كسوة الكعبة المشرفة واحدة من أهم مظاهر التشريف والتبجيل لبيت الله الحرام، برع فناني العالم الإسلامي في صناعة كسوة الكعبة المشرفة وتسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم، تصنع الكسوة من الحرير الأسود المكتوب عليه بعض آيات القرآن الكريم بماء الذهب، تعرف معنا على متى يتم تغيير كسوة الكعبة ومراسم تغيير الكسوة
تاريخ كسوة الكعبة
– يرجع التاريخ الأول لكسوة الكعبة إلى تبع أسعد الحميري ملك اليمن وسبأ حيث قيل أنه هو أول من كساها وكان ذلك في الجاهلية.
– قام الكثيرون من الجاهلية بكسوة الكعبة بعد تبع الحميري، حتى آلت الأمور لجد الرسول صل الله عليه وسلم الرابع قصي بن كلاب الذي قام بتنظيم كسوة الكعبة بأن جمع القبائل وعرض عليهم أن يتعاونوا في كسوة الكعبة فيما بينهم.
– جاء أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومى الذي كان في ذلك الوقت تاجر واسع الثراء يمتلك الكثير من المال وأشار على أهل قريش وقال: (اكسوا الكعبة سنة وأنا اكسوها سنة)، فوافقت قريش وظل الأمر كذلك لحين موته ثم توارثت قريش كسوة الكعبة حتى تم فتح مكة، وجاء الحبيب المصطفى بعهد الدولة الإسلامية.
– في عصر الدولة الأموية كانت الكعبة المشرفة تكسى مرتين كل عام مرة في يوم عاشوراء ومرة أخرى في آخر أيام شهر رمضان استعدادا للاحتفال بعيد الفطر.
– اهتم الخلفاء العباسيون اهتماماً بالغاً بكسوة الكعبة المشرفة من حيث النسيج والصبغ والحياكة والتطريز والتلوين، وتخصص في القيام بذلك أهل (تنيس، وتونه، وشطا) وهي مدن من المدن المصرية.
– كسا الخليفة المأمون الكعبة المشرفة 3 مرات في السنة الواحدة.
– ظهرت الكتابة على كسوة الكعبة منذ بداية العصر العباسي حيث كان الخلفاء من الأمراء يقومون بكتابة أسمائهم على الكسوة مقرون باسم الجهة التي صنعت الكسوة وتاريخ صنعها.
– في عهد الملك عبد العزيز شرعت المملكة العربية في صناعة كسوة الكعبة في عام 1346 هـ عبر دار خاصة بمكة المكرمة، وكانت أول كسوة للكعبة تصنع في السعودية كانت في مكة المكرمة.
متى يتم تغيير كسوة الكعبة ؟
– يتم تغيير كسوة الكعبة كل عام في صبيحة يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.
– واصل أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الاهتمام بصناعة كسوة الكعبة وتطويرها، حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة لمبناه الجديد في أم الجود في عام 1397 هـ، حيث تم تجهيز المصنع بأحدث المكن المتطور في مجال الصناعة.
الحكمة من كسوة الكعبة
– ترجع الحكمة من كسوة الكعبة إلى أنها من شعائر الله التي قام عز وجل بتعظيمها وذكر ذلك في كتابة العزيز فقال: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) {الحج: 32}.
– إتباع لسنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام والصحابة من بعده، حيث ورد أن الرسول الكريم قد كسا الكعبة في حجة الوداع بالثياب اليمانية من بيت مال المسلمين.
– إظهار لعز الإسلام وأهله.
– إرهابٌ أعداء الإسلام.
– تعبداً لله سبحانه وتعالى وشكر على أن جعلها قبلة للمسلمين.
مراسم تغيير كسوة الكعبة
– تبدأ مراسم تغيير كسوة الكعبة عقب صلاة العصر، حيث يقوم كل المشاركون في استبدال الكسوة باستخدام سلم كهربائي للقيام بتثبيت قطع الثوب الجديد على الأربع وجهات للكعبة على التوالي فوق الثوب القديم.
– يتم تثبيت قطع الثوب الجديد في 47 عروة معدنية مثبتة في سطح الكعبة المشرفة، ثم يتم فك الحبال الخاصة بالثوب القديم حتى يقع أسفل الثوب الجديد وذلك لكراهية ترك الكعبة مكشوفة بدون ساتر.
– عملية تشبيك الثوب الجديد من جانب لأخر يقوم بها الفنيون في مصنع الكسوة، كما يقوموا بتثبيت قطع الحزام فوق الكسوة وتقدر بحوالي 16 قطعة أطوالها تبلع حوالي 27 متر، كما تثبت 6 قطع تحت الحزام، وتثبت أيضاً قطعة مكتوب عليها بعض العبارات التي تؤرخ إهداء خادم الحرمين لثوب الكعبة بالإضافة لسنة الصنع.
– توضع على الأركان 4 قطع صمدية مكتوب عليها (قل هو الله أحد الله الصمد)، وتثبت أيضاً بين أضلاع الكعبة المشرفة الأربعة 11 قطعة تأخذ شكل قناديل مكتوب عليها بعض آيات قرآنية.
– ستارة باب الكعبة هي آخر قطعة يتم تركيبها من الثوب الجديد وتعتبر أصعب مرحلة من مراحل عملية تغيير الكسوة.
– عقب الانتهاء من تغيير الكسوة يتم رفع الثوب المبطن بقماش أبيض متين بارتفاع يبلغ مترين من القاعدة الرخامية للكعبة، وذلك حتى لا يقوم الحجاج بتمزيق الثوب للحصول على قطع منه طلبا للذكرى والبركة.