تجربتي في ذكر الله

يشمل ذكر الله -عزَّ وجلَّ- في مفهومه العام كلُّ أنواع العبادات فيدخل في ذلك الصلاة والدعاء والثناء وكذلك قراءة القرآن والحجّ، أمَّا في مفهومه الخاص فهي عبارة عن ألفاظ التمجيد والتقديس والتنزيه لله -عزَّ وجلَّ- التي وردت في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويتساءل الكثير من المسلمين عن تجربتي في ذكر الله تعالى وفضائلها.

تجربتي في ذكر الله

تجربتي في ذكر الله

تقول إحدى الأخوات: تجربتي في ذكر الله كانت بعدما سمعت كثيرا عن فضل ذكر الله والاستغفار، ولكن مع كل مرة كنت أداوم على ذكر الله وأبدأ بحماس، كان هذا الحماس يفتر مع الوقت، وسرعان ما يزول ويتلاشى، حتى قررت أن أبدأ بداية جديدة مع العشر الأوائل من ذي الحجة بأن داومت على الأذكار والاستغفار، وبالفعل كنت أواظب على أداء الصلاة، ومن ثم أختلي بنفسي من أجل ذكر الله، فأغلق جهازي وهاتفي المحمول، ولا أقوم بشيء إلا بذكر الله تعالى، وعندها شعرت بالعديد من الفضائل والفوائد للذكر كما انتابتني حالة روحانية عجيبة، ومع الاستمرار في هذه الحالة، أصبح لساني يلهج بذكر الله في جميع الأوقات، وقد رأيت آثار ذكر الله على حياتي بأن اطمئنت نفسي وزادت سعادتي وراحتي، وما من شيء أصابني بألم وحزن إلا وانقلب فرجا وزرقا بإذن الله تعالى.

اقرأ أيضا: كلام عن الله

فضل ذكر الله

حذَّر الله -عزّ وجلّ- من قلة ذكره، وجعل ذلك من صفات المنافقين حيث قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}، وحثَّ المسلمين على كثرة ذكره لما في ذلك من فضائل تعود على الذاكر، ومن فضل ذكر الله ما يأتي:

  • الثواب العظيم ومغفرة الذنوب: للذاكرين والذاكرات، حيث قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.
  • سبب لطمأنينة القلوب: حيث قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
  • سبب في نيل محبَّة رسول الله: ودليل ذلك ما ورد عن أنس بن مالك حيث قال: “أَن أقعدَ مع قومٍ يذكرون اللهَ ، من صلاةِ الغداةِ حتى تطلعَ الشمسُ ، أحبُّ إليَّ من أن أعتِقَ أربعةً من ولدِ إسماعيلَ ، و لأن أقعد مع قومٍ يذكرون اللهَ من صلاةِ العصرِ إلى أن تغربَ الشمسُ أحبُّ إليَّ من أن أَعتقَ أربعةً”. (( رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 465، حديث حسن. ))
  • ذكر الله من أفضل من إنفاق الذهب والفضة: وكذلك أفضل من لقاء العدوِّ وضرب عنقه ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى”. (( رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 3377، حديث صحيح. ))
  • سبب للنجاة من عذاب الله: ودليل ذلك قول معاذ بن جبل رضي الله عنه: “ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ. (( رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم 2224، حديث إسناده صحيح موقوف ))

اقرأ أيضا: سر ذكر لا إله إلا الله

أوقات الذكر المستحبة

ذكر الله -عزَّ وجلَّ- مستحبٌ في جميع الأوقات، ودليل ذلك ما رُوي عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ”. (( رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم 373، حديث صحيح ))

أمَّا في الأماكن القذرة فيكره الذكر بها في اللسان ولا حرج أن يُذكر الله بها في القلب، لكن بعض الأذكار قيَّدها الشرع بوقتٍ معين، مثل: أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والأذكار التي تُقال دُبر كلِّ صلاة، والأذكار التي تقال بعد الأذان، وكذلك كلُّ ذكرٍ قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وقتٍ معينٍ أو مكانٍ معين، وفيما يأتي بيان فضل ذكر الله.

أفضل الذكر

إنّ للذِكر أنواع وأفضل أنواعه قراءة القرآن الكريم وأفضل سورة في القرآن هي سورة الفاتحة، أمّا عن أفضل الذِكر بالمعنى الخاص وهو الأذكار المخصوصة التي جاءت الأحاديث الشريفة ببيان فضلها؛ فجميعها مُشتمل على توحيد الخالق العظيم مع اختلاف الصيغ ووجود زيادة أو نقصان من حديث إلى آخر، وفيما يأتي بعضٌ من هذه الأحاديث التي ذكرت أفضل الذِكر:

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أفضلُ الذكرِ: لا إلَه إلَّا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ”. (( رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1104، حديث حسن ))
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ”. (( رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 35، حديث صحيح ))
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ”. (( رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3293، حديث صحيح ))

اقرأ أيضا: أفضل أنواع الاستغفار

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version