا يقلل من الأعراض المتعلقة باضطراب نقص الانتباه، لذلك يجب أن تكون هناك مسارات واضحة لحماية البالغين والأطفال الضعفاء الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية عند المشاركة في أنواع الرياضات المختلفة.
ترى الدراسات بأن حالات المرض أو الاضطراب النفسي منتشرة بشكل ملحوظ بين الأقليات مثل الأقليات العرقية أو الدينية ، الأمر الذي يجعل من الضروري وجود رياضات ثابتة لهذه الفئات في مناطق تواجدها.
الصحة النفسية لمحترفي الرياضة
من المهم النظر في مشاكل الصحة النفسية التي قد تكون أكثر شيوعًا لدى أولئك الذين يمارسون الرياضة بشكل احترافي وليس للترفيه، إذ يمكن أن تسبب الرياضة ضغوطًا على الصحة النفسية للاعب بدلاً من الاستفادة منها، وقد يكون الرياضيون أكثر عرضة لاضطرابات الأكل، وتعاطي الكحول، والانتحار، وربما يظهر هذا واضحًا وجليًا بين أوساط اللاعبين المصابين بإصابات بالغة تمنعهم من العودة للعب، أو اللاعبين المتقاعدين الذين تخلت الأضواء عنهم فجأة.
يميل الرياضيون إلى عدم طلب الدعم لمشاكل الصحة النفسية، وقد وجد أن هذا بسبب وصمة العار التي قد تلاحقهم بكونهم شخصيات عامة، وبسبب الفهم الخاطئ للصحة النفسية وتأثيرها على الأداء، فقد يتصور هؤلاء أن طلب المساعدة دليل على الضعف
فوائد عامة للرياضة
علاوة على فوائد الرياضة المتعلقة بالصحة النفسية، توجد أيضًا فوائد أخرى للرياضة على المستوى الجسدي والعقلي للإنسان، ومن أهم هذه الفوائد نذكر ما يلي:
- أداء أفضل من الناحية الأكاديمية، حيث تتطلب ممارسة الرياضة الكثير من الوقت والطاقة، وقد يعتقد بعض الناس أن هذا سيلهي الطلاب الرياضيين عن العمل المدرسي، ومع ذلك، فإن العكس هو الصحيح، حيث تتطلب الرياضة الحفظ والتكرار والتعلم، ويمكن نقل مهارات التصميم وتحديد الأهداف التي تتطلبها الرياضة إلى الفصل الدراسي.
- تعلم الرياضة مهارات العمل الجماعي وحل المشكلات، إذ أنَّ القتال من أجل هدف مشترك مع مجموعة من اللاعبين والمدربين يعلمك كيفية بناء العمل الجماعي والتواصل بشكل فعال لحل المشكلات، وهذه التجربة مفيدة عند مواجهة المشاكل في العمل أو في المنزل.
- الفوائد الصحية البدنية للرياضة، فمن الواضح أن الرياضة يمكن أن تساعدك في الوصول إلى أهداف لياقتك والحفاظ على وزن مثالي، كما أنها تشجع أيضًا على اتخاذ قرارات صحية مثل الإقلاع عن التدخين، وتلعب أيضًا دور في تقليل فرصة الإصابة بهشاشة العظام أو سرطان الثدي في وقت لاحق من العمر.